وداعا وداد :

الاعلامية هالة محمد عثمان 

 

لأول مره يقف قلمي عاجزا عن الكتابة وتبصر عيني في الأفق فلا ترى الا سراب الامنيات وترهف اذناي السمع فيرتد لها صدى الذكريات القريبة والبعيدة في سوح الجامعه الاسلامية بأم درمان وفي مكاتب الاتحاد وفي جنبات النشاط وانتي شامخة كالنخلة ناشطة كالنحلة وريفة كشجرة وارفة الظلال .

نعى الناعي اليوم وداد احمد محمد حسن او وداد احمد حسن كما كنا ندعوها في الجامعه ،فصمتنا لبرهة في لحظة عظمت فيها مصيبتنا وتكالبت فيها كل الاوجاع .

رحلتي يارفيقة دربي وصديقة عمري ولم احكي لك عن ما اصابنا من وجع الترحال ومرارة اللجوء وفقد الاعزاء، رحلتي ولم نفرح سويا بحلم العودة الى الديار وننسج خيوط الفرح والذكريات شالا نزف به ابناءنا في اعراسهم، رحلتي يا وداد بذات الود والهدوء والوقار وهزمتي في دواخلنا كل معاني الصبر والعزاء فلم نعد نقوى على لمها وتهدئتها رحلتي ومشروعنا في العمل العام والطوعي لم يكتمل بعد ونحن ينتظرنا الكثير في رحلة العودة الى الديار نحتاجك وانت الحادية والهادية والحكيمه والصبورة والذكية المتواضعه نعم متواضعه لم تشعرينا يوما انك اخت الوزيرة (ساميه)ولم تجلسي في الصفوف الامامية ولم تحيطي نفسك بهالة من المجد والعلو كنتي بيننا ومنا نجدك عند الفزع وتبتعدين عند الطمع ورغم معاناتك الاخيرة من المرض كنتي تصرين على العمل واداء واجباتك لله درك اختي الحبيبة .

وداعا وداد يا اخت روحي ياشقيقة تقبل الله جهادك وعملك وصبرك وجعل البركة في ذريتك والهم اهلك وذويك الصبر وحسن العزاء انا لله وانا اليه راجعون

اختك هالة محمد عثمان