آخر الأخبار

الهاجس والريمونتادا

خارطة الطريق
ناصر بابكر

•مع أن المريخ دخل مواجهة الأمس، وهو قادم من ستة إنتصارات متتالية، ومع أن مواجهة الأمس كانت (العاشرة للمريخ خلال 30 يوماً) وهو رقم كبير للغاية، ومنهك للحد البعيّد، وبالتالي، فإن أي نتيجة كان ينبغي أن تكون طبيعية، بما في ذلك الخسارة أو التعادل، لأنهما جزء من كرة القدم، ومهما استمرت الإنتصارات ينبغي أن لا نغفل عن تلك الحقيقة، ونتذكر دائماً إنه لا يوجد فريق يفوز للأبد.
•لكن مع ذلك، فإن المريخ كان يحتاج بشدّة لسيناريو مثل الذي حدث بالأمس، وهنا لا أتحدث عن الفوز السابع توالياً بشكلٍ عام، وإنما سيناريو المواجهة، التي وجد فيها المريخ نفسه متأخراً بثنائية نظيفة في الحصة الأولى، وهي نتيجة لم تعبر عن مجريات الشوط الأول، لكن المنافس كان فعالاً بدرجة كبيرة، حيث سجل هدفين رغم أنه لم يصنع سوى فرصة أو نصف فرصة، وهو توفيق يمثل جزء من اللعبة، مع عدم توفيق لدياوا في الهدفين لأنه كان يغطي بشكلٍ جيّد، خصوصاً التغطية العكسية في الهدف الأول، لكنه اخطأ التصرف في المرتين، مع سوء تقدير للحارس في التعامل مع تسديدة الهدف الثاني، وكلها أخطاء طبيعية في ظل ضغط المباريات، ولا تقلل من حجم الجهد الذي يبذله كل لاعب في المريخ طوال الفترة الماضية.
•المريخ كان يحتاج لسيناريو التأخر المبكر في النتيجة، لأنه اختبر في كل المباريات الماضية وضعية التقدم ومن ثم القتال للمحافظة على الأسبقية، واختبر وضعية إدراك الخصّم للتعادل في مباراة اتينسيلز ومن ثم البحث عن الفوز في الدقائق الأخيرة وحققه يومها بهدف مبارك.. لكنه لم يختبر وضعية التأخر وبهدفين والبحث عن العودة من بعيد، مع الإشارة لأن المباراتين اللتين خسرهما الفريق، كان هدف المنافس في المرتين يسجل في اللحظات الأخيرة، وبالتالي لا يوجد وقت للعودة، على عكس ما حدث بالأمس.
•رد الفعل الذي أظهره المريخ في المواجهة كان مميزاً للحد البعيّد، حيث لم يتأثر بنتيجة الحصة الأولى، وواصل اللعب بذات الثبات،مع تركيز أكبر، ورغم الإرهاق والتبديلات الاضطرارية جراء تعب العناصر التي شاركت في أكبر عدد دقائق، إلاَّ أنّ المريخ حافظ على شكله العام، وضغطه المتصل، وشخصياً أسعدني إرتفاع عدد العناصر الوطنية في بداية الحصة الثانية إلى أربعة بدخول مصعب مكين والتاج يعقوب ومجتبى فيصل، مع استمرار عبداللطيف، بعد خروج المصباح للإصابة، ومن ثم إرتفاع الوطنيين إلى خمسة في الدقائق العشر الأخيرة بعد دخول مبارك عبدالله.
•تسجيل المريخ لثلاثة أهداف في نصف الساعة الأخيرة، وآخرهم في آخر ثانية، سيناريو مثالي كان المريخ يحتاجه بشدة، حتى يتغلب مجتمعه على هواجس الموسم الماضي المؤلمة، وحتى يثق مجتمعه في أن المريخ الحالي مختلف كلياً، إدارياً، وفنياً، وأن المريخ الحالي يستعيد شخصية النادي والهيبة بالتدريج، ويمضي في طريق صحيح، ويحتاج فقط للثقة الكاملة، وللوقت، والدعم في أوقات العثرات أكثر من أوقات الإنتصارات.
•ردة فعل أنصار المريخ على نتائج مباريات الفريق، وعلى مردوده، والأحكام المتعجلة لحظة بلحظة، على مدرب، أو لاعب، أو إداري، مردها الأثر النفسي السيئ للموسم الماضي، لأن أسوأ ما فعله المجلس السابق في تقديري، لم يكُن تدمير الفريق بدنياً وفنياً وتكتيكياً، فحسب، بل هزيمته لمجتمع المريخ نفسياً، بطريقة جعلت الشك يفوق الثقة، والخوف يفوق الإطمئنان، والتردد يفوق اليقين، وبالتالي، ورغم سلسلة الإنتصارات الستة الماضية، ظلت الهواجس حاضرة، وهو وضع كان يحتاج لمثل سيناريو مباراة الأمس، لطرد تلك المخاوف للأبد، وحتى يوقن الجميع، أن المريخ وكما قال رئيسه الباشمهندس سهل في أول تصريح له، فريق عظيم، ولد عظيماً وسيعود عظيماً وسيظل عظيماً.
•لذا، دعوا القلق وإبدأوا الحياة، وتذكروا أن المريخ كبير وسيظل، والكبير لا تهزه العثرات، ولا ينبغي أن يفتقد الثقة في الأوقات الصعبة.
َ•إن بعد العسر يسرا.