من فرنسا (أصداء) تفتش عن تفاصيل نجم فرقة الأصدقاء الفنان عبدالمنعم عثمان

-
ما بنصح فنان بالهجرة..
-
أخوي طلب الشهادة ونالها ولو كنت في السودان كنت ح أكون مع المستنفرين..
-
شماشة احتلوا كراسي العرض المسرحي وبقت علاقة معاهم..
بدأت علاقتي بالفنان الممثل والمخرج عبدالمنعم عثمان بمقاعد الإعجاب فهو أحد أبرز أعضاء الفرقة الماسية (فرقة الأصدقاء المسرحية) ثم لحسن حظي زاملته في عالم الدراما والمسرح.. تواضعه اختصر ما بيننا من مسافة..شخص ودود ومحب للناس وإنساني جدا.. منضبط ومتفان في عمله.. دائما تجده وسط شباب وأطفال يأخذ بيدهم ويدلهم على الطريق الصحيح.. حزنت جدا مثل الملايين من المعجبين لتوقف فرقة الأصدقاء ..ثم تفاجأت بهجرة(منعم).. تواصلت معه هو في فرنسا وأنا من القاهرة ..
تواصل معه/ خليفة حسن بلة
* الأستاذ عبدالمنعم عثمان هل كنت تتوقع في يوم من الأيام أن تهاجر؟
– طبعا أنا أصلا ما فكرت في الهجرة، أيام كنت في الشرطة جاتني قبل سنوات طويلة فرصة للاغتراب وبعرض مغري في دولة عربية ورفضتها، وبعدها جاتني عدة عروض وبرضو رفضتها، أنا لا أستطيع أن أعيش خارج السودان، والله أنا لو سافرت خارج السودان لأي سبب ما بقدر أقعد أكثر من أسوع بعده بكون في وضع صعب…
* طيب هاجرت ليه؟
– مجبر أخاك لا بطل، السبب الرئيسي هو لعلاج زوجتي سهام، وهي سبقتنا وسافرت لفرنسا للعلاج والحكاية طوّلت وساهم فيها ما كان يعيشه السودان في الفترات الفاتت فآثرت هي الاستقرار وبالتالي كان لابد من أن أجيب الأولاد ونلحقها ..
*ماذا تعني هجرة الفنان؟
– شوف يا خليفة بالتجربة أقول ليك هجرة الفنان تعني موته..وبالبطئ كمان وده موت مؤلم جدا..
* أنا كنت أتصور أن هجرة الفنان في أسوأ حالاتها تعني اعتزاله؟
– طبعا ده أول نتائجها.. ومن خلال تجربتي البعيشها الآن في فرنسا أقول ليك ابتعاد الفنان عن جمهوره اعتزال لكنه غير معلن…
زمان كان بعض الفنانين بغتربوا لكن مؤخرا بقت في هجرة..هل في اختلاف بين الاغتراب والهجرة؟
النتيجة واحدة..ابتعادك عن بلدك كأنك بتنقطع عن مصدر إلهامك وبالتالي توقفك عن المساهمة في قضاياه..
* ………………….؟
– أنا مثلا نموذج.. حياتي كلها في السودان.. بستلهم من تفاصيل الحياة ..ونسة ناس البيت..ولمّا أطلع الشارع..ناس الحلة والأطفال البلعبوا..شكلة في حافلة بين كمساري وركاب..حكاوي الناس في السوق والمواصلات ولمة المناسبات..دي القصص البتلهمك وبالتالي تحولها لشغل.. هنا انت معزول عنها..
* والمجتمع هنا ما قدرت تتجانس معاه؟
– ممكن نتعايش معاه لكن ما بقدر أقول ليك اعبّر عنه..
* هل وقفت على تجارب لفنانين هاجروا وحققوا نجاح؟
– للأسف ما شايف تجارب ناجحة.. معانا هنا في منطقتنا دي شاب اشتغل معاي تمثيل في السودان وكان ممثل مميز جدا.. للأسف حاول كذا مرة يواصل في مجال التمثيل لكن التجارب ما كانت جيدة.. غايتو هو وبعض الشباب بغنوا في مناسبات سودانية..وأظن ده أقصى المتاح ليهم الآن..ده نموذج أنا شاهد عليه..لكن في تواصلي مع عدد من الزملاء الفنانين المهاجرين الآن في دول أوروبية أكاد أقول ليك كلهم ما مرتاحين..
* يا منعم بس كأنك في منظمة مكافحة الهجرة..
– (يضحك)..غايتو أنا ما بنصح أي فنان أنه يهاجر من بلده.. إلا اذا داير يبقى مواطن عادي جدا..
* دي صورة قاتمة..وبصراحة كنت متوقع أسمع منك عكس ذلك..خاصة إنك في فرنسا !!
– دي الحقيقة ..لكنها من وجهة نظر فنان طبعا.. لكن من زاوية تانية الحياة هنا مرتبة واحتياجاتك متوفرة.. علاج وتعليم وحقوق..سهام عندها طبيب خاص يتابع معاها حالتها..الأولاد بدرسوا تعليم محترم..وده هو العزاء والشئ البصبرنا..
* وأكيد سهام والأولاد مقدرين شعورك
– طبعا.. ودائما بحاولوا يعملوا لي جو لطيف في البيت أو إذا الجو لطيف نطلع نتفسح.. وأهو بنباصرها..
ووين أنتو في فرنسا؟
– مدينة اسمها ماكون تبعد عن باريس حوالى أربع ساعات.. منطقة هادئة وجميلة ..
* فيها سودانيين؟
– أيوة لكن للأسف ما كتار..
* متواصلين مع بعض؟
– أكيد..خاصة في المناسبات زي رمضان والأعياد ولو في مناسبة خاصة لأسرة برضو بنتلم مع بعض..وغالبا بكون في برنامج لمة على مشويات في حديقة..
* ومع غير السودانيين؟
– ماكون لمّا جيناها سنة 2021م كان فيها عدد قليل من الأجانب.. لكن الآن تلقى فيها كل الأجناس عرب وأفارقة..
* ………………..؟
– انت عارف أنه سهام زولة اجتماعية..لما جينا لقينا انها عملت ليها شعبية كبيرة.. بنادوها ماما سهام.. وبالتالي أنحنا لقينا عندنا علاقات مع أسر عراقية وجزائرية ومغربية.. ناس جميلين وودودين..ده بالإضافة للسودانيين.. حواية دي سودانية ساكنة جنبنا وبقت زي بنتنا..
* بنسمع عن عنصرية المجتمع الفرنسي..هل عايشتوها؟
– شوف لأنه البلد دي بلد قانون ما في واحد يقدر يتنعصر عليك علنا..لكن قطعا في ممارسات بتعبر عن ده.. مثلا ممكن ما تتوفر ليك فرص عمل..مثلا يعني..
* وإن شاء الله الأولاد ما بعانوا..
– بالعكس.. لأنه مجتمع الجامعة والمدرسة بكون فيه اجناس كتيرة بلقوا فرصة لخلق علاقات مع ناس من مختلف بقاع الدنيا.. غايتو هم مستمتعين..
* ان شاءالله قدرت تجازف اللغة الفرنسية؟
– درستها ..لكن والله صعبة .. ياخي اي حرف يطلع منه تلاتة حروف..احتمال أكون عشان أنا كبرت على القراية(يضحك)
* لكنك فرنسي مش كدة؟
– أيوة..لأننا جينا لم شمل أدوني بطاقة لعشرة سنوات ورخصة قيادة ل15 سنة وقدمت للجواز الفرنسي متوقع أستلمه قريب..
* معناها رتبت أمر الاستقرار تماما ..
– طالما الأولاد وضعهم هنا أفضل فأكيد بكون معاهم لكن جزء كبير من السنة لازم أكون في السودان..بنرتبها
* ومتواصل مع الناس في السودان؟
– طبعا ويوميا.. بيتنا الكبير في أمدرمان الثورة مفتوح.. وارتباطنا بالبلد وثيق خاصة أنه بعد استشهاد شقيقي خالد كان مستنفر ضد المليشيا وطلب الشهادة ونالها..
* ربنا يتقبله ويلزمكم الصبر
– الحمد لله.. أنا لو كنت في السودان برضو كنت ح أعمل زي ما عمل الشهيد خالد .. خاصة أنه أنا كنت في فترة من حياتي شرطي..
* لمّا تشوف شباب زي خالد بتقول شنو؟
– بقول أنه البلد دي ح تتصلح وح تترتب وح تنضف من كل وسخ ومن كل حاجة ما بتشبه السودان..وأنا رغم فقدنا لأخونا خالد لكني متفائل جدا أنه السودان ح يرجع أفضل وأقوى.
* شنو الشروط المطلوب تتوفر عشان يتحقق الوطن البتحلم بيهو؟
– التعليم أول حاجة.. نهتم بالمناهج من مرحلة ما قبل الروضة ويكون منهج واحد لكل السودان.. وأول حاجة نضع منهج للتربية الوطنية.. تصدق يا خليفة أنحنا بمجرد ما وصلنا فرنسا عملوا لينا ضمن برنامج الدمج محاضرات في تاريخ فرنسا من بدايته لغاية الآن درسناه كله في أربعة أيام.. أنحنا تلقى شاب اتخرج من الجامعة ما عارف بلده اتحرر متين وكيف من الاستعمار..
* ولو كنت المسؤول وفي يدك القلم الأخضر؟
– أجمع كل العقول والخبرات السودانية وأطلب منهم خطط ونظام للبلد.. ثانيا أعمل كشة محترمة لكل واحد ما سوداني دخل بطريقة غير نظامية وقعد بطريقة غير قانونية وبقى سيد بلد..وديل جزء كبير منهم بقوا مرتزقة مع المليشيا..سايقين ركشات ومستأجرين بيوت وسط كل الأحياء ومعظمهم لقيناهم خلايا نائمة..لازم ينضفوا..ولازم ننضبط ونقدّر النظام ونفعّل القانون..
* لو قلت ليك اختار فترة تتمنى ترجع ليها تاني
– 1978..
* ليه؟
– دي سنة تأسيس فرقة الأصدقاء وقدمنا فيها مسرحية (المدرسة المختلطة)..
* الناس دائما بتربط بين فرقة الأصدقاء وبرنامج محطة التلفزيون الأهلية مع الراحل المقيم الفنان عبدالعزيز العميري عليه رحمة الله
– صحي الناس متخيلين أنه الفرقة طلعت من البرنامج.. الصحيح أنه الفرقة اتأسست من مجموعتنا وكنا فعلا أصحاب من أولاد ام درمان الثورة..
* بتتجمعوا وين؟
-كنا بنتلاقى في كوبري الحارة الأولى ونعمل بروفاتنا هناك وبعدها في نادي المهدية في الحارة العاشرة..واشتغلنا على الاسكتش
* قبل البرنامج كنتو بتشتغلوا وين؟
– جامعة الخرطوم ومعهد الكليات التكنولوجية والمدارس.. نكاد نكون شغالين على مدار الأسبوع.. ولمّا العميري كان بفتش لفرق للبرنامج قدمنا أنحنا وده زاد من انتشارنا وشهرتنا..
* الأصدقاء تجربة ومدرسة جديرة بالاحترام ..
– لأننا كنا مترابطين.. تعرف يا خليفة حتى الأسر حقتنا ارتبطت ببعضها.. لأنه كان عندنا برنامج ثابت كل 15 يوم نعمل لمة شاي وزلابية في بيت واحد من أعضاء الفرقة وشرط تجيب أسرتك..أمك وأبوك وأخوانك وغيرهم..أهلنا هم الساندونا لأنهم شايفين أنحنا بنعمل في حاجة كويسة..
* مؤسف أنها تتوقف
-للأسف.. حاجات كتيرة في البلد وقفت وحاجات اتراجعت.. لكن نقول لي خير ..صدقني بتتصلح
* الآن انتو متواصلين مع بعض
– طبعا..ويوميا..عندنا قروب فيه شلة الأصدقاء كلهم..بنتابع أخبار بعض. و(نخستك) مع بعض برضو (نضحك)..
* عندنا تجارب مسرحية خارج الفرقة؟
– عملت مسرحية أطفال (أحكي يا راوي) واشتغلتها مع فرقة سنبل.. كانت تجربة مميزة جدا.. أنا كنت بكتب في المسرحية في البيت وكل ما انتهي من كتابة لوحة تجي سهام تقرأ النص وتكتب عليه أغنية..شلتها أديت الأغاني لملحن كبير وبدينا في البروفات ..وبقينا منتظرين الأغاني تجهز قلت للأطفال تعالوا نرسم حركة لأغنية بلحن مني لغاية ما تجينا الألحان .. وفعلا بدينا وأثناء ما أنحنا شغالين جا الملحن وسمع الأغنية..قام سألني قال لي ده لحن منو قلت ليهو دي حاجة ساكت كدة عشان نرسم بها الحركة قال لي أبدا ده شغل جميل وأنا ما بديك ألحان لأنه ده اللحن المناسب واتورطت في باقي الألحان.
* أذكر إنه عروضها حققت نجاح كبير
– الحمد لله.. مرة شاركنا في مهرجان وفزنا بجائزة الأشعار والتمثيل والألحان والاخراج.. ويوم توزيع الجوائز أنا كنت جاي من بورسودان والطيارة اتأخرت والجماعة استلموا الجوائز وجوني انتظروني في المطار وعملوا احتفال قدام صالة الوصول ..طبعا جو ناس الأمن يسألوا عن الحاصل لما عرفو القصة نظموا لينا دائرة وتمينا احتفالنا..
* وشنو حكاية الشماشة الاحتلو الصالة في واحدة من مسرحياتك؟
– (يضحك) دي حصلت في مسرحية (آه ونص) ودي المسرحية قالت عنها الممثلة الراحلة زينب محمد أحمد(زينب التكلة) انها القدمتها للناس..طبعا زينب اتوفت قبل أسابيع في القضارف بعد نزحت من مدني عليها رحمة الله
* ربنا يتغمدها برحمته
– مرة وانحنا بنجهز للعرض في مركز شباب أم درمان جا عدد من الشماشة وقعدوا في الكراسي ..سمعت واحد من عمال المسرح بطرد في ناس لقيتو معاهم وداير يطلعهم برة سألتهم قالو لي كنا دايرين نحضر قلت ليهم تحضروا طوالي..وفعلا حضروا العرض واتفاعلوا جدا معاه..بعد العرض جوني وقالوا لي ممكن نجيب اخواننا واصحابنا يحضروا قلت ليهم طوالي.. وفعلا ظلوا طوال أيام عرض المسرحية عندهم مكان مخصص يجو يحضروا العرض.. وبقت علاقة بينا وبينهم..مرات لما تكون في زحمة مواصلات في موقف الشهداء ألقاهم دخلوا بشباك الحافلة يحجزوا لي أو لأي واحد من أبطال العرض..
* وأخيرا يا منعم
– تفاءلوا يا جماعة ..أي بلد عظيمة قامت فيها حرب بعدها بقت أفضل وأقوى..وأنحنا بلد غنية بخيراتها وقبل الخيرات بي ناسها.. أبشروا وبشّروا بالخير الجاي..