
التحدي الأمني
الوان الحياة
رمادي :
آن الأوان لأن تقوم الشرطة بدورها المطلوب والذي من المفترض أن تكون قد بدأت بالفعل العمل في مواقعها لحماية المواطنين من بقايا المليشيا النهابين واللصوص والقتلة الذين انتهزوا فرصة الحرب الدائرة وعاثوا في الأرض فسادا ونهبا بل وقتلا إذا وجدوا أي مقاومة من مواطن إضطرته الظروف أن لا يغادر منزله متحملا الأذى والحرمان من الماء والكهرباء وقلة الغذاء والعلاج محاولا أن يحافظ على ما تبقى من ممتلكات تعينه على الحياة.
*كنا نتوقع أن تكون الشرطة مستعدة لإحلال القوات المسلحة بمجرد تحرير المناطق التي كانت محتلة من الدعم السريع ومرتزقتها أو الذين انتموا إليها من أجل النهب والسرقة والذين استباحوا كل شئ وباعوا كل شئ ورغم ذلك لم يتوقفوا بل ظلوا يهاجمون البيوت والأسر التي بقيت, وينهبون ما لديهم تحت تهديد السلاح, وما المجازر التي ارتكبت في بعض قرى شمال الجزيرة والنيل الأبيض وبعض أحياء الخرطوم فى الحاج يوسف والبراري وامتداد ناصر وراح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب السوداني فقط لأنهم حاولوا أن يمنعوا هؤلاء الأوباش من ممارسة انتهاكاتهم .
*عشرات القصص المؤلمة التي حدثت بعد اقتراب القوات المسلحة من هذه المناطق والذي أصاب هؤلاء بالهلع فلجاوا إلى اقتحام البيوت والإعتداء على الموطنين بالضرب والإهانة لسرقة ممتلكاتهم وراح ضحية ذلك عدد من المواطنين وأصاب البعض أذى جسيم, ولعل أغرب القصص كانت ذلك المواطن الذي وجدهم ينهبون كابلات أحد المساجد فسألهم ماذا تفعلون قالوا له (تعال نوريك بنعمل فى شنو) فاعتقلوه ووجد بعد يومين مقتولا وملقى في أحد الشوراع.
*هذا الهوس والإجرام الذي تمارسه المليشيا وأعوانها والذي تسبب في انفلات أمني يمنع المواطنين من العودة إلى منازلهم إذا لم يطمئنوا إلى توفر الأمن ولعل الاطمئنان هو أهم متطلبات الإنسان في الحياة قبل الغذاء والدواء.
*إذن نريد من قيادة الشرطة أن تطمئنا إلى أن لديها خطة لبسط الامن فى كافة ارجاء الوطن ومن الطبيعى اذا توفرت الشرطة وانتشرت سيساهم المواطن بالتاكيد فى بسط الأمن.
*التحدي الأمني كبير خاصة بعد إنتشار السلاح بصورة مرعبة جعل حتى الأطفال يحصلون عليه بسهولة ولعل الرعب والخوف من انتهاكات المليشيا جعل المواطنين يقتنون السلاح لحماية أنفسهم, المهمة ستكون صعبة ولكن لأن الإنسان السوداني بطبعه مسالم سرعان ما سيعود لطبيعته إذا أحس بالأمان