آخر الأخبار

وعلى مثل اللواء معاوية ورفاقه الميامين تبكي البواكي!!

فنجان الصباح
أحمدع الوهاب

 

كعقد من اللالئ وجواهر الجمان المنظومة بخيط من الذهب المجمر.. مضى الشهداء الرموز الابرار واحدا تلو الاخر تسابقوا خفافا سراعا صوب ساحات المنون ووردوا حياض الردي فكانما كانت المنايا امنيات غوال وبعض احلام حسان.. ركضوا للموت وركزوا للغارة الشعواء وكان كل من يراهم يظن كل الظن انهم يؤدون مرانا في مسابقات الممتاز او يخوضون غمار دوري الابطال.. وليسوا في يوم كريهة وسداد ثغر او لكأنهم في كرنفال زفاف بهيج أو في احتفال سعيد.. وليسوا في موعد مع عواصف اللهب والشظايا والجراح وهدير المدافع ومطر البارود..
على هذا الدرب المضئ الذي عبده الاوائل الابرار من لدن زيد بن حارثة وجعفر الطيار إلى خالد والقعقاع والامام الحسين وآل البيت الاطهار مضت القافلة تزدان باللواءات ياسر و ايوب وبحر و معاوية.. وفرسان كثيرين من معدن نادر واحساب كريمة واصل نبيل.. فرسان كنا نضن بهم على الموت.. لكنهم ليسوا كثيرين على الاسلام والسودان.. ابطال كنا ندخرهم لبناء السودان بعد دحر العدوان..
فياويح قلبي من ألم ممض وجرح نازف ومن عبرة حرى جادت بواكفها واخرى تخنق..
وحق للاباش ان يفرحوا وحق للاشرار ان يحتفلوا ففي كل مرة يقتلون منا فارسا مغوارا لا يجود بمثله الزمان، وفي كل حامية يغتالون منا بطلا لم تلد نساء السودان مثله..
لقد مزقني الحزن خلال سنوات ثلاث واوجع كبدي واوهن جسدي واضنى فؤادي.. ولم تجف فيهن الدموع قط..
فمن اي نهر دفاق وجدول رقراق تنهمر.. ومن اي ينبوع تغرف العين كل تلك الدموع.. حمدا لك ايها الينبوع..
فلولاها لما تصورت ابدا انني قادر على احتمال كل هذا الحزن الطويل..
وقبلهم سكبنا الدموع على سقوط المشروع.. وعلى دخول البلاد في عهود التيه.. وفقدان البوصلة
وتسليم الامانة لغير اهلها.. وتوسيد الامر للجهلة والاغرار والعملاء الصغار والخونة الكبار.. عهود منحت الرتب العسكرية الصعبة ( كيري) للصوص والقتلة وشذاذ الافاق وهي الرتب التي تتقطع دونها الاعناق.. عهود تم فيها تسمين الذئاب و تجويع الحصان وقتل الشباب، وتشوين العصابة واهمال حماة العرين.. عهود منحت لحم الضان للكلاب الاوباش وضنت ب(الكوجة) على اولاد الناس.. فاعتبروا يابنو السودان
ومع كل ذلك.. هاهو الجيش ينتفض من تحت الرماد وينقذ البلاد، ويحقق النصر تلو النصر.. ويقدم ارتال الشهداء.
فنحن من نفر افنى اوائلهم
قيل الكماة الا اين المحامونا