
الخرطوم (أم المداين )السودانية حتما ستعود لها سيرتها الاولى
عبير الأمكنة
- مقرن النيلين رمت كل السودان ب(الثمر) و (المليشيا) رمتها ب(الحجر)
- وذرف (الأزرق العاتي) الدموع وهاج (الأبيض الهادي) غضبان أسفا على ما فعل الأوباش ب(الخرطوم)
- هل دارت في مخلية الشاعر صلاح عبدالصبور أن الخرطوم بجمالها الاخاذ ستصبح مهجورة!!
- الفريق (محمد الغالي) يقود لجنة إعمار العاصمة الخرطوم (حنشيد نحن بلدنا)
مشاهد ينقلها :دكتور إبراهيم حسن ذو النون
في النصف الثاني من عقد الستينات من القرن الماضي التقي الرؤساء العرب لكي يعيدوا ترتيب (البيت العربي الكبير) بمدينة الخرطوم بعد هزيمة 5يونيو (حيزران) 1967م فجاءت في تلك القمة (لاءات الخرطوم الثلاث) وفي ذات الوقت جاء الشعراء والادباء والمبدعون والاعلاميون لينقلوا للعالم اجمع قصة تلم المدينة التي قالت (لاولا ولا) لا(سلام مع اسرائيل) ولا(اعتراف باسراىيل) ولا(مفاوضات مع اسرائيل) ومن بين الحضور الابداعي كان الشاعر المجيد صلاح عبد الصبور والذي بهرته الخرطوم بسحرها وموقعها المميز وكتب فيها رائعته(ولاهذي ولا تلك ولاالدنيا بما فيها تساوي ملتقي النيلين في الخرطوم ياسمرا) والتي قال فيها:
هما نهران في مجري
تبارك ذاك المجري
فيمناه على اليسري
ويسراه على اليمني
وهذا الأزرق العاتي
تدفق خالدا حرا
وذاك الأبيض الهادي
يضم الأزرق الصدرا
فما انفصلا ولا انحسرا
ولا اختلفا ولا اشتجرا
ولا هذي ولاتلك
ولا الدنيا بما فيها
تساوي ملتقى النيلين
في الخرطوم ياسمرا
*هل كان متوقعا ماحدث
هل دار في مخيلة الشاعر الكبير صلاح عبدالصبورأن الخرطوم بجمالها الاخاذ الذي بهره وكان سببا أن تجود قريته بهذه القصيدة أنها ستدخل في قاموس التهجير القسري لسكانها أو تصبح مهجورة بسبب مليشيا آل دقلوالمتمردة؟ بالطبع لا.. الخرطوم عند أهل السودان تمثل العاصمة الرمزية التاريخية والتي يجد كل سوداني فيها نفسه فهي مدينة هجين لاتعرف المناطقية ولا النقاء العرقي ولا تعرف الاستعلاء الطبقي الناس في حضرها وفي ريقها. في احيائها العادية وفي امتداداتها الراقية والجديدة.. كلهم أولاد بلد متعايشون متساكنون متضامنون لا فروق بينهم.. الخرطوم بكل تفاصيلها أحبتهم وأحبوها وشربوا من نيلها شجعوا الهلال والمريخ والموردة(الموردة بتلعب) اكلوافول (الفول) وتجولوافي المولد بميدان الخليفة بأم درمان وميدان المولد بالسجانة والحلةالجديدة لعبوا كرة الشراب في حواريها استمعوا لحسن عطية وطربوا لزيدان إبراهيم في (الليلة ديك) استمعوا لنشرةأخبارها (يقرأها على حضراتكم) عمر الحزلي الخرطوم هي نادي ناصر وسمك البريري وعوضية سمك وسمك سكي وسمك شعيب الخرطوم هي ميدان ابوجنزير وليمون (ضيعوك) وهي قمرين (السنوسي) هي دار الرياضة أم درمان وهي القوزوالرميلة هي ديم القتا وديم التعايشة ونادي العلمين وسينما الخرطوم غرب وهي جورج مشرفي وإبراهيم غريب وعلى فوز وهي أسواق الكتاب المفروش (الكنيسة بحري والجامع الكبير الخرطوم والبوسته ام درمان وشرق الجامع الكبير وكمبوني الخرطوم)
*من اين جاء هذا الاسم
الثابت أن الخرطوم هي تلك المدينة الواقعة عند ملتقى النيل الأبيض بالنيل الأزرق عند منطقة المقرن ومن هذا الالتقاء يتشكل (نهر النيل) بعض الباحثين قالوا أن اصل الاسم هو نبات (الخرتم) الذي اشتهرت به المنطقة وهذا مااورده الرحالة البريطاني (جيمس جرانت) في مذكراته وهناك من يرحج ان الاسم يعود الي ان وقوع الخرطوم بين (النهرين) عند التقاء(نهر النيل الازرق ونهر النيل الابيض) فيشكلان شكلا انحنائيا ويرسمان قطعة ارض اشبه بخرطوم الفيل وهناك راي ثالث يقول بان الاسم يرجع الي شخص اسمه (التوم) وكان يقطن في (خور) وهناك راي رابع يقول ان اسم الخرطوم يرجع الي (انف السبع) او (الفيل) وهو ما يتماشي لغويا مع معني تسمية (الخرطوم)
*ثمرمن الخرطوم وحجر من الجنجا
الخرطوم التي حولتها الحرب الماثلةإلى مدينة مهجورة طرد أهلها من بيوتهم بواسطة قوات مليشياآل دقلوالمتمردة فتحولت كما قالت شبكة (ألبي بي سي) ألي مدينة أشباح وأصبحت مثالا حيا يمكن يمثل به فقهاء القانون الجنائي الدولة بتمثل بصورة حية لجريمة (التهجير القسري) للسكان الامنيينكما أنها مثال آخر الجرائم ضد الإنسانية حيث القتل والسحب والاغتصاب والنهب والترهيب وكل ما يخالف الشرع والقانون الخرطوم التي ظلت تقدم الجميع وبلا من او أذى (الثمر) رماها المتمردون ب(الحجر)فكان هذا الحجر أداة لجرائم تم استنساخها في مدن وبدأت أخرى من هذا الوطن السودان الحبيب (أعز مكان وطني السودان)
أم المدائن هل تعود سيرتها الأولى:
حين تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد الدمار الشامل الذي لحق بالممتلكات العامة والخاصة في محليات الخرطوم(الخرطوم/امبدة/شرق النيل/بحري/جبل أولياء أم درمان/وبعض.اجزاء من كرري) تبادر ألي الذهن هل تعود ل(ام المدائن) سيرتها الأولى (قمحا ووعدا وتمنى) ؟هل تعود في الخرطوم (أيام صفاءنا) ومن(الاسكلا او حلا) و(توتي)الجميلة ونغني على ضفاف نهرها الخالد (ونغني كما غني الخليل بعانخي ولتهراقا والمهدي ولعلى عبداللطيف ولعبدالقادر الحبوب) وهل يتغنى مع زكي عبدالكريم (حلاة بلدي) وهل يتغنى مع سيد خليفة (ولأهذي ولا تلك ولا الدنيا بما فيها تساوي ملتقي التسليم عند الخرطوم بأسماء) حتما ستعود (ام المدائن)
وعند (الفريق الغالي) خبر يقين
خبر تناقلته الوسائط الإعلامية منتصف الأسبوع الماضي يقول إن الفريق الركن دكتور محمد الغالي الأمين العام لمجلس السيادةقد زار ولاية الخرطوم بوصفه رئيس اللجنة العليا الأعمار واعادة البناء والتقى والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة ويبدو أنها زيارة استطلاعية اجمع المعلومات أو التحقق عليها على الأرض ولاعداد خارطة طريق الأعمار وإعادة البناء وقد رشحت انباءتقول إن العودة التدريجية الرسميةلدولاب الدولةقد بدأت تلوح في الافق فبعض الوزارات والمؤسسات الاتحادية قدتم تخصيص بعض المقار لهافي محليلتي ام در مان وكرري للشروع في مباشرة بعض مهامها والأشواق على إعادة الأعمار لمؤسسات التي دمرت.