آخر الأخبار

البرهان في بارا.. مغزى الزيارة ودلالة التوقيت

تقرير- الطيب عباس:

وصل رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد ركن الفتاح البرهان، بشكل مفاجئ أمس السبت، إلى مدينة بارا بولاية شمال كردفان، وذلك بعد نحو أسبوعين من تحريرها من دنس المليشيات.
وتأتي زيارة الفريق أول البرهان إلى مدينة بارا في إطار الزيارات الميدانية التي يقوم بها القائد العام للقوات المسلحة لجنوده في أرض العمليات عقب استعادة كل مدينة، حيث اعتاد القائد البرهان على ذلك منذ تحرير مدينة الدندر بولاية سنار في أكتوبر من العام الماضي.
وحظيت زيارة الفريق أول البرهان إلى مدينة بارا باستقبالات حاشدة وثقها الجنود والمواطنين بهواتفهم، وكشفت مصادر لصحيفة (أصداء سودانية) أن الجيش أحكم تأمين المدينة بشكل كامل قبل نحو ثلاثة أيام فقط من زيارة البرهان، ووصل رئيس مجلس السيادة للتأكيد على الأمان في مدينة بارا.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه ولاية شمال كردفان عمليات عسكرية كبيرة اقترب فيها الجيش السوداني من السيطرة على كامل الولاية واقترب من ولاية غرب كردفان بسيطرته على منطقة (أم صميمة)الإستراتيجية يوم أمس الأول الجمعة.
وبعد بارا، واصل الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة جولته الميدانية متوجهاً إلى مدينة الأبيض، حاضرة الولاية، حيث حظي باستقبال لافت من الأهالي والقوات النظامية.. وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس تشهده الولاية عقب التطورات العسكرية الأخيرة، التي مكّنت الجيش من استعادة زمام المبادرة في عدة محاور بولاية كردفان.
ويرى مراقبون أن جولة البرهان تعكس حرص القيادة العسكرية على تعزيز الروح المعنوية للقوات المنتشرة في الإقليم، وطمأنة المواطنين بشأن الأوضاع الأمنية، في ظل تصاعد العمليات القتالية ضد مليشيا الدعم السريع في المنطقة.
زيارة القائد العام للجيش لمدينة بارا، تشير بحسب مراقبين، إلى زيادة رقعة التأمين بولاية شمال كردفان، وتحديدا مدينة بارا، التي شهدت عمليات عسكرية مؤخرا.
ويقول خبراء عسكريون، أنه وفقا للبورتوكول الأمني لقائد الجيش، فإن المدينة التي يزورها القائد يجب أن تكون مؤمنة بشكل كامل وبعيدة حتى عن مدى الصواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى، ما يشير إلى أن ولاية شمال كردفان بكاملها باتت تحت سيطرة الجيش، وأن ما تبقى من متمردين في الولاية يعتبر تصنيفهم كمهدد أمني أكثر من كونه مهددا عسكريا.
واقعيا، وقياسا على العمليات العسكرية السابقة، فإن التهديد الجدي لعاصمة الولاية مدينة الأبيض، كان من الجهة الغربية في محور النهود والخوي والجهة الشمالية في محاور كازقيل والحمادي، وكان المحور الجنوبي حيث مدينة بارا لم يشكل تهديدا مباشرا لمدينة الأبيض، ويرى مراقبون أنه بعد سيطرة الجيش على أم صميمة وتحييد مدينة كازقيل أزال الخطر بشكل كامل عن مدينة الأبيض وبشكل كبير على ولاية شمال كردفان، مشيرين إلى أن زيارة رئيس مجلس السيادة لمدينة بارا، سترفع الروح المعنوية للجنود وسينعكس أثرها في العمليت العسكرية في مقبل الأيام.
الزيارة أيضا، تكذب جميع الإفتراءات التي ساقها الإعلام الكذوب من أن القوات المسلحة اكتفت بولايات الوسط وتركت كردفان ودارفور لمليشيا الدعم السريع في إطار صفقة نسجوها من خيالهم، لتأتي زيارة القائد العام للجيش، بحسب مراقبين، لتؤكد أن بارا مثلها مثل ود مدني وسنجة وأن شمال كردفان وكردفان عموما لا تقل أهمية عن الخرطوم.
الاستقبال الحاشد الذي حظي به القائد البرهان في بارا، والترحيب الواسع من المواطنين يشير بحسب مراقبين إلى أن المجتمعات المحلية في كردفان عقلها وقلبها مع القوات المسلحة وأنها كانت مضطرة للتعايش مع العدو مقهورة بقوة السلاح، وهو ما يعزز فرضية أن الوضع في دارفور مشابه لكردفان، حيث أن المواطنين هناك في انتظار وصول الجيش للتخلص من عصابة عائلة دقلو التي حولت مدنهم لأشباح وحياتهم لجحيم.
زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لمدينتي بارا والأبيض تأتي في وقت تقترب فيه القيادة من إعلان ولاية شمال كردفان خالية من التمرد، باستثناء تجمعات للمليشيا في جبرة الشيخ جنوبا وبعض البؤر في شمال الولاية على الحدود مع جنوب كردفان، أم غرب الولاية فبسيطرة الجيش السوداني على منطقة أم صميمة يوم الجمعة، أصبحت الجهة الغربية بكاملها في يد القوات المسلحة، وتأتي زيارة القائد العام للجيش بحسب مراقبين للاطلاع على خطط الجيش لمرحلة ما بعد شمال كردفان وصولا لدارفور وفك الحصار عن الفاشر، وهو ماعناه البرهان بقوله لجنوده نتلاقى قدام في الفاشر.