بعد سيطرته على قرية (الشايقاب) الغربي على مشارف (ودمدني) … هل ينجح أسلوب خنق الفريسة بيد واحدة؟

 

 

تقرير- الطيب عباس:

بسيطرته على قرية (الشايقاب) يكون الجيش حرفيا، خرج من نطاق قرى المناقل إلى القرى المحيطة بمدينة ود مدني، حيث تبعد (الشايقاب) 18 كيلومتر فقط عن عاصمة الجزيرة، وبالتالي نقل المعركة من سهوب الجزيرة إلى تخوم ود مدني، حيث تقع الشايقاب، في نطاق سلسلة متقاربة من القرى حتى عاصمة الولاية، وتفصل بينها وبين مدني، قرى (الطلحة، مهلة، الكريبة وبيكا) ، وهذه القرى الأربع إضافة إلى الشايقاب تقع جميعها في طول 16 كيلومتر فقط حتى السوق الشعبي مدني، مايشير إلى أن السيطرة على الشايقاب تعني أن السيطرة على بقية القرى التي تفصل بينها وبين ود مدني، مسألة زمن، بحكم تقاربها الجغرافي الشديد، وهو ما يفسر انسحاب المليشيا المتمردة من قرية الطلحة بمجرد استلام الجيش لمنطقة الشايقاب التي تبعد عنها نحو ثلاثة كيلومترات فقط، وذلك للابتعاد عن مدى مدفعية الجيش.

  • هزيمة نكراء:

ويشير مراقبون تحدثوا إلى (أصداء سودانية) إلى أن موقع قرية (الشايقاب) المميز، هو ما دفع المليشيا المتمردة لمحاولة استعادتها من الجيش عبر ثلاثة هجمات، كان أخرها أمس الأحد ومنيت فيها بهزيمة نكراء. مرجحين أن تعاود المليشيا هجومها على ارتكازات الجيش بالقرية، لأن المنطقة تمثل خط الدفاع الأخير لمدينة ود مدني من الجهة الغربية، وهو الأمر عينه الذي أدركه الجيش، الذي قام بحفر الخنادق بمجرد سيطرته على البلدة.

  • صد الهجوم :

وكانت القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، قد صدوا أمس الأول الأحد، واحدا من أقوى الهجمات التي نفذتها مليشيا الدعم السريع بولايات الوسط، حيث حشد الدعم السريع مرتزقته من الباقير والجزيرة، واقتحم منطقة (الشايقاب) من ثلاثة اتجاهات في معركة بدأت من الرابعة فجر أمس الأول الأحد واستمرت حتى الظهيرة الاثنين .

  • مئات الجثث:

وأوضحت مصادر ميدانية أن العدو استعد جيدا وحشد لهذه المعركة آلاف المرتزقة أغلبهم من منتسبي دولة جنوب السودان، قبل أن يتلقوا هزيمة مزلة انتهت بهروبهم مخلفين وراءهم مئات الجثث.

وفي صباح الإثنين نفذ الطيران الحربي ضربات دقيقة على حشود للمليشيا بمناطق مهلة وبيكا، وتأتي الخطوة وفقا لمراقبين في محاولة لتنظيف طريق الجيش، الذي سيتقدم شرقا للسيطرة على سلسلة القرى المتبقية وصولا لكوبري البوليس، حيث سيكون متاحا هناك أن يقطع طريق ود مدني – الحصاحيصا ويحيد كوبري حنتوب.

  • المحور الشرقي:

يرجح مراقبون أن القوات المسلحة اعتمدت على أسلوب خنق الفريسة بيد واحدة كخطة لتحرير ود مدني بدلا عن التطويق من جميع الاتجاهات، وذلك بسبب تطورات خلقها تمدد المليشيا جنوبا والسيطرة على سنجة والدندر، الأمر الذي أعاق تحرك جيش سنار، الذي كان مخططا له تطويق ود مدني من الناحية الجنوبية، وجيش الفاو من الناحية الشرقية.
ويقول خبراء عسكريون تحدثوا ل (أصداء سودانية) أن احتلال سنجة والدندر عطل المحور الجنوبي تماما، واعاق لحد كبير أي تحرك لجيش الفاو نحو ود مدني، وذلك خوفا من التفاف المليشيا الموجودة بالدندر نحو منطقة الحواتة القريبة والتابعة جغرافيا لولاية القضارف، ما يمثل تهديدا للفاو والقضارف نفسه، ولم يستبعد خبراء عسكريون أن يقوم الجيش بعملية إنزال مظلي شرقي ود مدني لأهمية هذا المحور دون تحريك جيش الفاو.

  • خنق الفريسة:

سياسة خنق الفريسة بيد واحد، ستنجح بحسب مراقبين، حال نجح الجيش في الوصول لكوبري البوليس وفصل طريق مدني – الحصاحيصا شمالا وحيد كوبري حنتوب شرقا، ما يعني عمليا أنه قطع الإمداد عن ود مدني من ثلاثة اتجاهات، لكنهم أشاروا إلى أن هذه الخطة ستكون كلفتها عالية جدا وبحاجة لآلاف الجنود المشاه وعشرات الآليات الضخمة لتنفيذها بنسبة نجاح كبيرة.

  • التقاط الأنفاس:

هذه التطورات يتوقع مراقبون أن يستمر إيقاعها في التسارع، مستبعدين بقاء الجيش في منطقة الشايقاب لفترة أطول، واعتبروا المنطقة بمثابة استراحة لالتقاط الأنفاس قبل بدء الزحف نحو عاصمة الجزيرة، لأن دخول الشايقاب يمثل بداية النهاية لسلسلة معارك تحرير ود مدني.