شركاؤنا في الكون قد يزيدون
بُعْدٌ .. و .. مسَافَة _ مصطفى أبوالعزائم
*نؤمن قطعاً بأن هناك شركاء لنا في هذا الكون الواسع ، فقد خلق الله سبحانه وتعالى غيرنا من المخلوقات ، فغير الإنس هناك الجن وهناك الملائكة وهناك الطير والحيتان ، وهناك عالم البكتيريا والفيروسات والجراثيم والفطريات غير عالم الحيوان الذي يعجّ ويضْجّ بالمخلوقات التي هي أكبر وأكثر من أن تُعدُّ أو تُحْصى ، وهو كونٌ واسعٌ شاسعٌ لا يعلم بتفاصيله إلا خالقه عزّ وجلّ ، ولا يقف عند حدود أرضنا التي نعيش عليها ، فهناك سبع سمواتٍ وسبع أراضين ، سماءٌ من فوق سماء ولكل أبوابها وحرّاسها من الملائكة الشّداد ، وإن أردت معرفة عدد النجوم فهذا علمه عند الله .
*ما أشرنا إليه معلومٌ بالضّرورة لكل أجيال البشر التي جاءت إلى هذه الدنيا ورحلت ، وسيكون معلوماً بالضرورة للأجيال القادمة التي ستأتي وترحل حتى قيام الساعة ، والبشرية تؤمن بذلك ، لأنه حتى الذين أشركوا بالله أو كفروا يعرفون ذلك في قرارة أنفسهم ، ويعرفون أن قوة عظيمة تدير هذا الكون الواسع ، لكن الذي يسعى البشر إلى معرفته هو إن كان هناك أي شكلٍ من أشكال الحياة خارج كوكبنا هذا ، أو بالأصح إن كانت هناك كواكب لها ذات مواصفات وصفات الأرض ، وتقبل عيش الإنسان فيها ، وربما كان هذا جزءاً من أطماع البشر في التمدد خارج الأرض ، كأنما الأرض ضاقت عليهم ، وقد كانت هناك مفاجأة مذهلة تم الإعلان عنها قبل أيام قليلة .
*المفاجأة كانت في ما قال به بعض العلماء من أنهم رصدوا إشارات حياة في كوكب الزهرة ، وذلك عندما إكتشفوا غازاً يحمل إسم ( الفوسفين) في سُحِب كوكب الزهرة وهو غاز شديد الحمضية ، وهو ما يشير إلى إحتمال وجود ميكروبات وحياة في الكوكب القريب من الأرض والذي يسمّيه بعض العلماء ب ( توأم الأرض) .
*رأي العلماء لم يكن قاطعاً لكنهم استندوا إلى أن هذا الغاز ينتج في كوكبنا عن طريق البكتيريا التي تنتشر في بيئات تتعطّش للأوكسجين .
*علماء آخرون شكّكوا في فرضيّة وجود حياة على كوكب الزهرة ، مشيرين إلى أن هذا الغاز يمكن ينتج عن طريق عمليات جوية أو جيولوجية غير مفسّرة ، وذلك حسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة ( نيويورك تايمز) الأمريكية قبل فترة .
*أبلغ تعليق على احتمال وجود حياة على كوكب الزهرة جاء على لسان عالمة فيزياء أمريكية تدعى ( كلارا سوزا سلفا) متخصصة في الفيزياء الفلكية الجزيئية بمعهد (ماساتشوستس) للتكنولوجيا ، فقد قالت إنه إذا ثبت أن هناك حياة على الزهرة فهذا يعني أننا لسنا وحدنا ، وإن الحياة نفسها يجب أن تكون شائعةً جداً ، وإنه يجب أن يكون هناك العديد من الكواكب الأخرى المأهولة في جميع أنحاء مجرتنا .
*إلى الآن نحن لا نعلم ، والله وحده العالم بكل شيء ، ولكن إن كانت هناك حياة خارج أرضنا فإننا نخشى أطماع النفس البشرية في حب التملّك التوسّع .. نخشى أن تقود هذه الأطماع إلى محاولة إجلاء سكان أي كوكب مأهول ومجهول عن كوكبهم ، وهذا يعني إعلان الحرب ، وتكون السينما قد سبقت في التنبؤ بما أسمته حرب النجوم.