(أصداء سودانية) تحاور البروفيسور محمد حسين أبوصالح (2-2)
-
سودان ما بعد الحرب سيكون سودان جديد تخلص من كل العيوب والأخطاء المزمنة
-
غياب الرؤية الوطنية كانت السبب الأساسي لعجز السودانيين في تأسيس دولة المؤسسات
-
كان هناك عمل للمخابرات الأجنبية مهد لسرقة ثورة الشباب في ديسمبر ٢٠١٩
-
اتحدى كل من تصدر للمشهد السياسي وجلس مع الجيش أن يأتي بتفويض من شباب الثورة أنه يمثلهم
*كيف ينتهي صراع السلطة والثروة في السودان وما علاقة ذلك الصراع بمواقف اليمين المتطرف واليسار المنحرف ؟
– في 56بدينا كسودانين الاستقلال بإجماع وطني مقترح الاستقلال كان من دارفور والمشاركة كانت وطنية من كل أنحاء السودان و الاخوة الجنوبيين كانوا جزء من ذلك الإجماع الوطني الذي حقق الاستقلال ،لكن جيل الاستقلال فشل في وضع الرؤية التأسيسية للسودان كدولة مؤسسات، وغابت الفكرة والرؤية الوطنية لتأسيس الدولة وكانت هناك ثغرات تسللت منها الأجندات الأجنبية عبر كثير من التنظيمات و الشخصيات وكثير من الناس تم شراء ذممهم ، غياب الرؤية الوطنية الجامعة لتأسيس الدولة كانت السبب الأساسي لعجز السودانيين فى إيجاد تلك الرؤية ، مع وجود مكثف لعمل الاستخبارات الخارجية إذ لا يعقل ان يكون قائد حركة مسلحة لديه ما يقارب خمسة آلاف جندي يطعمهم ويدربهم ويدفع لهم رواتب، ولا يكون مخترق من جهات اجنبية، نحن تعرضنا لكثير من الاختراقات، أكبرها وأخطرها إختراق ثورة الشباب التي قامت لاقتلاع نظام الإنقاذ دون التفكير والتخطيط لإيجاد بديل يناسب طموحات الثورة لهذا تمددت الاستخبارات الأجنبية وحدث اكبر استلاب الإرادة السودانية ،وما يجرى الآن هو نتيجة لتمدد الاستخبارات الأجنبية في السودان،
وللخروج من دوامة الصراع لابد من وجود أحزاب لها رؤية وطنية وأفكار سياسية تلبي طموحات الشعب وتسهم فى دعم الرؤية الوطنية الموحدة لقيام دولة المؤسسات .
*وكيف السبيل إلى ذلك؟
إختصار الأحزاب الكثيرة في احزاب قليلة قوية وقادرة ،ولابد لمن يريد أن يقود السودان في المرحلة القادمة أن يطلع الشعب على (فيشه) الأمني والقضائي حتى يضمن الشعب انه منح ثقته لمن يستحق، وان قيادته مشهود لها بالنظافة والأمانة وعدم الإنحراف أخلاقيا،وأن تكون الأحزاب تتصف بالصفات الوطنية الراشدة ذات الافكار المتقدمة والقابلة للتنفيذ، وأن يستطيع السودان التخلص من الأحزاب المتطرفة والأحزاب المنحرفة ويصل لمبتغاه من أحزاب وطنية مسؤولة .
*ثورة ديسمبر التي اقتلعت نظام الإنقاذ هناك من يرى أنها كانت بداية حقيقية لبناء سودان جديد ووطن بمواصفات دولة المؤسسات وهناك فريق آخر يرى أنها ثورة صنعتها المخابرات الأجنبية لمساعد عملائها للوصول للحكم لتنفيذ مشاريع واجندة تلك الدول الأجنبية فى السودان؟
-خروج الشباب وكل جموع الشعب السوداني فى ثورة تلقائية تلك حقيقة، لم يخرجهم أحد من منازلهم إلى الشوارع، وأنا كنت موجود وسط الشباب أقدم لهم التنوير عن ضرورة وجود رؤية وطنية جامعة وأهداف محددة للثورة.. رأيت بنفسى كل أطياف الشعب السوداني والأحزاب ورجال التصوف ومنظمات المجتمع المدني كل الشعب السوداني كان في الشارع،
ولكن مع ذلك كان هناك عمل للمخابرات الأجنبية ربما سهلت عملية دخول الثوار لساحة الاعتصام وتمويل ودفع مبالغ لتلميع شخصيات وجماعات محددة، فعلت ذلك تمهيدا لسرقة ثورة الشباب وتقديم شخصيات دون تفويض من الثوار ليتصدروا الموقف ،ومثل هذا العمل الخادع معروف يعلمه خبراء الإعلام ومن لايعرفه عليه قراءة كتاب (في قلب العاصفة) لرئيس (السي اي ايه) ،فقد كتب عن صناعة القيادة ووضع الرأي العام في حالة استسلام للقيادة المصنوعة باستخدام الاستخبارات للإعلام. وهذا ماحدث بالفعل على الرغم من وجودنا وسط الشباب وتنبيهنا من محاولة الاستخبارات الأجنبية لسرقة الثورة لصالح جماعة محددة موالية للإستخبارات الأجنبية.
*لكن كانت هناك قوى سياسية سودانية مثلت هذا الشارع وشاركت القوات المسلحة للتخطيط للفترة الانتقالية؟
-انا اتحدى كل من تصدر للمشهد السياسي من القوى السياسية وجلس مع الجيش أن يأتي بتفويض شباب الثورة له ليمثلهم وقد واجهت مبعوث الإتحاد الأفريقي حينها معترضا منبها بأن قادة الجيش مفوضون وفق قانون ونظم القوات المسلحة، ولكن من يدعون أنهم الطرف الثاني من فوضهم ، لم تكن هناك دراسة إحصائية محددة لمعرفة الثورة وأهدافها إلا تلك التي قام بها بيت الحكمة ونفذتها أنا بنفسي، حيث حصرنا أهداف الثورة فى 41هدف و قدمنا في بيت الحكمة وساطة كادت أن تقود السودان لبر الأمان ولكن تعجل مبعوث الإتحاد الأفريقي وحال دون تحقيق هدفنا الوطني من الوساطة، التعجل بتدخل الوسيط الأفريقي يسهل لأصحاب الأجندات الأجنبية فرض رغباتهم ،ويمنع جلوس أبناء الوطن لمعالجة قضاياهم بأنفسهم داخل وطنهم.