ظهور حالات بالقطينة..حمى الضنك تطرق أبواب النيل الأبيض

- طبيب : تربة الولاية خصبة لتنامي البعوض ولابد من تحرك المجتمع للمكافحة
النيل الأبيض- هيثم السيد:
..تهدد حمى الضنك بغزو ولاية النيل الأبيض بعد ظهور حالات منها بعدد من مناطق شمال الولاية المتاخمة للعاصمة ،وكانت الحمى التي أنتشرت في العاصمة الخرطوم خلال الشهرين الماضيين سببا في هروب اعداد كبيرة من المواطنين من العاصمة خوفا من المرض في ظل قلة المشافي وضعف الخدمات ودخول الأدوية المعالجة السوق السوداء ،فيما تراجعت أعداد كبيرة من المواطنين عن قرار العودة للعاصمة رغم حزم حقائبهم وذلك الي حين إنتهاء موجة الضنك والملاريا التى تجتاح العاصمة القومية هذه الأيام.
ولم تخف الجهات الصحية المختصة بولاية النيل الابيض مخاوفها من إنتشار حمى الضنك بعدد من مناطق الولاية على رأسها مناطق القطينة ونعيمة والسيال، وهذه المناطق تقع على امتداد شارع الخرطوم كوستي ،الأمر الذي يشير لامكانية وصول الضنك إلى مدن وقرى النيل الأبيض.
المنع صعب.
يقول د. أنس الفاتح مبارك استشاري الأطفال بالدويم أنه من الصعب منع انتشار حمى الضنك في ظل الظروف الراهنة ،والأمر يتطلب وعيا من المواطنين القادمين من ولاية الخرطوم بحيث يمنعوا نقل البعوض إلى مناطقهم ،وقال بأن البعوض يمكن أن ينتقل من منطقة لأخرى من خلال وجوده داخل السيارات والأمتعة، وكذلك عن طريق بعض الوسائل الأخرى ، وقال بأنه في حالة انتشار المرض بالنيل الابيض- لاقدر الله- فان الأمر قد يكون صعبا على المؤسسات الصحية وعلي المواطنين خاصة وأن الأمر يتزامن مع فصل الخريف الذي تكثر فيه الأمطار التى تزيد تكاثر البعوض.
الولاية تتحسب:
مصدر مسئول بوزارة الصحة الولائية بالنيل الابيض أشار لتحسبهم لانتقال الضنك من العاصمة إلى الولاية خاصة بعد ظهوره في بعض قرى ومدن الجزيرة على رأسها مدني ،وناشد المسئولين بالمحليات واللجان الشعبية بالتحرك الفوري للعمل على تجفيف البرك والمصارف من مياه الأمطار.
ظهور الكوليرا:
مناطق عديدة بالنيل الابيض تعاني خلال موسم الخريف انتشار أمراض عديدة على رأسها الملاريا والكوليرا، حيث تتكاثر نواقل الأمراض خاصة البعوض في ظل تراجع نسب حملات المكافحة خلال السنوات الماضية وعدم قيام الجهات الصحية المختصة بأعمال المكافحة الدورية ،وتنتشر حاليا الكوليرا في مناطق محلية أم رمتة شمال الدويم وتحديدا بمناطق الشقيق والصوفي بسبب الشرب من النيل مباشرة ،ويعاني المرضى هناك من عدم توفر المحاليل اللازمة وذات الحال ينطبق على المواطنين بولاية الخرطوم الذين أنهكتهم الملاريا وحمى الضنك وتشهد الولاية حاليا ندرة في المحاليل والعلاجات الخاصة بحمى الضنك والملاريا ودخلت السوق السوداء رغم أنها تقدم مجانا في مراكز الطوارئ.
مرحلة الوباء:
الدكتور علاءالدين محمد حامد المختص في الوبائيات بسنار حذر من التهاون في التعامل مع مخاطر انتشار حمى الضنك بعد أن انتقلت من العاصمة إلى الجزيرة وبعض مناطق النيل الأبيض مشيرا إلى أن هذا يعني وصولها إلى بقية الولايات ،وهذا يهدد بتحول المرض لمرحلة الوباء ونحن في فصل الخريف حيث يساعد في توالد الباعوض بكثافة ،وهذه مرحلة يصعب السيطرة عليها في ظل الظروف الحالية للبلاد ،لذلك لابد من تفعيل دور المجتمع في تنظيم حملات مكافحة لتجفيف البرك والمستنقعات الآسنة.
الوقاية خير من العلاج:
يرى مراقبون أن تنظيم حملات لمكافحة نواقل الأمراض وتجفيف مياه الأمطار بالأحياء السكنية والأسواق هو الحل الأنسب لمنع انتشار حمى الضنك من زاوية الوقاية خير من العلاج خاصة وأن الملاريا تنتشر بإعداد كبيرة في مناطق الجزيرة وولاية النيل الأبيض حيث تتكاثر جيوش البعوض خلال فصل الخريف في ظل غياب حملات المكافحة ،كما أن المؤسسات الصحية لاتملك الإمكانيات اللازمة لمقابلة الوبائيات في ظل الظروف العامة للبلاد الناتجة عن الحرب.