حكايات لم تنته عن أم درمان (١-٢ ) 

إبر الحروف _ عابد سيداحمد

 

*والعربة تنهب بنا الأرض تجاه أم درمان والخيال متنازع بين ذكريات الأيام الخوالي وحكايات مابعد الغمة، حيث كان البعض يقول إنها صارت بعد ان طردتنا منها المليشيا مدينة أشباح، الجثث المتعفنة تنتشر في شوارعها، والكلاب المسعورة تعربد فيها.

 

*مضينا والحنين والشوق الذي (دفرنا ) إليها يطغى فجأة على أي إحساس، ونحن في الطريق من المتمة إلى أم در نشاهد السنة اللهب والدخان المتصاعد من مصفى الجيلي والذي يؤكد استمرارالعمليات في تحرير المصفى بالحفر بالإبرة.

 

*عندما وصلنا أم درمان كان أول ما لفتني في شارع الوادي أعداد السيارات الواقفة على جانبي الطريق، والأخرى المتحركة عليه، والثالثة المرصوصة أمام معارض بيع السيارات التى تعمل هناك، أعداد السيارات الموجودة هناك أكثر من الموجودة في شوارع بورتسودان أما نظافة الطرقات والاحياء فهي شئ ملفت.

 

*الطرقات هناك مزدانة بالاضاءة واللوحات المضيئة التي عليها صور البرهان والوالي وندى القلعة، والعبارات تعلي من قيم الوطنية

أما حركة الناس في الطرقات، وبين الأحياء وفي الأسواق، فهي أكثر ضجيجا من الموجودة بالعاصمة الإدارية بورتسودان

 

*سوق صابرين حكاية ثانية، الحركة فيه من كثافة مرتاديه والباعة تحتاج إلى براعة الحوالة، والمواصلات هناك تناديك لمناطق شمال أم در، والى بانت ووو.

 

*قال لي صديقي فطورنا اليوم في أبوروف، والحياة في أم درمان القديمة عادية برغم قلة عدد المواطنين الذين عادوا إلى منازلهم حتى الآن، والسلع رخيصة جدا.

*جلست فى أحد المطاعم بالثورة، وطلبت حبيب الشعب الفول، فقال لي البائع السعر ألف وخمسمائة جنيها، وكنت قد تركته في بورتسودان بمبلغ ثلاثة ألف، وعرفت في المطعم انه ليس هناك صنفا يتجاوز سعره الثلاثة آلاف، بينما في بورتسودان فقد وصلت غالبية الأصناف إلى ستة آلاف، أما الدواء فعندما ذهبت إلى الصيدلية، والصيدليات هناك كلها تعمل كررت السؤال على البائع برغم اننى سمعته ففى أم در بنصف سعره في بورتسودان، وامضيت ستة أيام في كرري لم تقطع يوما الكهرباء وانا القادم من بورتسودان محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم والسؤال هناك (الكهرباء قطعت الساعة كم).

 

* وعن الدانات فالذين يعيشون هناك اعتادوا عليها ولهم طرقهم فى التعامل معها، وطوال اقامتى هناك لم اسمع بدانة أو أراها، وعندما سألت عنها عرفت انها تاتي في أوقات متباعدة ومناطق بعيدة.

 

*أما عن الحياة في عمق أم درمان.. نواصل غدا عن تفاصيلها