الطيور… رسل المحبة والبشارات عند الشعراء

في دائرة الضوء _ فائزة إدريس

_______________

__________________________________

بالله ياطير قبل ماتشرب، تمر على بيت صغير

__________________________________

دخلك ياطير الوروار رح لك من صوبهن مشوار

_____________________

عرف الإنسان منذ عصور خلت الرسائل وكتابتها حيث كان يستعين بالحمام الزاجل وهو أحد أنواع الحمام الذي يُستخدم لنقل الرسائل في الماضي، فكان مثل هذا النوع من الطيور يحمل الرسائل من بلد لآخر ويُربط في قدمه رسالة يحملها عائداً إلى موطنه.

إرتبطت الطيور عموماً بعد ذلك في أذهان الشعراء و الأدباء بحملها للرسائل وللسلام للغير فهي كائنات رقيقة إرتبطت بالحنين والمحنة عند الناس، ولعل طائر الوروار وهو طائر صغير جميل يتمتع بصوت عذب والوان زاهية يغلب عليه اللون الأخضر والأزرق من تلك الرسل كما أخبرتنا فيروز والأخوين رحباني :

دخلك ياطير الوروار،، رح لك من صوبهن مشوار

وسلم لي عالحبايب،، وخبرني بحالهن شو صار

وشاعر آخر يخاطب الطير ويطلب منه الإتيان بالبشارة فيقول :

ياطير ياطاير،، دربك على باب الله

وهات البشائر،، وأمشي بأرض الله

والشاعر الكبير إسماعيل حسن يتخوف من نسيان الطير (لكلامه) الذي سوف (يقوله) لحبيبته عندما يراها، ولكن إن فعل ذلك فهي تدرك أنّ في صمته كلام:

ياطير ياطاير خوفي بس تنسى الكلام

يوم تشوفو هالي زي بدر التمام

حِبي عارف إنو في صمتك كلام

ومن منظور آخر يتابع الشاعر الدبلوماسي المتفرد صلاح أحمد إبراهيم رحلة الطائر في فصل الخريف ويطلب منه بألايستسلم ويواصل في الطيران وإن أنهكه ذلك، تحت المطر وسط الرياح إلى أن يرى النيل لامعاً في الظلام فكانت وصية الشاعر للطائر :

تنزل هناك وتحي ياطير بإحترام

وتقول سلام،، وتعيد سلام

على نيل بلادنا،، وشباب بلادنا ونخيل بلادنا

وقبل أن يشرب من النيل طلب منه أن يمر على بيت صغير يلمع ألف نور من بابه وشباكه فهنالك حبيبته تشتغل منديل حرير له، فطلب منه أن يبلغها وفائه وحبه لها.

فهكذا البعض من الشعراء لديهم تناغم وتوافق مع الطيور في حمل مشاعرهم ورسائلهم المذيلة بالمحبة والسلام.