الفاشر..سلامٌ على أرض لا تموت
- حقوق الإنسان: عدد الضحايا يزيد عن 1300 قتيل
- مناوي: هذه معركة وجودية لا تقف عند سقوط مدينة واحدة.
- الفاشر تصنع من الألم سيفاً، ومن الدمار عزيمة للانتصار القادم
تقرير : مروان الريح
سلامٌ على الفاشر، المدينة الصامدة التي وقفت في وجه النار، وظلت شامخة حين سقط الجميع، وأعني بالجميع أولئك الذين صمتوا ورضوا لأنفسهم أن يكونوا جزءاً من هذه التجربة الإنسانية المؤلمة، بهذه الكلمات القوية بدأ حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي خطابه للشعب السوداني أمس عقب إستباحة مليشيا الدعم السريع مدينة الفاشر وقتل مئات المواطنين بدون رحمة
إبادات وحشية:
لقد شهدت الفاشر، ومعها القرى المحيطة، مجازر وإبادات وحشية ارتكبتها مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، جماعات جلبت الرعب إلى الأزقة والبيوت، لا تفرق بين مقاتل وطفل أو شيخ أو امرأة ، ويواصل مناوي خطابه: المثير أن مليشيا الدعم السريع قد روجت لمجازرها القادمة قبل أكثر من أسبوع، محذرة مقاتليها من تصوير الأفعال الإجرامية، في محاولة لطمس الحقيقة ودفن الشهود مع الضحايا. لكن الحقيقة لا تُدفن، فالأرض تشهد، ودم الأبرياء لا يصمت بل يصرخ ليُسمع كل من صمت على إزهاق الأرواح، وستمضي لعنة الجاني تتبعه إلى الأبد.
الحقيقة لا تُمحى:
وقال مناوي ان الحقيقة لا تمحى ولم تنكسر الفاشر، بل وقفت على رمادها شامخة، تصنع من الألم سيفاً، ومن الدمار عزيمة للانتصار القادم، أحياناً، ننحني أمام العواصف، لكن أمام الأحقاد لا ننكسر، وأضاف: لا يوجد حقد ووحشية ترتبط بالإنسانية أكثر من ذبح مواطن في الشوارع العامة، احتفاءً باستيلاء المليشيا على الفرقة السادسة في الفاشروأردف:
لا تفرح المليشيا، فهذه ليست النهاية، بل بداية وطن يولد من جديد.
رسالة إلى العالم:
وأرسل مني رسالة شديدة اللهجة لكل العالم بقوله :صمتكم لن يمحو الحقيقة، فالفاشر تنادي والحق لا يموت
الصمت عار:
ووصف مني صمت العالم بالعار في صدر التاريخ، وسيبقى شاهداً على زمن تخلى فيه العالم عن إنسانيته، حين كانت الأرواح تُزهق والمدينة تُستباح، صمت العالم خوفاً من الممولين، الذين حولوا المال إلى وقود للإبادة، ودفعوا بأدواتهم الرخيصة من الأوباش، الذين لا يرقون لمقام البشر.
أدوات خراب:
وقال مناوي أن هؤلاء ليسوا قادة ولا رجال دولة، بل أدوات خراب مأجورة، في إشارة الى أفراد المليشيا، مبيناً أن كل من يُساعدهم أو يُبرر بقاءهم هو مجرم
تحرير السودان :
وأكد مني استعدادهم لتحرير كامل أرض السودان ومواصلة النضال ، باستنهاض روح الصمود لأهل الفاشر الذين قاتلوا بقواتهم المسلحة والمشتركة، وأقسم مناوي باعادة بناء ما تهدم، وأن ننهض من الرماد، وأن نصنع الحياة من الألم وأضاف:
لا نطلب المستحيل، بل نطلب ما نستحقه من الكرامة والحياة.
معركة وجودية :
وقال مناوي ان أهل دارفور جزء أصيل من السودان، و لضمان وحدة السودان، يجب هزيمة الأداة التي تستغلها القوى الساعية للاحتلال، وهي الدعم السريع، هذه معركة وجودية لا تقف عند سقوط مدينة واحدة.
النزوح واللجوء:

وقال مناوي ان المرحلة المرحلة القادمة يتم فيها التركيز على قضية النزوح واللجوء، والذي تسبب فيه الدعم السريع عمداً. وأضاف: يجب توثيق الجرائم للإدانة وضمان عدم الإفلات من العقاب، وكذلك العمل على استقطاب الدعم لتوفير الاحتياجات الضرورية للنازحين.
مناوي يحذر:
ووجه مناوي تحذيراً للشعب السوداني، وخاصة أهل دارفور، بأن الفاشر ما كانت لتسقط لولا تسخير دول العدوان لكل الإمكانيات. ولكن الآن المليشيا أصبحت هشة وتعتمد على عناصر خارجية، وقال ان المرحلة القادمة تتطلب الاستنفار من داخل وخارج الحدود، لإنهاء آلة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وترحم مناوي على أرواح الشهداء وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأضاف : نؤكد أن قيادتنا وجنودنا بخير وهم يدافعون عن تراب هذا الوطن المعطاء.
إنتهاكات المليشيا :
في السياق أدانت المفوضية القومية لحقوق الإنسان بأشد العبارات الانتهاكات الجسيمة والتصفيات الجسدية التي يتعرض لها المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن والشباب الفارين من مدينة الفاشر والتي تعتبر انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
فيديوهات موثقة:
وأوضحت المفوضية أن ما قامت به مليشيا الدعم السريع المتمردة والمليشيات المتحالفة معها يرتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية سيما جرائم القتل والتصفية الجسدية الميدانية خارج نطاق القانون ضد المدنيين في مدينة الفاشر وفقاً لما نشر عبر الفيديوهات الموثقة خلال اليومين الماضيين حيث بلغ عدد الضحايا ما يزيد عن (1300) شخص حسب إحصائيات أولية وأكثر من (800) شخص آخرين معرضون لخطر الموت والجوع .
إعتقال الصحفيين:
كما تستنكر المفوضية الاعتقالات التي تعرض لها بعض الصحفيين وتدعو قوات الدعم السريع المتمردة إطلاق سراحهم فوراً دون قيد أو شرط بموجب قانون حقوق الإنسان وضمان الحريات الصحافية والإعلامية .
تدعو المفوضية كل المنظمات الدولية والمحلية ومنظمات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
والمطالبة بإجراء تحقيق محلي و دولي مستقل حول هذه الانتهاكات، لضمان العدالة والمساءلة وعدم الإفلات من العقاب