ظلم الزمان الخاني يا ريتو لو كان خانك

بلا ضفاف _ كمال علي

 

 

نظمها الحلنقي وأدارها لحنا وأداء طروبا فنان الشيب والشباب تاج مكي.. حين كانت عاصفات الشوق تعصف بالمحبين و العشاق وكاتمو سر الهوى وفي ليالي السهد يغردون ب ( *صوت السواقي الحاني…* *ذكرني ماضي بعيد* ..

*وعلي الرمال اثارك طرتني ليلة عيد* …

*ألمني قلبك انسى ويرخص غلاوة الريد*) …

حينها كان العشق و العشاق في خفر ورفق رغم العاطفة وحرقة الأشواق واشتعال ضرواة نيرانها التي تحرق الحشا وتعربد بين الجوانح… كان الطرب رفيعا و أمسيات البلد أنيقة وسيمة في احتشام.. فيها عشق صوفي وألق محبوب يتوسد عشقه الضلوع.. ولا آفاق له إلا سرمدية الحب التي تستبد بالقلب وتثري حياة العشاق، ولا فينا ليلى ولا مجنونها، ولا بثينة ولا سلمى

( *إنّا محيوك يا سلمى فحيينا* …

*وان سقيت كرام القوم فاسقينا*) لا فيها عنتر ولا عبلة ولا جميلها ولا عمرو ابن أبي ربيعة والحسان اللواتي به مفتونات وخلّدهن شعرا.

فيها النواضر من حسان بلدنا ( *بنحب من بلدنا ما من برا البلد* ..

*سودانية تعشق عاشق ود بلد* ) وفيها عشاق بلدنا (المحلق وتاجوج الشرق) نموذجا وفيها سلاطين العشق (بازرعة وسماعين ود حد الزين والحردلو و ود الرضي وكامل عبد الماجد (سيد الاسم) و الجابري والحنجرة الذهبية أبو داوود وخلف الله حمد ومكارم بشير وصديقي وجاري الأحب الأقرب الى القلب عبد العزيز المبارك والأعز الشاعر الغريد تاج السر عباس و الأحب الجميل العطوف الشفوق مختار دفع الله والناقد الفني المتمكن من أدوات عمله محمد الياس السني والكاتب الصحفي محمد أحمد عبد القادر الذي يحمل هويتين من دارفور والبحر الأحمر وجيّر هذا الهجين لصالح البلد.

بلد فيها محمد ميرغني يغرد:

( *انا والأشواق في بعدك بقينا أكتر من قرايب* *..ما بنغيب عن بعض أبدا زي أعز اتنين حبايب*) وهذه من قلب مفعم بالحب والأشواق في صدر شاعر ومبدع عظيم اسمه السر دوليب… فهل هذه بلد تذل وتهان.؟؟

بلد غرد فيها الوردي ومحمد الأمين وأحمد المصطفي وثناي العاصمة وحواء الطقطاقه والفلاتية ومنى الخير وسميرة دنيا، ومن قبل وبعد غرد فيها الحوت محمود وسبقه النعام آدم وبقية مطربي الشوايقة … وابدع فيها العاقب طربا رفيعا وصلاح محمد عيسى وإسماعيل حسب الدائم وفيها المجذوب أونسة وصلاحين ابن الباديه وابن مصطفى..

ياخ فيها بلابل الدوح بنات طلسم وفيها بلابل الغرب عبد الرحمن عبد الله وعبد القادر سالم وإبراهيم موسي ابا وفيصل الخير وصديق عباس..

بل كيف تهان هذه البلد وتذل..؟؟؟

بلد أنجبت بروف عبد الله الطيب و(بروفات) من الدويم لا يحصون ولا يعدون، فيهم سر الختم الخليفة وأولاد النادي وأولاد شيخ عبد العزيز وشوقي حسين وأولاد عمنا عوض قاسم وآل سيد أحمد وبروف الأمين محمد الأمين و البروف الطاهر عوض قاسم و البروف محمد زين وكثر من النوابغ لا يسع المجال لايراد الأسماء الضاوية نجوما سامقات وخاصة الأساتذة الاجلاء والمعلمين الحداة في قافلة النور، وأولاد حاج صالح وأستاذتنا المبجلة. (أم النصر العوض.) وبقية رائدات التربية والتعليم في بلدنا الدويم… و(عشي على مطر) نرفع لها القبعات.

القصد والمقصود أن نوفي الناس حقها مثلما يجب أن نوفي البلد والوطن حقه، فمثل وطن أنجب عظماء في مختلف طرائق ما ينمي الحياة فهو وطن لا ينبغي أن يموت غيلة وغدرا… وإنما يجب الحفاظ عليه واحدا موحدا حتى يزهر ويثمر ويزدهر وبإذدهاره تذدهر الدنيا وتزغرد وتزهر.

غدا يا وطني بإذن واحد أحد تروق الدنيا عند أرضك وشعبك

وغدا نكون كما نود..وكما تود

بإذن الله… فرجها فوق.