أصبحوا ما بين يوم وليلة في العراء .. أبو حمد .. صمود في وجه المحن 

 

أبو حمد – مشاعر تكونه

 

بساطة وعزة وشموخ أهلها القادمون من أرحام التوادد والتراحم وجبر الخواطر ، جعلتهم يهندسون منازلهم منذ قديم الزمان بأدوات البناء البسيط بالطوب الأخضر ويعرشون الأسقف بجريد النخيل الأخضر كخضرة أراضيهم الجميلة حتى حين قريب ، يتجاورون في المسكن ويتفقدون بعضهم البعض، من كان منهم موفور الرزق يهب من حرمته الحياة من جيرانه وأهله وأقاربه .

 

المعدن النفيس:

حتى بعد أن تطورت النهضة العمرانية في كثير من مدن الجوار لم تنل ابوحمد حظها إلا من قليل بعد ان دخلتها طفرة ذلك المعدن النفيس (التنقيب عن الذهب) في أراضيها، وسكن بها الأغراب الذين احتوتهم كأبنائها فتوأمو في خليط متجانس لا تعرف غريبهم من قريبهم .

 

الأمطار والسيول :

في غمرة هذه الأجواء اللطيفة وبعد أن كانت تنام المدينة في هدوء لا يعرف العاصفة ، أبت إرادة السماء إلا أن ترسل لهم هذه( المنحة ) الربانية فتدفقت الأمطار عندهم وغمرت السيول منازلهم الرحب، في لحظة هياج أخذت بعض أفراد من الأسر معها إلى النيل لتعظم من فقدانهم لمنازلهم ومأواهم ، فقدانهم أهلهم، فمنهم من فقد فلذة كبده ومنهم من فقد الأخ او الأخت والجار، أصبحوا ما بين يوم وليلة في العراء .. يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، لا يساورهم أدنى شك في أنها محنة داخلها منحة ربانية ..

 

 

معينات الإيواء:

توافد الأفراد والمعارف والدواوين الحكومية وبعض منظمات المجتمع المدني يقفون معهم سندا وعضدا بكل معينات الإيواء والتطبيب ، وقد شهد الجميع انها كارثة لم يشهد لها مثيل منذ أكثر من اربعين عاما خلت، شملت أغلب محلية ابوحمد ووحداتها شمالا وجنوبا ..

 

معالجة الضرر:

وقد التف أهل الإختصاص الطبي حول معالجة الضرر الذي أصاب المياه جراء التلوث من مخلفات التعدين التي جرفتها مياه السيول إلى النيل مباشرة ، ساعين بكل ما يملكون لدرء هذه الكارثة الصحية التي يعود ضررها المباشر على الإنسان والحيوان والزرع ، نسبة لخطورة مواد معالجة التعدين مثل ( الزئبق ) و(السيانيد) وقد صدقت التوقعات بظهور ( عمي ) تفشي بعد هذه السيول ( عمي العين الملتحمة) وبفضل الله تم تبصير المواطنين وتوجيههم باستخدام مادة الكلور لتنقية مياه الشرب خصوصا للذين يشربون من النيل مباشرة ..

 

الكارثة الأكبر :

كارثة مدينة ابوحمد هذا العام تعتبر الكارثة الأكبر بعد كارثة وجريمة مليشيا ال دقلو المتمردة في حق الشعب السوداني ، وفي تقديري المتواضع أنهم الإثنان إمتحان رباني لنقف عند نتائجه حتى نستطيع أن نعيش بسلام وأمان في بلادنا الغالية، الأول امتحان تجاوزناه بتلاحمنا ووقفتنا القوية مع أهلنا في محلية ابوحمد، والثاني إمتحان في نهاياته وقد تجاوزناه بفضل الله بوقوفنا جميعا مع قوات شعبنا المسلحة التي باذن الله منتصرة على الظلم والعدوان ..