حكايات لم تنته عن ام درمان (٢_٢)
ابر الحروف _ عابد سيداحمد
*في بانت وجدت محلات البوش الشهيرة قد فتح بعضها ابوابه ومحبى (الفتة) ياكلون ومركبات المواصلات تمر من أمامهم تزيدهم طمأنينة، ومحل الجمهورية للعماري الشهير هناك ممتلئ بزبائن الكيف، وطريق الأربعين برغم قلة المارة عليه وقلة سكان حي بانت العريق الذين عادوا إلى منازلهم، إلا أنه آمن مثل العباسية التي دخلتها بعده ووجدت هناك من يجلسون أمام بيوتهم على الكراسى يتاملون الحي الذي عبثت به المليشيا والذي ماتزال به سيارات محروقه لم يتم سحبها.
*اما العرضة وامتداد بيت المال والدوحة فلا وجود لسكانها والموجود هناك الفنان ابوعركي البخيت الذي زرته ووجدت آثار معاناته مع الحرب قد بدت على شكله وملامحه جلية وهو متمسك بالبقاء فى بيته.
*لا كلاب فى كل هذه الأحياء والتى غابت بالموت او بالرحيل لفقدان الطعام بعد أن نجحت السلطات في نقل الجثث.
*وفي عودتي تأملت سوق أم درمان، ذلك السوق العريق والذي تمر المواصلات العامة حاليا بواسطة، فابواب محلاته كلها مفتوحة ولا شئ غير الفراغ داخلها، فقد نهبوا كل شئ تاركين حالة المحزن الذي يحكي عن ما فعل فاقدي القضية بسوق لا تمتلكه الحكومة وبناه وعمره بالسلع اهله بشقى أعمارهم.
*المهم أن السلطات من قواتنا المختلفة احكمت سيطرتها على أم در، مع ضبطه بعيون مفتوحة لحركة المارة، فلا ترى إلا قواتنا تتحرك بين الأحياء بنشاط وحيوية بعد طردهم للمليشيا الارهابية التي صار كل ماتفعله في أم درمان إطلاق الرصاص في الهواء في اقصى أم بدة أو ارسال الدانات في فترات متقطعة عشوائيا، والجيش يمضي تجاه أم بدة والصالحة اخر المعاقل بعد أن اخروجهم من كل أم درمان ولم يعد لهم وجود فيها.