السودان ذلك العملاق
دكتور احمد شنب
*ما تعرض له السودان خلال السنين الأربع الماضية شئ يتجاوز حد الوصف ،ولم يحدث مثلما حدث للسودان السنين الماضية في أي دولة من الدول سواء كان على المحيط الافريقي او العربي.
*فالحرب المخططة والمبيتة مسبقا ،كادت أن تعصف بهذا الوطن، وتمسحه من خارطة الدول الموجودة على خرائط العالم، فالحرب التي تعرض لها هي حرب دولية بامتياز لأن الممول لها دول والمنفذ لها دول والمخطط لها دول كاملة السيادة والإرادة.
* هذه الدول استطاعت وبشكل دقيق أن تخترق جدران هذا الوطن منذ فترة مبكرة وأخذت في تجنيد العملاء وبعض فقراء الوطنية وآخرين لا يفقهون ما يفعلون ويفعلون ما يمرون، استطاعت هذه الدول تجنيد كل هؤلاء لتفتيت هذا الوطن وتقسيمه إلى مجموعات يسهل ضربها والقضاء عليها.
*بدأت باغراء قوات الدعم السريع سابقا
المليشيا الإرهابية حاليا،بمنح المال والسهيلات والمعاملات الاقتصادية، وفي واقع الأمر أن صناع القرار في السودان كانوا لايحسبون لمثل هذه الإغراءات حسابا، فالتعامل كان فى غاية العفوية ،وبالمقابل المليشيا استغلت ذلك التهاون والتراخي والثقة غير المحدودة من صناع القرار وخاصة الجانب العسكري، وبدأت تحشد إلى عاصفة الحزم كل المحاسيب والمناسيب بغرض تقوية مراكزهم الاقتصادية،وقد كان
وهناك بعد آخر، هذا التحشيد أدى إلى تقوية هذه المليشيا، هوعامل التنقيب اغير المراقب ولا يخضع إلى اي إجراء رسمي، ففي وقت وجيز استطاعت هذه المليشيا الاستيلاء على جميع مناجم الذهب ووضع يدها على المناجم كافة ،بالإضافة إلى الصادر الحيواني والنباتي وغيرها، كل هذا النهب يتم على عيينك وبدون أدنى رقابة
* المليشيا بعد ان قويت شوكتها الاقتصادية بدأت ومع اللاعبين الدوليين تقوية الجانب العسكري، وخاصة مجال التدريب،والتأهيل
وتخطيط شؤن الحرب الداخلية والاستيلاء على المدن الهامة وقد بدأ ذلك واضحا أيام حكم حمدوك وهشاشته ،فاستغلت المليشيا هذا الضعف التنفيذي والاغراء الدولي بتسليمها مقاليد الحكم في السودان، وخاصة في ظل هذه الحكومة التي اقل ما توصف به أنها حكومة فاشلة، بدأت هذه المليشيات في ترتيب
نفسها وتموضعها في الأماكن الحساسة مع
تواصل تدفقها إلى العاصمة وبشكل ملحوظ، هذا يحدث والشعب يراقب والجيش يراقب وماتبقى من أمن يراقب ،حتى جاءت
ساعة الانفجار العجيب.
* تعرض السودان إلى هذه سياسية واجتماعية واقتصادية لم تحدث له من قبل، ولكن وعلى الرغم من ذلك ظل هذا الوطن صامدا وثابتا
بجيشه الذي استحقرته المليشيا وسخرت منه فى بادئ الأمر، ولكن سرعان ما جرعها كأس الحنظل مع الريق، ولايزال هذا السودان عملاقا عظيما.
*ونواصل فى الحلقة القادمة.. وفيها نتناول موقف المؤسسة العسكرية قبل وأثناء الحرب،
ثم نتناول موقف بعض الحواضن الاجتماعية للمليشيا وتأثيرها على مجرى الحرب.
*باحث قانوني واكاديمي