شاهدة عيان تكشف لـ(أصداء سودانية) تفاصيل إغتصاب 20 طالبة جامعية داخل منزل الزعيم الأزهري
الملف الأسود لمليشيا الدعم السريع.. جرائم الإغتصاب (2)
- المليشيا إختطفتنا تحت تهديد السلاح من مدينة علي عبد الفتاح الجامعية بامدرمان
- إختطاف مئات الفتيات الصغار من الخرطوم وبيعهن في سوق النخاسة بتشاد
- ناشط في مكافحة العنف الجنسي: المليشيا تستخدم الإغتصاب كسلاح حرب لإجبار المواطنين مغادرة مناطقهم لتوطين منسوبيها
- ترحيل قسري للفتيات اللاتي حملن سفاحا لقرى المليشيا بولاية غربية لوضع حملهن هناك
تحقيق- التاج عثمان:
الملفات السوداء لمليشيا الدعم السريع المتمردة كثيرة لا تحصى ولا تعد لكن أكثرها سوداوية جرائم الإغتصاب لنساء وفتيات سودانيات منهن قُصر بنات صغار في العمر لم تتجاوز اعمار بعضهن الخمس سنوات.. بالطبع الأمر قد لا يصدقه البعض لكنه للأسف واقع ملموس بشهادة عائلات الضحايا والشهود.. التحقيق الصحفي الإستقصائي يكشف نماذج للإغتصابات التي إرتكبتها هذه المليشيا بالمدن والقرى التي تحتلها ليست صدفة او للمتعة فقط بل هي إغتصابات ممنهجة لها أهدافها ومراميها التي يهدف إليها قادة المليشيا.. فهي ليست إغتصابات وكفى بل لها ما بعدها أبرزها مخطط التغيير الديموغرافي لسكان بعض المدن والقرى.
مذبحة بيت المال:
الملف الأسود لجرائم الإغتصاب التي إرتكبتها مليشيا الدعم السريع بمدينة امدرمان حالات كثيرة لكن أكثرها مأساوية إغتصاب عشرات الطالبات الجامعيات اللاتي تم إختطافهن بواسطة المليشيا وحبسهن داخل منزل الزعيم إسماعيل الازهري بحي بيت المال بأمدرمان لشهور طويلة.. شاهدة عيان لتلك الجريمة المُخزية كانت محتجزة ضمن الطالبات الجامعيات لكنها غافلت الجنجويد ونجحت في الهرب من المليشيا لتكشف لـ(أصداء سودانية) تفاصيل موجعة ومؤلمة لـ(مذبحة بيت المال).. تحكي الطالبة (م) على لسانها ما حدث بقولها:
بداية هجوم مليشيا الدعم السريع على الخرطوم كنا مجموعة كبيرة من الطالبات نقيم بمدينة على عبد الفاتح الجامعية بامدرمان المواجهه لمستشفى القابلات، وفجأة دخلت مجموعة من جنود المليشيا لحرم المدينة واصابوا في طريقهم الحرس ثم دخلوا لغرف الطالبات وإختاروا حوالى 20 طالبة كنت واحدة منهن، ولاحظت انهم إختاروا الفتيات البيضاوات اللون وقادوهم تحت تهديد السلاح بعرباتهم القتالية لداخل منزل الزعيم الازهري.. واغلقوا علينا الغرف من الخارج حتى لا نهرب.. وكنا نسمع حديثهم وضحكاتهم فعلمنا انهم كانوا يحتسون الخمر, وبعد المغيب دخل علينا عددا منهم وإقتادوا خمسة منا, وبعد قليل سمعنا صراخ الفتيات فعلمنا أنهن يتعرضن لعملية إغتصاب من افراد المليشيا, هنا تملكنا الرعب والخوف لعلمنا أن دورنا قادم, بعدها دخل أفراد منهم وإقتادوا 7 فتيات هذه المره وكان مصيرهم كمصير سابقاتهن, وعندما عدن للغرفة كن في حالة يرثى لها من الرعب والخوف والالم، وبعضهن إنتابتهن موجة هيستيريا, لاحظت ان بعض الفتيات تعرضن للضرب وذلك ظاهر من الكدمات على وجوههن وعلمنا منهن انهن قاومن لكن دون جدوى وكنت واحدة منهن, إستمر الوضع بهذه الصورة حتى إكتملت جريمة إغتصاب العشرين فتاة, وفي الأيام التالية تكررت العملية بتبادل الفتيات بمعنى اننا تعرضنا لحالة إغتصاب جماعي.
وبالنهار يجبروننا على طبخ الطعام وغسل ملابسهم والتي كانت رائحتها لا تطاق، وكانوا يجلبون يوميا 3 خراف وبعد ذبحها وسلخها يأمروننا بطهي كل اللحم شية وبقية أجزاء الخروف ــ العفشه والرؤوس ــ يقومون بقذفها من السور خارج منزل الزعيم.. وفي الليل يتكرر مسلسل الإغتصابات الجماعية بعد شربهم للخمر وتعاطيهم المخدرات وتناولهم الشواء.. وكانوا لا يقدمون لنا شيئا منه إلا الفتات وفضلاتهم من العظام والشحم وكنا نتناوله مكرهين فالجوع كافر.. قضيت داخل منزل الزعيم الأزهري حوالي الأسبوع، ومساء أحد الأيام حدث إشتباك بينهم والجيش قرب المنزل فاصيب أفراد المليشيا بالذعر وأخذوا يتبادلون ضرب النار مع الجيش، وغفلوا عن حراستنا فإنتهزت الفرصة وتسللت من المنزل وهربت وسلمت نفسي لأول إرتكاز للجيش واخبرتهم بما يحدث للطالبات الجامعيات داخل منزل إسماعيل الأزهري.. والهروب يعد مخاطرة حيث انهم حذرونا ان أي فتاة تفكر ولو تفكير فقط سوف يقومون بقتلها امام زميلاتها، لكن الحمدلله تجرأت وهربت رغم تحذيرهم.. ما حدث لي ولزميلاتي جريمة نكراء أصابتنا بشرخ نفسي قد لا يندمل, وربنا ينتقم منهم لقد دمروا حياتنا تماما.
ترحيل قسري:
ما لم تذكره شاهدة العيان ان بعض الفتيات اللائي كن محتجزات داخل منزل الزعيم الأزهري شهورا عددا وبعد إغتصابهن حملن سفاحا من الجنجويد وكل فتاة إكتشفوا انها حامل تم ترحيلها قسرا لمناطق المليشيا لوضع حملها هناك.. وكما ذكرت إحدى الفتيات التي وضعت حملها بإحدى القرى التابعة للجنجويد بولاية غربية، ان من قام بإغتصابها أخبرها بأنها ستبقى مع أهله بإحدى المناطق حتى تضع حملها وأخذ طفله، وبعدها قال لها سوف يقرر إما قتلها او إطلاق سراحها.. ولقد أطلق سراحها بعد وضعها للجنين ثم عادت بمساعدة شخص شهم من الجنينة إلى امدرمان.
بعض المصادر أفادت ان المليشيا إختطفت مئات الفتيات الصغار من الخرطوم مع بداية الحرب ورحلتهن إلى مناطقهم وإستغلالهن جنسيا تحت مسمى الزواج القسري، وبعضهن تم بيعهن في سوق النخاسة بتشاد.. وكما ذكر لي احد الناشطين في مكافحة العنف الجسدي على المرأة ان المليشيا تستخدم إغتصاب الفتيات كسلاح حرب لإجبار المواطنين مغادرة مدنهم وقراهم لتوطين مرتزقتها، او كعقاب للمجتمعات الرافضة لوجودهم.. ومن أهدافهم ايضا إنجاب الأطفال من الفتيات المختطفات لإلحاقهن فيما بعد بالقبائل التي ينتمي لها عناصر المليشيا.
الحلقة القادمة:
ــ أفراد من المليشيا يغتصبون 4 طفلات لم تتجاوز أعمارهن الخمس سنوات!!.
ــ منظمة حقوقية: 4680 حالة إغتصاب في السودان منذ إندلاع الحرب بينهن 417 قاصرا
ــ العثور على طفلة عمرها 13 سنة خارج قريتها بريفي رفاعة تنزف بغزارة بسبب الإعتداء عليها من المليشيا
ــ فتيات ينتحرن بسبب إغتصابهن منهن واحدة إغتصبها جنود المليشيا امام والدها وأخيها اللذين قتلا لاحقا