سلسلة كتابات غسان كنفاني إلى غادة السمان (٣٣)

مكاتيب
__________
_________________________
غادة ياحياتي
يارائعة.. أيتها المرأة التي مثلك لايري، أيها الشعر الذي رف تحت جفني مثل جناحي عصفور ولد في رحم الريح، أيتها العينان اللتان تمطران خبز القلب وملح السهوب الجديبة، ياساحرة، كيف انخلعت هكذا عني؟ كيف أخذتي مرساتك من عشبي وتركت بحري؟ بعدك ليس إلا الخواء، دونك لست إلاقطرة مطر ضائعة في سيل.
عشت معك حقيقة عمري، ضعت منك إلى حد لم أصدق أنه قد تمضين، كان ذلك مثل المستحيل ولكنك – ذات صباح – غبتِ، كما لو أن شروقك في جبيني لم يكن!
وغداً سأراك لأودعك، ولكن ذلك سيكون مرعباً، إلاإذا تصرفنا بحذاقة غير إنسانية.. هل أقول لك: إلى اللقاء؟ إنها كلمة ليست شخصية بصورة كافية، تبدو وكأن شخصاً ما قد إستعملها قبل لحظة وتركها.
(غسان كنفاني)