
الوزيرة ليمياء (بلدوزر) حكومة الأمل .. ويوم العودة العظيم
فنجان الصباح
أحمد عبدالوهاب
*كنت من اول يوم واول طلقة ضد خروج الحكومة الاتحادية من ولاية الخرطوم.. كان عليها تبني خمتها و ان تضرب فسطاطها حتى لو في السروراب.. او حطاب.
*وكم كان موجعا جدا لي ولغيري ومؤلما عبارة القحاطة عن حكومة بورسودان بكل ما تحمله من معاني الهزيمة والحلم بالنموذج الليبي والايحاء بقيام دولتين.
*لقد تحمل الجيش والمستنفرون عبء تحرير العاصمة ودفعوا فاتورة عالية وتضحيات عظيمة لا ستنقاذها من فك تمساح (عشاري).
*وكان المأمول ان يكون تحرير الخرطوم عاصمة اللاءات وارض البطولات وملاحمها الاسطورية اكبر حافز لعودة الحكومة إلى الخرطوم.. كان بميسور من فاته شرف البقاء فيها وسط النيران والثبات في عز القتال لاخر لحظة. ان لا يفوتنه شرف ان يكون في ( اول الواردات) واول العائدين لعاصمة الصمود.
*ولكن كعهدها في كل شؤونها وخطاها تتلكأ الدولة من مجلس سيادتها إلى اصغر مسؤول فيها عن العودة ومغادرة بورسودان.
*وبمقدم حكومة الأمل كان الأمل ان لا تغيب شمس يوم ادائها اليمين الدستورية الا وهي في الخرطوم.
*ولكن طفقت الدولة تحض الناس على العودة فيما كانت متمترسة في ثغرها الاغبر منتظرة عودة المواطن النازح الفقير.. بدل ان يكون الوزراء اول من يضحي وتخر من يستفيد.
*ومن دون وزراء ذوي اشناب ورتب والقاب انبرت الدكتورة ليمياء عبد الغفار وزيرة وزارة مجلس الوزراء وبلدوزر حكومة الامل وقادت الحملة وبادرت بدخول العاصمة بينما الاخرين ينتظرون انقشاع العاصفة.. لقد ضربت السيدة الوزيرة المثل على جسارة حواء السودان خصوصا في اوقات المحن مثلما فعلت قبلها (رابحة الكنانية).. وهي تقطع المفازة
وهي تتجشم المخاطر لتبلغ الامام المهدي بخطر داهم ممثلا في حملة هكس باشا.
*ولانها رائد لا يكذب اهله فقد كانت الدكتورة ليمياء تزمع الرحيل للخرطوم وتدشن مشروع العودة وحبر توقيعها على قرار عودة مؤسسات الدولة إلى العاصمة لم يجف بعد.. فيما لا زال كثير من السادة الوزراء وكبار قادة العمل التنفيذي وقد طاب لهم البقاء بساحل البحر يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى خوفا من العودة الي العاصمة المسكونة باشباح القناصة وزئير المدافع وعواء الرصاصة.. والمشحونة بمسيرات بعوض الانفوليس والزاعجة المصرية.. ان تحية عاطرةيستحقها السيد وزير الاعلام الذي كان في طليعة من لبوا النداء.. وتقدم منسوبي وزارته عائدا للخرطوم الجريحة.
*ان قرار عودة مؤسسات الدولة إلى مضاربها بالعاصمة المثلثة يتعين ان يواكب ذكرى الاستقلال المجيد ليقترن بيوم العودة العظيم كما ينبغي ان يكون تنفيذ هذا القرار هو المعيار الاول لدى الدكتور كامل ادريس لبقاء الوزير او ذهابه غير ماسوف عليه.
*وتحية كبيرة لكل المرابطين بالعاصمة منذ اول طلقة غادرة وإلى خروج آخر مرتزق لعين.. تحية تشمل اسد امدرمان اب عاجات الفريق ياسر العطا وابطال القيادة العامة من لدن ليث العرين الفريق أ محمد عثمان الحسين واركان حربه وكافة فرسان القيادات العسكرية في المخابرات الي اسود الدروع والمهندسين وكرري وبحري.. وتحية خاصة للسيد والي الخرطوم واعضاء حكومته.
*وتحية للسيدة وزيرة مجلس الوزراء وهي تقدم الانموذج السوداني المعاصر لرابحة الكنانية.. وهي تعيد للخرطوم العاصمة لقبها المعقود وألقها المفقود وامانها الموؤد.
*ويا شيبة ضرار ايدك والعافية اطرد من الساحل كل متخلف او متخاذل
ولا نامت اعين الجبناء.