بين ظهور (مشكوك) وتسجيلات وصفت ب (الفبركة) يبقى السؤال… هل مات حميدتي؟

بين ظهور (مشكوك) وتسجيلات وصفت ب (الفبركة)

يبقى السؤال… هل مات حميدتي؟

تقرير – ربيع حامد :

حديثه ل (أصداء سودانية) بأن حميدتي مات، فتح سعادة الفريق صلاح عبدالخالق الباب من جديد حول الحديث عن وفاة قائد التمرد، رغم أنه لم يجزم بموته إلا أنه أعطى إشارات تؤكد ذلك، حيث قال إنه أصيب وتم نقله إلى مستشفى شرق النيل ، وأن إحدى الممرضات بالمستشفى أشارت إلى بتر رجله اليمنى وإصابته في عينه والسلسة الفقرية، وأنه وصل المستشفى في حالة شلل رباعي ، وأن الدكتورسليمان صالح فضيل كان متابع لحالته ، ويقال إنه مات بعد أيام من الحادث، وأضاف قائلا :(زول ضربته طيارة ما أظن يقوم)

شهادة طبيب:
ومنذ الأيام الأولى للحرب تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي أحاديث حول موت حميدتي، كشفوا فيها عن معلومات قالوا انهم تلقوها من طبيب كان ضمن 13 اختصاصياً قاموا بإجراء جراحة معقدة لقائد (الدعم السريع) بمستشفى شرق النيل بعد إصابة بالغة تعرض لها، وأنهم أكدوا أن حميدتي أصيب في يوم ١٥ أبريل ،وأشاروا إلى استدعاء الطبيب المعروف سليمان صالح فضيل لعلاج حميدتي في مستشفى الفؤاد بحي الصحافة جنوب الخرطوم ثم نقل سريعاً إلى مستشفى (شرق النيل) وأن الأطباء أجمعوا على استحالة نجاح العملية التي كان من المقرر إجراؤها لحميدتي، فقرروا بتر رجله بعد فشل محاولة نقله إلى ألمانيا، وأن قائد (الدعم السريع) توفى يوم ١٧ أبريل، وظل جثمانه داخل ثلاجة الموتى بالمستشفى لمدة سبعة أيام، ليدفن بعدها داخل مزرعة رجل الأعمال عصام الشيخ جنوب الخرطوم.
تسجيل صوتي وظهور (مشكوك) :
بعد تلك الأحاديث التي ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي وتم تداولها بشكل كثيف بث إعلام الدعم السريع تسجيل صوتي لحميدتي نشره عبر صفحته على موقع (تويتر)، نفى فيها الأنباء التي تحدثت عن مقتله، قال فيه إن الانقلابيون يعملون على نشر الدعايات بموتي، أنا الآن أتجول بين القوات وموجود في بحري وأم درمان وفي الخرطوم وفي شرق النيل، ونشط إعلام الدعم السريع في تلك الفترة في بث العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر حميدتي وسط مجموعة من قواته، إلا أن ذلك الظهور قوبل من قطاعات عريضة بالتشكيك، ونشر حينها نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ما يؤكد فبركة تلك المقاطع، واختفى بعدها حميدتي عن الأنظار لفترة طويلة.
عاصفة من الجدل:

بعد نحو ثلاثة أشهر من الحرب وتحديدا يوم ٣٠ من شهر أغسطس أعلن سفير السودان في ليبيا، إبراهيم محمد أحمد، عن وفاة حميدتي، وقال في تصريحات لقناة (الجزيرة) ، أن حميدتي مات وأنا مسئول عن كلامي، وأثارت تصريحاته تلك عاصفة من الجدل بين السودانيين.
تسجيلات ذكاء صناعي:
في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، أي بعد نحو أربعة أشهر من تصريحات السفير السوداني في ليبيا، وعلى صفحته في الفيس بوك كتب رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل أن (حميدتي) ميت أو حي فهو غائب عن الأنظار منذ 7 أشهر ولم يعلن عن أي اجتماع بينه وبين أي مسؤول غربي أمريكي أو أوروبي ولا مسؤول دولي أو إفريقي أو عربي، وأن كل ما يقال عن وجوده هي تسجيلات ذكاء صناعي وادعاء بالتحدث معه (تلفونيا) من أشخاص لا يتحدثون العربية، وهو لا يتحدث الإنجليزية، والمكالمات صوتية وليست فيديو بالصورة، وفي تصريحات سابقه له أكد الفاضل أن حميدتي مات منذ يوم 17 مايو، وقال إن التسجيلات الصوتية له ذكاء اصطناعي تتم فبركتها .

مات ولا وجود له:

بعد أربعة أيام من تصريحات الفاضل وفي يوم ٢٨ ديسمبر، قال رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني إن تعذر عقد الاجتماع الذي حددته إيقاد بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقائد مليشيا الدعم السريع حميدتي يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن حميدتي قد مات ولا وجود له، وقال ميرغني في مداخلة مع قناة الحدث ان إيقاد أكملت ترتيباتها لهذا الاجتماع إلا أن اعتذار الدعم السريع عن حضور حميدتي بسبب ترتيبات بناء الثقة، غير مقنعة وأن ذلك يدل على موت حميدتي.
اعتذار وظهور مفاجئ :
وبينما كانت التوقعات تتجه صوب اجتماع دعت له الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) ، في جيبوتي بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وحميدتي، حدد له نهاية ديسمبر من العام الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الجيبوتية عدم تمكّنها من التواصل مع حميدتي لأسباب فنية لم تشرحها، وقالت إن الترتيبات ستمضي لجمع الرجلين خلال يناير المقبل، ولم يمضِ وقت طويل على تبريرات جيبوتي حتى ظهر قائد الدعم السريع برفقة الرئيس الأوغندي يوري موسفيني في أوغندا، حيث بثت العديد من القنوات الفضائية في يوم ٣٠ من شهر ديسمبر خبر عن ظهور حميدتي في العاصمة اليوغندية كمبالا وأنه التقى الرئيس موسفيني، وبثت مقاطع فيديو لذلك اللقاء، وظهر بعدها في كل من جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا.

شاهد من أهله :
بعد ذلك الظهور (المشكوك) جاءت التصريحات التي أطلقها المستشار الاقتصادي السابق للدعم السريع دكتور خالد أبو بكر لتحرك العاصفة من جديد حول موت حميدتي، وذلك بعد أيام من ظهوره ذاك، فقد أعلن الرجل وفاة قائد المليشيا حميدتي رسميا، وقال إن من ظهر في أجهزة الإعلام مؤخرا في العديد من الدول الافريقية، هو شبيه ل (حميدتي) ويدعى محمد عثمان النور من دولة النيجر، وأكد خالد في منشور على صفحته بموقع (فيس بوك) إنه التقى بهذا الرجل في نيروبي، واسمه محمد عثمان النور من مواليد النيجر ولديه شبه كبيرمع حميدتي، ودفع الدعم السريع أكثر من 2 مليون دولار لعمليات مطابقة الصوت بينه وحميدتي، وإجراء بعض التعديلات على الشكل.
قرار رجل غير موجود:
في تعليقه على خبر إعفاءه من منصب المستشار السياسي الذي أصدرته قوات الدعم السريع، علق المستشار السابق يوسف عزت بالقول (انا لا اعترف بقرار رجل غير موجود بالحياة وميت منذ بداية اندلاع الحرب، وحديث عزت المقرب من حميدتي يؤكد موت الرجل.

سبب يمنعه الظهور:

المستشار الإعلامي السابق لقائد قوات الدعم السريع يعقوب إبراهيم الدموكي قال في حديث ل (أضواء سودانية)، بحكم معرفتي بـ (حميدتي) إنه رجل يحب المغامرات، وعدم ظهوره عقب الحرب يثير تساؤلات، و ظهوره في بعض الدول الافريقية حوله شكوك ، وأن كان على قيد الحياة لماذا لم نراه في السعودية التي ترعى المفاوضات ،، وختم الدموكي حديثه بالقول: (إذا بقي موجود فهو ميت سريريا أو مشلول وهناك سبب يمنعه الظهور)
وأن كان مات فإن إعلان موته يعني نهاية الدعم السريع ، لذلك الدول التي تدعم الدعم السريع حريصة بأن لا تعلن وفاة حميدتي حتى لا يموت الدعم السريع
هل مات حميدتي:
الفريق البرهان في لقاء جمعه بالصحفيين في بورتسودان وجه رسالة لقائد التمرد قال فيها (لن اقتلك وستظل طريدا) والرسالة حملت بين طياتها ما يوحي بأن الرجل مازال على قيد الحياة، وفي ذات الوقت أعطت مؤشرات بعدم ظهوره وانه سيظل طريدا، وعليه يظل السؤال قائما.. هل مات حميدتي؟.