إضاءات حول كتاب (بين الصحافة والسياسة ) (2-2)

صمت الكلام

فائزة إدريس

*نسترسل فيما بدأنا من إضاءات حول كتاب( بين الصحافة والسياسة) للكاتب صلاح عمر الشيخ، فكما سلف ذكره فإنّ كتابة المذكرات تمتاز بعدد من المزايا، فإضافة للترتيب والتسلسل الزمني في الكتابة الآنف الذكر، كذلك فإنّ الكتابة بإسلوب القصص والسرد بإستخدام ضمير المتكلم أو ضمير الغائب تأتي في المرتبة الثانية لتلك المزايا.

*وعلى سبيل المثال وليس الحصر لضمير المتكلم كما أورد الكاتب:(كنت أصحب جدتي لأمي للصلاة في المسجد وكانت تحرص على إصطحابي معها، وحينما بلغت الخامسة إقتادتني وأخي الأصغر الباقر إلى خلوة الزبير القريبة من المنزل وذلك لحفظ القرآن، وكان ذلك الشيخ الوقور هو إمام نفس المسجد الذي كنا نصلي فيه رحمه الله – كان عالماً محترماً تميز بخطبه الرصينة، ودروسه الغنية، مما جعله أحد رموز مدينتنا).

*وكمثال لضمير الغائب كما جاء في الكتاب (حينما أصبح الرائد زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر أميناً للمنظمات الجماهيرية بديلاً للأستاذ أحمد عبد الحليم الذي أصبح أميناً للفكر، قرر أن يحدث نقلة في المنظمات التي تتبع لأمانته، ولهذا بدأ بتغيير أمناء المنظمات).

*الخاصية الأخيرة لكتابة المذكرات هي تسجيل ورصد الجزئيات الصغيرة في حياة الكاتب، فكمثال لذلك يقول الكاتب:( تقدمت لمعهد الموسيقى والمسرح وكنت مهتماً بالموسيقى وأهوى العزف على العود ولكن للأسف ذهبت بنا السياسة بعيداً عن الهواية والمزاج، لأن القدر كان يقودنا لخط آخر لم يكن في الحسبان ولم يكن مخططاً له).

*وتمتلئ أرفف المكتبات بعدد كبير من كتب السيرة الذاتية والمذكرات في شتى المجالات والتي تلقى رواجاً وقراء شرهون لصفحاتها على الدوام، كما هذا الكتاب الذي نسلط عليه الضوء، وهو زاخر  بصفحاته الدسمة والتي تحمل عناوين متنوعة وكل عنوان منها ومايحويه من كلمات يوثق لأحداث هامة مترعة بالتشويق وتجذب القارئ منذ البدء ليلتهم سطوره بنهم.

*إختار الكاتب في سرده الشفيف اللغة العربية الرصينة التي أغرقت السطور في بحر من البهاء.

*هذا غيض من فيض حول  الكتاب ولمحات بسيطة عنه فهو حافل وملئ بالذكريات والسرد الماتع

نهاية المداد

إذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

( أبو القاسم الشابي)