
الشجار بين الأبناء…ضغط نفسي للوالدين
صمت الكلام
فائزة إدريس
*درجت البعض من الأسر على العيش في أجواء أسرية يخيم عليها القلق والتوتر ويتخللها النكد الذي ينسج عشاً داخل أروقة المنازل، ويرجع ذلك الأمر إلى الخلافات والشجار الدائم بين الأبناء في الأسرة الواحدة والذي يقود لضغط نفسي فادح يعاني منه الأباء والأمهات.
*فمن المألوف أن يحدث شجار بين الفينة والأخرى بين الأبناء مع بعضهم البعض أياً كانت أسباب ذلك الشجار، ولكن الأدهى والأمر في ذلك أن يكون ذلك الشجار عادة يومية مثله مثل الأكل والشرب، مما يؤدي إلى نتائج سلبية تنعكس على سلام وطمأنينة وهدوء الصرح الأسري.
*وكما أنّ أصابع اليد الواحدة لا تتشابه عند كل إنسان فكذلك الأطفال داخل الأسرة الواحدة لا تتشابه خصالهم وطباعهم وشخصياتهم وسلوكهم إلا في أندر الحالات، لذا تنطلق شرارة المشاجرات بينهم في الكثير من الأحيان نتيجة لذلك التباين وهو من الأسباب العامة.
*ولكن هنالك أسباب أخرى مختلفة لها دور كبير في نشوب الخلافات واحتدام ذلك الشجار والتي من ضمنها غيرة أحد الأبناء من أخيه إذا كان متفوقاً عليه في الدراسة مثلاً أو يتحلى بصفات جميلة مختلفة وسلوك جيد فيحظى بقبول من الآخرين أكثر منه وما إلى ذلك من أسباب، فهنا تُترجم مشاعر الغيرة إلى خلافات ومشكلات بين هذا وذاك فتتحول لشجار.
*ويتخذ الشجار عموماً أساليب مختلفة، فهنالك بعض الفئات تتشاجر بالألفاظ و(السب)، وأخرى بالتشابك بالأيدي وغير هذه وتلك هنالك من تجمع بين الأسلوبين من الشجار.
*ولكي تخمد نيران الشجار بين الأبناء تدريجياً لابد أن يكون هنالك تدخل حاسم من قِبل الوالدين وذلك بتهدئة النفوس (المتشاكسة) وتقديم النصح والإرشاد للأبناء وتوضيح العواقب اللامتناهية الوخيمة من جراء الشجار وزرع روح التآلف والتوادد والمحبة بينهم ومراقبة سلوكهم والسعي لتحسين الصفات والسمات للأفضل على الدوام، كي ينشأ ترابط وتكاتف ومودة وصداقة بين الأبناء بعيداً عن الشجار ولكي يزول قلق الوالدين وتوترهم النفسي ويحيا الجميع حياة خالية مما يكدر صفوها.
نهاية المداد:
تبكي الجيادُ إذا ترجَّل فارسٌ
ومن الصهيل توجّعٌ وَعَذابُ
أرأيت دَمعَ الخيلِ؟! كم من عبرةٍ
في الروحِ.. لم تعلم بها الأهداب
( غازي القصيبي)