
إدمان الحديث عن النفس
صمت الكلام
فائزة إدريس
*يتباين البشر في في صفاتهم وطبائعهم وسلوكهم على وجه البسيطة سواء كانت إيجابية أو سلبية أو خليط بين تلك وهذه فالكمال لله وحده.
*التحدث عن النفس من السلبيات التي يكتسي بها البعض من الناس في صفاتهم وطبائعهم وتصل درجة إرتفاع حرارتها إلى أقصاها فتتسبب في حمى وهذيان لديهم وتصبح بمثابة عادة اعتادوا عليها أينما كانوا وحلوا.
*فمن أكثر السلوكيات إزعاجاً للآخرين أن يتحدث بعض الأشخاص عن أنفسهم بإستمرار دون مراعاة للملل الذي يسري في وجدان من يستمع إليهم،ولِما لا، فدفة حديثهم لاتدور إلاحول أنفسهم سواء كان ذلك سرد للوقائع والأحداث التي مرت بهم، أو مدح لأنفسهم فيما حققوه من إنجازات ونجاحات في حياتهم، أو توضيح لآرائهم ومعتقداتهم حول أمر أو أمور ما، وهكذا تستمر الأحاديث على ذات النهج.
*فهذه المجموعة من الناس لاتعطي للآخرين فرصة للتعبير عما يدور في خلدهم وطرح أفكارهم والادلاء بأحاديثهم في شأن من الشئون وفقاً لما تحتوي عليه جرة الأحاديث مما يجعل الحديث معهم مرهقاً فيصاب المستمعون بالسأم والضجر.
*فالمعهود عليه أن يكون هنالك تبادل للأفكار ومشاركة في تبادل الأحاديث والحوارات التي تكون بين شخص وآخر أو بين مجموعة من الأشخاص وغيرهم، فليس الأمر مقصوراً على فرد واحد يتوشح بحب الذات، ينتقل من حديث لآخر، غير مبالي بمن حوله فيسري إحساس للمستمع- المستمعين بعدم التقدير والاحترام.
*غالباً ما يكون التحدث المفرط عن النفس كما أشارت بعض الدراسات النفسية ناتجاً عن ميل المتحدث للفت الانتباه أو إثبات الذات، لكنه يؤدي إلى نتائج عكسية سلبية فقد يجد المتحدث أن المجلس قد أنفضّ من حوله لإستياء الجالسين منه، كما أن هذا السلوك يتسبب في ضعف التواصل ووهن العلاقات الإجتماعية.
*فمن المهم أن يدرك الإنسان أن حسن الحديث لا يكمن في كثرة الكلام عن النفس، بل في الإصغاء للآخرين واحترام آرائهم، فالتوازن في الحديث يساعد على بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل.
نهاية المداد:
بدلاً من إضاعة الوقت في جمع الأوراق المتطايرة ، قم بإغلاق النافذة
( فرانسيس بيكون)