السودان أدان وانجمينا اتهمت المليشيا..ماذا تعني حادثة مقتل الجنود التشاديين؟
تقرير- الطيب عباس:
لقى جنديان تشاديين مصرعهما وأصيب ٱخرون جراء قصف مليشيا الدعم السريع بمسيرة تجمعا لجنود تشاديين قرب مدينة الطينة الحدودية، في محاولة تهدف لجر المنطقة إلى فوضى شاملة، وفق مراقبين.
وأدان الجيش التشادي في بيان أمس السبت، مقتل اثنين من جنوده بمسيرة قرب الحدود مع السودان، ووصف عدوان مليشيا الدعم السريع على جنوده بغير المبرر.
وأوضح حامد حسن، محافظ منطقة أبشي التشادية، التي تقع فيها بلدة (تين) الحدودية، إن شخصين قُتلا وأُصيب آخر بجروح خطيرة في الهجوم الذي استهدف البلدة
في غضون ذلك، اعتبرت هيئة الأركان العامة التشادية، الهجوم متعمّدا ومقصودا، وأكد الجيش التشادي احتفاظه بـحق الرد بجميع الوسائل القانونية، وفي حق الدفاع المشروع في حالة حدوث انتهاك جديد لأراضيه.
تأتي الحادثة بعد أقل من أسبوع من اشتباك نفذه جنود بمليشيا حميدتي على فصيلة من جيش جنوب السودان في منطقة هجليج النفطية، الأمر، الذي عده مراقبين محاولة من المليشيا لخلط الأوراق، واعتبروا الحوادث ليست معزولة وإنما تكشف عن سياسة إماراتية مدروسة، تهدف من ورائها أبو ظبي لمعاقبة الدولتين اللتين بدأتا في التراجع عن التزماتهما بشأن دعم المليشيا.
يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور محمد عمر، إن مليشيا الدعم السريع وفق خطة إماراتية تريد معاقبة تشاد بحرها مباشرة إلى صراع مع الجار السودان عقب عقب توقف الدعم اللوجستي الذي كانت تقدمه أنجمينا للمليشيا الإماراتية، مشيرا إلى أن إغلاق تشاد لحدودها مع السودان أغضب أبو ظبي الذي استدعت الرئيس محمد كاكا، الشهر الماضي، حيث التقى محمد بن زايد، دون أن يتمخض اللقاء عن نتائج لفشل كاكا في الالتزام بالوعود التي قطعها، وتوقع عمر، أن تتكرر مثل هذه الحادثة على الجيش التشادي لإرغامه على الدخول في الحرب ضد السودان.
قطع الطريق:

الجيش السوداني فيما يبدو انتبه لهذه النقطة، حيث أصدر بيانا، أمس السبت، اتهم فيه مليشيا الدعم السريع بقصف الجيش التشادي.
ودعا بيان الناطق باسم القوات المسلحة، العميد عادل عوض، الجانب التشادي، إلى أهمية تفعيل آليات التنسيق والتعاون المشترك بين السودان وتشاد، لا سيما القوات المشتركة واللجان الأمنية الحدودية، بما يضمن ضبط الحدود، ومنع استغلالها من قبل المليشيا الإرهابية.
وأعلنت القوات المسلحة في بيانها، التزامها التام بحسن الجوار مع دولة تشاد، مقدمة تعازيها الحارة لأسر ضحايا الجنود الذين قتلوا بمسيرة المليشيا قرب مدينة الطينة الحدودية. وأوضحت أن مدينة الطينة تخضع لها بالكامل، وأن المليشيا دأبت على إستخدام المسيرات في استهداف جيران السودان لجر المنطقة إلى الفوضى.
وأضاف بيان الجيش، (تابعت القوات المسلحة السودانية ما وقع من استهداف على حامية الطينة بجمهورية تشاد الشقيقة بواسطة طائرة مسيرة تتبع لمليشيا آل دقلو الإرهابية ، مما أسفر عن مقتل جنديين من القوات المسلحة التشادية)، وتابعت (تتقدم القوات المسلحة السودانية بخالص التعازي وصادق المواساة إلى قيادة وشعب جمهورية تشاد الشقيقة، وإلى أسر الضحايا، تؤكد القوات المسلحة تضامنها الكامل مع الأشقاء في تشاد ووقوفها إلى جانبهم في مواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة).
وجددت القوات المسلحة السودانية، التزامها الكامل بمبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، والعمل المشترك مع الأشقاء في تشاد وكل دول الإقليم من أجل أمن واستقرار المنطقة.
إدانة للحادثة:
اتهم بيان الجيش التشادي، بشكل صريح مليشيا الدعم السريع بإطلاق المسيرة ومقتل جنوده وحذر من أنه سيرد حال تكرر الأمر مرة أخرى.
ويرى خبراء عسكريون، أن مليشيا الدعم السريع تريد جر الجيش التشادي لدخول الحرب في محاولة تهدف للعبث في المنطقة وتطويل أمد الحرب، مشيرين إلى أن المليشيا المجرمة قد تلجأ عبر أذرعها في أنجمينا للسيطرة على تشاد حال فقدت دارفور، ما يتيح لها تنفيذ هجمات مع العمق التشادي على الجيش السوداني، الذي يخطط للسيطرة على الإقليم.
وأوضح مراقبون أن النجاة بالنسبة لتشاد يتمثل في التنسيق مع الجانب السوداني لمحاصرة المليشيا وإغلاق الحدود.
الحادثة بحسب مراقبين قد تتحول لمواجهة مفتوحة بين مليشيا الدعم السريع والجيش التشادي، حيث تسعى أبو ظبي لخلق الفوضى في الشريط الغربي لتكون قريبة من السودان الذي بدأ في التخلص من شرورها ولتكون قريبة من الجزائر العدو اللدود والهدف المرتقب لعيال زايد.