عثمان ميرغني : “حمدوك هو السبب في سقوط حكومة الحرية والتغيير” (حوار)

- ناس الحرية والتغيير كانوا يعتبروا الثورة جزء من (الغنيمة)
- حمدوك هو السبب في سقوط حكومة الحرية والتغيير الأولى والثانية
- ناس الحرية والتغيير كانوا ( بيوزعوا) المناصب لأصحابهم وأنا ما من أصحابهم
- أنا ما (بلمع زول) وهذا الحدث جاء في سياق الحديث
- الحرية والتغيير كانت تقلد الانقاذ لأنها تعتقد أن طريقتها (كويسة) للإمساك بالسلطة
- التيار في عهد الدكتاتورية كانت أفضل من عهد الحرية بكتير
*وقفنا في الجزء الأول في آخر أيام الإنقاذ، وكانت كتاباتك مستمرة، هل وقفت نفس الموقف في كتاباتك ايام المفاصل بين الوطني والشعبي، أم حاولت التصحيح من خلال كتاباتك؟
-أنا بكتب عن أي فكرة صحيحة، ما بتكلم عن انتماء للفكرة ، واذكر عندما توفيت فاطمة أحمد إبراهيم ، كتبت محتج أن جثمانها يجب أن لا يذهب إلى دار الحزب الشيوعي المؤجرة في الخرطوم 2 لأن فاطمة ملك للشعب السوداني وليس للحزب الشيوعي فقط ، ورد علي كلامي الاستاذ يوسف حسين الله يرحمه ، وقال لي أنت علاقتك شنو بالحزب الشيوعي حتى تتكلم عن (نوديها) دار الحزب أو غيره ، وهذا هو ملعب الساحة السياسية تقول رأيك وتكتب في كل حدث بدون أن تكون منتمي له.
*هل كنت في السنوات الاخيرة تتوقع زوال حكم الانقاذ ؟
-طبعا من سبتمبر 2013 وقتل 200 شاب كتبت أن الانقاذ انتهت وتبقى مسالة وقت فقط، وبسبب ذلك تم اغلاق الجريدة عدة مرات ، حتى ذهبت للعمل مع مزمل ابو القاسم في اليوم التالي، وكتبت أول عمود وقلت في آخر جملة ستعود صحيفة التيار وستذهب الجهة التي أغلقت الصحيفة ، وحقيقة هذا ما حدث ، وانا ما ملتزم في الكتابة بخطوط معينة بل اكتب بمطلق الحرية ، إلا الخطوط الوطنية.
*ماهي الخطوط الوطنية التي تقصدها ؟
-كنت بقول الجيش وأجهزة المخابرات والقضاء خط أحمر لا يجوز انتقادهم اصلا ، القضاء لا يجرم ،ولابد أن تكون للأجهزة الوطنية تقديس حتى لاتنتهي البلد لأن هذه هي أعمدة العمارة لو سقطت البلد (تنتهي) ، لذلك ظللت أقول مرارا و تكرارا اتركوا عمل العسكريين لأهله ، ويستحسن ترك أي كلام في الشأن العسكري للعسكريين فقط.
*قبل أبريل 2018 هل كنت تخرج في المظاهرات ؟
-أنا كنت بكتب وداعم لقضية التغيير الثورة وشاركت في بعض المسيرات، وما ضروري أطلع مظاهرات، لأن الكتابة هي تعبير، ما لازم يكون التظاهر في الخروج بالأرجل.
*هل كنت تكتب لانك مع التغيير أم لأنك زعلان من ناس ؟
– كنت اكتب واطالب بالإطاحة بالانقاذ كلها
*الإنقاذ ولا البشير ؟
-الانقاذ كلها
*لماذا ؟
-لأني أعتقد أنها نظام فاسد يجب أن يسقط، ولوترك لنفسه لسقط بسبب كثرة الفساد ، و قبل يوم من سقوط الانقاذ تكلمت في 15 فضائية في ليلة واحدة وتم اعتقالي ولم أخرج من السجن حتى سقوط الحكومة
*تحدثت عن ماذا في ذلك اليوم ؟
علقت على حديث للبشير في القصر الجمهوري قال إنه خطاب للشعب السوداني ، وانا قلت ان الشعب السوداني يجب أن يعمل على إسقاط النظام اليوم قبل الغد ، ودعيت للتظاهر.
*ومتى خرجت من السجن ؟
-خرجت بعد سقوط الإنقاذ أيام الاعتصام ، وكنت في مسرح الأحداث.
*تداول الناس حديث لك قلت انك سمعته من حميدتي يقول فيه ان البشير قال يضحي بالثلث أو ثلثين من الشعب السوداني ؟
-الكلام دا أنا سمعته من اشخاص مقربين جدا من البشير، قالوا انهم سمعوه بردد في الكلام دا قبل 2013 ، حتى انه طلب فتوى في ذلك، و سمعت هذا الكلام ايضا من حميدتي بعد سقوط النظام داخل القيادة العامة.
*هل عندما سمعت هذا الكلام من حميدتي كنت لوحدك ام معك آخرين ؟
-لا لوحدي قاله لي
*كم مرة قابلت حميدتي أيام الاعتصام ؟
اعتقد مرة واحدة ، وكانت هناك مشكلة حاصلة بين الوفد العسكري والحرية والتغيير ، وانا ذهبت إلى القيادة و سمح لي بالدخول وقابلت بعض القيادات وتحدثت معهم حول المشكلة ، وذهبت وسمعت كلام الطرق الآخر وكتبت مقال عن ذلك في اليوم الثاني.
* مشيت تسأل عن المفاوضات .. ماهو سبب الحديث عن كلام البشير عن قتل المتظاهرين ؟
-الكلام جاب الكلام .. وتفاصيل كلام
*لكنك كنت فرحان بهذا الحديث وطلعت قلته في الاعتصام ؟
-أنا ماعارف انت قست الحاجة دي كيف و عرفت إني فرحان ، انا كنت فرحان بالثورة و سقوط الانقاذ
*لكنك كنت منفعل ؟
-انا جبت معلومة والفيديو انتشر
*الهدف شنو من نقل هذا الحديث هل كان تلميع لحميدتي ؟
-لالا.. أنا ما بلمع زول، الحدث جا في سياق الحديث وأنا بحكي ما دار ، وقلت المشكلة الحاصلة و رأي العسكريين و رأي الحرية والتغيير فيها و رأيي أنا.
*تم التغيير وبعد الوثيقة الدستورية كان هناك حديث انك ستكون وزير الإعلام ؟
-لا مافي كلام زي دا .. ناس الحرية والتغيير كانوا يعتبروا الثورة جزء من (الغنيمة) وعلى هذا الأساس يوزعوا المناصب لأصحابهم.
*هل انت ماكنت من أصحابهم ؟
لا لا .. ما من اصحابهم .
*كيف وأنت كنت تقابلهم وتجلس معهم ؟
-اقابلهم بصفتي صحفي من أجل الحصول على المعلومات ، والدائرة كانت ضيقة جدا لاختيار الترشيحات، وهم عندهم ناس (كويسين) لكنهم لم يختاروهم لانهم ما اصحابهم وممكن ما ياتمروا بأمرهم ، والدليل على ذلك ما حدث
*لكن تم ترشيح حمدوك رئيسا للوزراء وهو صديقك ؟
– اعترضت ترشيحه عندما عرفت من قبل قيادات الحرية والتغيير و تساءلت في واحدة من الورش الخاصة للترشيحات ، قلت لهم أين وجد حمدوك (ابليكيشن) التقديم لهذه الوظيفة ، لأن الذي اختاره صحبه وجابته مجموعة بتعرفه ، ولو كان في امكانية للناس ترشح كان حمدوك يكون واحد من 100
، ما ممكن منصب زي دا يترشح له شخص واحد و يفوز به، كان مفروض تكون هناك آلية لاختيار من هم أفضل.
*هل كنت ترغب أن تكون أنت رئيسا للوزراء ؟
-لا
*لو كان في (ابلكيشن) كما قلت هل كنت ستقدم فيه ؟
-لا.. لأني أنا في منصب أعلى من رئيس الوزراء، أنا رئيس تحرير، والدليل أن حمدوك ذهب وانا قاعد رئيس تحرير ، معليش ممكن أكون رئيس مجلس سيادة لأنها أعلى من رئيس تحرير.
*انت خلفيتك إسلامية ؟
-نعم.. ولكن ولكن هل انت تعتقد أن خلفية اتجاه إسلامي هي جينات في الدم.
*هل يمكن تتغير ؟
-دا رأي
*انت غيرت رأيك منهم ؟
-نعم لأن الفكرة كانت خطأ وما بني عليها كله خطا ، للاسف العقول بتاعت الحركة الاسلامية تفهم أن الفكرة خطأ.
*هل كنت حاسي بالذنب انك كنت اسلامي و نزلت الميدان وشاركت في الثورة ؟
-أنا ما قلت كدا .. أنا ما محتاج اوضح هويتي الناس بتحلل ذلك من كتاباتي ، مثلا في ناس يقولوا أنت ( بتتملص) من الإسلاميين، دي ما قبيلة .. دي مجموعة وفكرة محددة، وتغييرت زي الإنسان (العندو قميص لو جسموا بقي اكبر اكيد حيخلي لبس القميص و يشوف حاجة مقاسو) الوضع اتغير.
*هل هذا يعني أنك أكبر من الإسلاميين ؟
-لالا.. لم أقل ذلك .. الفكرة انهم افتكروا انهم هم (اللي بحمو) الدين .
*هل قابلت حمدوك بعد تعيينه رئيس وزراء ؟
-نعم قابلته كتير .
*في مرة قلت انه مرشح لوزير خارجية أو المالية ؟
-لالا.. لم اذكر ذلك .. حمدوك قال لي أنا متابع انتقادك و رفضك لي ، وحكي لي مادار خلف الكواليس وقال لي انا شخصيا ما كنت اتمني اكون رئيس وزراء ولكن هم ضغطوا على.
*من هم الذين ضغطوا عليه ؟
-الحرية والتغيير .. وقلت لهم أن هناك أشخاص أفضل موجودين في الداخل وكان يمكن أن يديروا البلاد بشكل أفضل، وحمدوك كان السبب في سقوط حكومة الحرية والتغيير الاولي و الثانية، وكان يشتكي من الحرية والتغيير شكوى مريرة وما قادر يواجهه.
* الحرية والتغيير لم تقدم له خطة لإدارة البلاد ؟
-هذه واحدة من الأخطاء، هو (جابو عشان) يضع الخطة.
*هل قابلت حمدوك في الأيام الأخيرة ؟
-قابلته كثيرا آخرها في مؤتمر القاهرة قبل أشهر
*هل قابلته بعد أن أعاده البرهان ؟
-لا لم استطيع مقابلته.
*هل كانت موافق على عودته ؟
-لالا .. ما كان يجب عليه أن يعود، كانت ستكون فرصة لتصحيح الوضع
*من كان يمكن أن يكون رئيس وزراء مناسب بعد حمدوك بحسب وجه نظرك ؟
-انا على قناعة كاملة أن السودان يجب أن يحكم ب (سستم) معين نحن عايزين نظام (دكتاتوري وسستم دولة قانون) تلزم الجميع وتعمل بنظام محدد ، مش حكم دكتاتوري
*هل نقلت هذا الحديث للحرية والتغيير ؟
-قلته كثيرا .. ولكن للاسف نواياهم جيدة ولكن خبرتهم ضعيفة و المطامع السياسية كانت كبيرة كل واحد يحاول يكسب.
*في فترة حمدوك ازدهرت جريدة التيار وأصبحت تقدم برنامج (كباية شاي) ؟
-صحيفة التيار للمفارغة في عهد الدكتاتورية كانت أفضل من عهد الحرية بكتير، وهذا الكلام كنا نقوله كثيرا في اجتماعات التحرير، وكنا نجيب نسخة من الصحيفة أيام حكم البشير و نسخة أيام الثورة نجد مافي مقارنة
*من أي ناحية ؟
-من ناحية تحريرية .. ايام نظام الإنقاذ الدكتاتوري كانت المطابع متوفرة وبعد الثورة حصل تدهور تام للدولة الإمكانات بقت ضعيفة ، زمان كان في مطابع كثيرة ، منتدى كباية شاي كان عامل ذخم بعد الثورة ولكن اصلا هو كان يعمل منذ العام 2016 ، كل الوزراء كانوا ما (بيحبو او يظهروا في التيار لانها تعتبر جريدة مشبوهة) لنظام البشير .. عكس أيام حكومة الحرية والتغيير كان الوزراء (يضربوا تلفون و يقولو يا جماعة انا ما جبتوني في التيار)
*من وين كان التمويل لـ(كباية) شاي؟
-هو ما تمويل كبير .. كان من شركة كوفتي
*في فترة حكم الحرية والتغيير كانت هناك صادرات للصحف ؟
-الحرية والتغيير استخدمت نفس آليات الإنقاذ في الحكم وكانت تقلدها لأنها تعتقد أنها طريقة (كويسة) للإمساك بالسلطة.
*هناك قنوات تمت مصادرتها و صحف أغلقت ؟
-نعم صحيح .. وانا كتبت عنهم صحيفة السوداني و الرأي العام التي لدي اسهم فيها حتى اللحظة .. ودا كلام غلط و اتكلمنا عنه في منتدي كباية شاي بمشاركة فيصل محمد صالح وزير الاعلام و الرشيد سعيد وكيل الوزاره حينها.
*وقناة طيبة ايضا اغلقت ؟
-طيبة كانت منصة بث وبها امكانات .. كنت اتوقع أن يتغير السودان بصورة جديدة بعد الثورة خاصة في مجال الإعلام وأن يعمل مدينة انتاج اعلامي، وكتبت ذلك لفيصل في مقال ، وكان يمكن تغيير المحتوى بتاع القناة بدل توقيفها للاستفادة منها لأنها كانت تبث بعدد من اللغات
*قبل 15 ابريل قابلت حميدتي وكنت وين ؟
15- ابريل كنت في البيت .