عقد منفرط

صمت الكلام _ فائزة إدريس

 

*الطلاق أبغض الحلال عند الله، وهو يقود إلى تفكك أسري كبير، حيث ينفرط عقد الأسرة مما يؤدي إلى إنهيار ذاك الصرح الذي بلا مناص وفي أغلب الأحيان كان قائما على بنيان متماسك.
*تتعدد أسباب الطلاق بين الأزواج وتختلف من حالة لأخرى، فقد يحدث الطلاق نتيجة إلى عدم التفاهم التام بين الزوجين منذ بداية حياتهما الزوجية مما يؤدي إلى حدوث المشكلات بين الفينة والأخرى بينهما، فعدم التفاهم هذا يتباين ويتعدد في منحى حياتهما ويبلغ أوجه إن كان زواجهما بإختيار أهليهما وليس بإختيار أحد منهما، أو إذا قبل أحد الطرفان بهذا الزواج ليلبي رغبة والده أو والدته ليس إلا.
*و تتعدد أسباب عدم وجود كيمياء للتفاهم بينهما الأمر الذي يؤدي إلى وجود شرخ منذ سنوات الزواج الأولى، ويتفاقم الأمر مع مرور الزمن حتى وإن كان هناك ما يربط بين الطرفين، ألا وهم الأبناء الذين يعيشون في كنف جحيم الخلافات بين الآباء والأمهات.
وتدب الخلافات بين الزوجين وتستعر كإستعار النار في الهشيم فينعكس ذلك في كافة منحى حياتهم وسلوكهم وتنسج الكآبة خيوطها في طفولتهم البريئة إن كانوا أطفال اوفي شبابهم اليانع إن كانوا كذلك، فيتملكهم الإحباط ويتغير سلوكهم للأسوأ، وكيف لا يحدث ذلك وسيناريو الخلافات بين الوالدين يتكرر يوما تلو الآخر، مما يتسبب أحيانا في خلل نفسي لهم ذو أبعاد متعددة يلقى بوباله عليهم ويطوق أعناقهم فيتجرعون مرارة الحياة في ظل تلك الخلافات، فيهيمون في دروب الحياة من بعد ذلك والبعض منهم لديه في أغلب الأحيان عاهة نفسية يعاني منها.
*إذا الطلاق آفة وسم يسري في بدن الحياة الأسرية وجرح ينكأ في حياة الأبناء وعلقم يتجرعونه فهم ضحايا لآبائهم وامهاتهم الذين لم ينجحوا في تسيير دفة سفينة الحياة بينهم، فكان نتاج ذلك تفكك أسري وخلل في حياة الأسرة بأكملها.
*فالأجدر للوالدين أن يتحليا بالصبر وقوة الإرادة والتفكير الراجح حتى لاتنشب الخلافات المتكررة على الدوام وحتى لايلجأ كلاهما لإتخاذ قرار الطلاق والذي بسببه ينفرط عقد الأسرة.

نهاية المداد

بعيدان نحن ومهما افترقنا
فمازال في راحتيك الأمان
تغيبين عني وكم من قريب يغيب
وإن كان ملء المكان
فلا البعد يعني غياب الوجوه
ولا الشوق يعرف قيد الزمان
(فاروق جويدة)