التوب السوداني حداثة التصميم وعراقة الإرث
من طبيبة إلى مصممة ثوب سوداني

أصداء سودانية – زلال الحسين:
في خضم الحياة العصرية المتسارعة بين أمواج التحديات المختلفة تبحث المرأة عن ملاذ آمن تعيد فيه اكتشاف ذاتها وإعادة صياغة مفهومها للجمال والقوة الناعمة في تشكيل جوهر وجودها وتأثيرها الآسر.
ولطالما كانت العادات السودانية موضعا للاعجاب والتساؤل منذ فجر الحضارات وظلت الموروثات السودانية تميز المرأة بين الشعوب وسعى فنانون وشعراء إلى وصفها بمختلف الأشعار وانتقاء العبارات.
(أصداء سودانية) ألتقت الطبيبة السودانية نور الشام آدم جمعة التي تركت مهنة الطب مؤقتا لتتمكن من إجادة تصميم الثوب السوداني.
قالت الشام ل (أصداء سودانية) درست الطب بجامعة الأحفاد ثم درست الصيدلة بجامعة العلوم الطبية وعملت بمجال الصيدلة بالسودان حتى جاءت الحرب
وقالت إنها انتقلت إلى القاهرة وبحثت عن عمل ووجدت أن ساعات العمل طويلة جدا لن تستطيع مجاراتها في ظل وجود حاجة أسرتها لوجودها ومن هنا (بدأت قصتي) مع تصميم الثياب, التحقت بالتدريب ثم بالدوريات و جدت أن الكورسات لا تعطي كل ما يتطلبه التصميم وأكملت بعد ذلك بكثير من الإصرار والتصميم, تعلمت كل ما يخص التصميم أصبحت مدربة، وأوضحت نور الشام أنها تطرقت للهفوات التى انتبهت لها في فترة تدريبها وتجنبتها تماما وأضافت أنا الآن أدرب المبتدئين وأتابعهم حتى يتقنون ما تعلموه معي ثم أعرفهم على جودة الأقمشة ومواد التصميم بمختلف أنواعها وأذهب معهم لمعارض الأقمشة و أماكن مواد ومعدات التصميم حتى تخرج المتدربة وهي تعرف كل شئ.
وأكدت نور أن الأمر لم يكن سهلا في البداية كان الرسم على الثوب صعب جدا بالنسبة لها نسبة لقلة خبرتها بالرسم.
وأشارت إلى أن مدربتها كانت تعطي كل منهن فرصة لتصميم توب وعرضه في نهاية فترة التدريب التي يتم فيها إنشاء معرض يقدمن فيه كلما تعلمنه وفي ذات الوقت تتابع المدربة عملها على الثياب، وافادت نور الشام إنها تعرضت للسخرية من قبل المدربة قبل إتمام الثوب وقالت لها ( انتي ما بتعرفي ترسمي وكمان مصرة) ، ولكن المفاجأة أن الثوب نفسه قد فاز في المعرض وتم تقديمه في ختام العرض, وأوضحت نور إنها تلقت إعتذار المدربة وأن سخريتها قد دفعتها لإتقان موهبتها ووصولها لسقف عال من التصميم.
وأكدت نور الشام أن تصميم الثوب السوداني أضاف إبداعا وجمالا للثوب وتوسعا للخيارات وأصبح سهلا أن تحصل المرأة على تصميم يليق بذوقها, وأضافت أن أسعار الثياب تتفاوت على حسب فخامة الثوب وجودته كشفت عن ثمن الثوب, وقالت قد يتعدى ثمن الثوب ال500 دولار إلى أقل أو أكثر.
كما اتجهت السيدات إلى إيجار الثوب و بينت نور أن ثمن الايجار بين ال 1000 جنيه مصري إلى 3000 ألف وانها تستقبل عددا كبيرا من الطلبات لدول أخرى من بينها يوغندا وجنوب السودان بريطانيا السعودية ولا يقل الطلب من 4 مرات بالأسبوع.
وأضافت نور نعمل على صناعة الطرح والاكسسوارات إضافة للثياب وأنها أطلقت منذ عام مالا يقل عن 17 مجموعة وكل مجموعة يكون العرض ما بين 30 إلى 50 ثوب والطرح من 500 وأكثر.
ختمت نور الشام حديثها بعد أن شكرت منصة (أصداءسودانية), و وجهت دعوتها لجميع السيدات السودانيات بالإتجاه للتدريب لتعلم شيء يضيف لهن و لتعلم الخياطة واللغات والتصميم وكل ما تشعر المراة أنها يمكن ان تبدع فيه
قيل في التوب:
أداء محمد وردي
التوب المهفهف فوق أم الضفائر
والخد المعطر زي أحلى الازاهر
والخطوة الأنيقة ترنيمة مشاعر
وانا بي كل عمري بمشيلا وبسافر
بنحب من بلدنا ما برا البلد
سودانية تهوى عاشق ود بلد