معركة جسر المنشية.. ملحمة أخرى في الطريق

تقرير- الطيب عباس

بدأ الجيش السوداني، أمس الثلاثاء، عملياته العسكرية للسيطرة على جسر المنشية بمحلية شرق النيل، أخر منفذ للمليشيا في منطقة وسط الخرطوم الكبرى، وذلك بعد يوم واحد من سيطرته على جسر سوبا من جهة الشرق.. وتمثل السيطرة على جسر المنشية عاملا حاسما في تحرير البراري وأحياء شرق الخرطوم، وتؤمن ظهر الجيش في القيادة العامة بشكل كامل
خطة محكمة:
بدأ الجيش السوداني مبكرا، خطته لتحرير محلية شرق النيل، حيث توغلت قوات الكدرو شرقا وسيطرت على كافوري وقنطرة حلة كوكو، بينما نفذ عناصر الجيش وجهاز المخابرات الوطني اختراقات مهمة وسيطرت على الوادي الأخضر وعد بابكر ومربع 24 الحاج يوسف، ثم توغلت حتى مركز الشهيدة ندى في شارع واحد، ومربعات المايوما وشارع الكلس، وجنوبا سيطر الجيش ودرع السودان على منطقة سوبا والجسر ومرابيع الشريف والكرياب، بينما حررت قوات أخرى المناطق الشرقية لحي النصر وتتجه حاليا نحو محطة 13، التي تقع على بعد 200 متر شرقي جسر المنشية.
هذه التحركات نحو مركز ثقل المليشيا في محيط محطة 13، من جهة سوبا جنوبا والحاج يوسف شرقا، دفعت المليشيا للهروب تجاه الخرطوم عبر كوبري المنشية، وإزدادت حالة الهروب عقب سيطرة الجيش على جسر سوبا، ولإيقاف موجة الهروب الكبير هذه، لجأت قيادات المليشيا لإغلاق الجسر، مادفع بعض عناصر التمرد للهروب عبر المراكب.
وحسب مصادر عسكرية تحدثت للصحيفة، فإن تحرير محلية شرق النيل بالكامل بما فيها جسر المنشية مسألة زمن فقط، مشيرين إلى أن القوات تنتظر اقتراب جيش بحري لعد أن يسيطر على حلة كوكو، ومن ثم وصول الجيش القادم من الحاج يوسف ودرع السودان القادم من جهة سوبا، للإجهاز على المليشيا في مثلث كبري المنشية في عملية أشبه بعصر الدمامل
السيطرة على شرق النيل ماذا تعني؟:
يقول مراقبون، أن سيطرة الجيش على محلية شرق النيل، تعتبر كسرا لحصار القيادة العامة من جهة الشرق، حيث أن قوة المليشيا التي تهرب من معارك شرق النيل عبر كوبري المنشية، لن تكون بالغباء الذي يجعلها ترتكز في أحياء البراري وشرق الخرطوم وتورط نفسها بين جيش شرق النيل وجيش القيادة العامة، ما يعني تلقائيا أن تحرير شرق النيل، سيمهد للاتصال بين القيادة العامة وكبري المنشية، وهو أمر سيتيح للقادم من أقصى إقليم النيل الأزرق الدخول للقيادة العامة عبر شارع ودمدني الشرقي عبورا بجسر المنشية، كما أن تحرير شرق النيل سيؤدي لتحرير مطار الخرطوم وتحرير شارع النيل من جسر المنشية وحتى جسر المك نمر.
يقول مراقبون، أن تحرير شرق النيل وجسر المنشية، سيسهل من تدفق القوات نحو وسط الخرطوم لتحرير القصر الجمهوري والمناطق الإستراتيجية في وحول منطقة المقرن الإستراتيجية، وهو أمر أكده قائد درع السودان أبو عاقلة كيكل، بالقول من أن خطتهم القادمة هى تحرير القصر الجمهوري، ولتنفيذ ذلك، تمددت قوات درع السودان شمالا للسيطرة على جسر المنشية بدلا من الدخول للخرطوم عبر سوبا، ذلك لأن الوصول لوسط الخرطوم أقرب من جسر المنشية وليس كبري سوبا، والتكلفة أقل. ويقول مراقبون إن سيطرة الجيش على جسر سوبا تهدف في هذا الوقت لقطع أي التفاف أو فزع قد يأتي للمليشيا من منطقة جنوب الخرطوم، بجانب أن السيطرة على سوبا والجسر، تعني أن الجيش سيقاتل وظهره مؤمن بالكامل.
معارك قرب الجسر:
حسب مصادر تحدثت للصحيفة، فإن الجيش شن عصر الثلاثاء، هجوما مكثفا على تجمعات المليشيا في جسر المنشية عبر الطيران المسير، واعتبروا الهجوم، خطوة تمهيدية قبل الاكتساح الشامل، مشيرين إلى أن خطط الجيش مكشوفة للمليشيات، حيث تسبق المسيرات الهجوم البري، وهو ما يفسر حالات الهروب الجماعي للمرتزقة من شرق النيل، ومحاولات القيادات لإغلاق الجسر.
وقال قائد لواء البراء بن مالك، المصباح أبوزيد في منشور على صفحته بموقع فيس بوك، إن المليشيا لجأت لإغلاق جسر المنشية لمنع هروب عناصرها، لكن شهود عيان قالوا للصحيفة، إنهم شاهدوا أفرادا من مليشيا الدعم السريع عبروا النيل الأزرق لداخل الخرطوم عبر مراكب محلية.
أمام هذه التطورات المتسارعة يمكن القول، إن الجيش السوداني بحسب مراقبين قد يلجأ للسيطرة أولا على جسر المنشية قبل تحرير شرق النيل، ما يعني أن قوة المليشيا الموجودة بأحياء المحلية سيكون مصيرها السحق الكامل.. وغض النظر هل سيكون تحرير الجسر أولا أم تنظيف المحلية أول، يصبح الخيارين متاحين أمام الجيش ويملك كافة الأدوات والعناصر لتطبيقهما، وليس ذلك بعد السيطرة على جسر سوبا فحسب، وإنما قبل ذلك بشهور عندما سيطر الجيش على جبل موية، منذ ذلك التاريخ فإن قناني المليشيا المتعفنة بدت في التدحرج والسقوط ولن يتوقف هذا التدحرج والسقوط المدوي للمليشيا إلا في منطقة أم دافوق، أخر نقطة حدودية مع إفريقيا الوسطى، كما أكد ذلك قائد درع السودان.