
مصر والسودان ..جسور تواصل
همس وجهر _ ناهد اوشي
*تشهد العلاقات السودانية المصرية على مر العصور تطورا وترابطا وثيقا على مستوى الحكومات، وترابط أقوى على المستوى الشعبي، والشاهد أن علاقة ( شعب وادي النيل) متجذره بوشائج الرحم والنسب والتجارة والمصالح المشتركة، فلا فكاك بين الاخوة ولا مناص من التعامل المشترك، بل يتكامل المورد المادي مع البشري في كل من مصر والسودان .
*والحرب التي اشتعلت في السودان بلغ لظاها السوق المصري واشتعل رأس الاقتصاد المصري شيبا من هول ما لحق بالسودان، فالمنافع متصله ببعضها البعض .
*توقف الحركة التجارية بين البلدين أدى إلى
تراجع حركتي الصادر والوارد بين مصر والسودان خلال فترة الحرب التي حصدت الأرواح ودمرت الاقتصاد، والشاهد أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان خلال العام 2023(عام الحرب ) تدني عن العام السابق إلى 1.4 مليار دولار مقابل 1.5 مليار دولار عام 2022 .
*وعلى الرغم من نقمة الحرب في السودان إلا أن نعمة الجوار والاخوة التي تربط البلدين خففت كثيرا من التداعيات السالبة للحرب، ولن ينسي الشعب السوداني فضل مصر التي فتحت أبوابها للوافدين من السودانيين مشاركة لهم الماوى والغذاء والأمن والاستقرار بجانب الترحابر(انتو نورتو مصر) كلمات بسيطة إلا أن لها وقع السحر لدى السودانيين الذين لم يخالجهم احساس الغربة وهم في ( مصر المومنه بأهل الله) كما تغزل بها الشيخ عبد الرحيم البرعي في قصيدته المشهورة،
وتغني لها الكابلي (مصر يا اخت بلادي يا شقيقة).
*لن تفي كلمات الثناء لأهل مصر حكومة وشعبا على ما قدموه من خير للسودان وفي المقابل قدم السودان الشكر والتقدير لمصر باختياره أرض مصر للبقاء فيها ليس وقت اشتداد الأزمة واشتعال نيران الحرب بل منذ قديم الأزمان، فما يربط النوبيين في شمال السودان وجنوب مصر أكبر من الحدود والمسافات التي بين البلدين، لذا فقد خبر أهل السودان دروب مصر قديماط وسارت قوافل التجارة بين الحدود برا قبل أن تحلق في الأجواء عبر الرحلات الجوية وقبل تجارة (الترانزيت) .
*لذا نقول إن جسور التواصل ممتدة وتمتد إلى أن تقوم الساعة، فالفرصة للسودان ومصر في التحليق عاليا نحو التكامل والتعاون وتبادل المنافع والمصالح (win win) متاحة في كل الأزمان، وتحيا مصر.