وليد زاكي الدين لـ(أصداء سودانية) : “يلبسون شخصية السوداني وهم أبعد ما يكونون منها” (1-2)
الحرب قُصِد منها مسح الهوية الثقافية... وأكثر ما آلمني تدمير المتحف والعبث بالإذاعة ومكتبتها
الفنان وليد زاكي الدين منذ ظهوره الأول عُرف بالجدية في تقديم مايطرح من فن وظل دائماً يقدم الجديد الممتع وفق رسالة خطّها لنفسه واعدا إياها بتقديم كل ما من شأنه الإرتقاء بالفن السوداني والذوق العام. التقينا به في القاهره وتجاذبنا معه أطراف الحديث فكان هذا الحوار في جزئين:(١-٢)
حوار حنان الطيب
+بداية كيف أثرت الحرب عليكم كفنانين؟
-يقول : بالتأكيد التداعيات التي تفرضها الحروب تأثر في المقام الأول على الشعب وكل أصحاب المهن التي تتعامل وتتفاعل مع المجتمع ،ولعل الحرب في بلادي أتت بمفهوم منذ اندلاعها بأن تركز المليشيا على تهجير الآمنين من مناطقهم وتدمر شكل الحياة ومكوناتها الثقافيه بصورة لم يستوعبها الشعب إلا بعد فقد كل مكونات الإستقرار والتعمد على مسح الهويه الثقافية التي نشأت منذ أن أوجد الله انسان السودان في هذه البقعة المباركة. وبالنسبة للفنانين حالهم حال المجتمع الذي ينتمون له ويعبرون عنه لم يجدوا سوى البحث عن مكان يستطيعون منه أن يقوموا بواجبهم تجاه وطنهم و أتحدث هنا عن الفنانين الذين يعون دورهم تجاه أزمة انسانية كالتي حدثت لكل أهل السودان، وبما أن الفنان هو لسان حال مجتمعه، نجد أن صوتهم موجود وفعلهم مرئي واحساسهم الفطري بأن ينعم الجميع بالأمن والإستقرار وكان المقام في أول أيام الحرب البحث عن وسيله تنهي خسائر الأرواح ظناً بأن من في الطرف الغاشم يحملون مفاهيم الأخلاق السودانيه، ولكن بدا بما لا يدع مجالاً للشك بأنهم مرتزقة لا رؤية لهم سوى الإنتقام من الشعب المسالم ونهب ما يملكون وقتل شبابه وترويع وذلة كباره بدون أخلاق تحترم الإنسان، مما جعل جميع من كانوا ينادون بلا للحرب من الشعب المخدوع أن يستوعبوا بأن المليشيا لا يعنيها السودان في شئ ولا يعنيها التاريخ ولا الأرض ولا الإنسان في شيء، وأكثر ما آلمني استهداف التراث التاريخي للسودان بنهب وتهديم وتدمير المتحف القومي والعبث بالإذاعة ومكتبتها التي تحتوي على تاريخ المجتمع السوداني، ومن ذلك التصرف الذي تبعه قتل وتشريد العُزّل من ديارهم اتضحت النوايا من هذة الحرب بأن يُمسح الشعب السوداني وحضارته من الوجود ونهب مقدراته ورميه في قاع الفقر والمرض.
لذلك كل الفنانين الحقيقيين يقفون مع الأمل الوحيد لإفشال هذا المخطط الدنىء ألا وهو جيشنا الذي يحمل قومية الانتماء ونحن بالروح للسودان فداء فلتدم انت أيها الوطنُ.
ولا نخفي فخرنا كموسيقين وفنانين بالتضحيات والأرواح التي فقدناها من الموسيقين الذين تقدموا الصفوف في صد العدوان على الشعب، والتحية لكل المرابطين والمدافعين عن شعبنا بالكلمة والنغم والوجود مع الناس في هذة المهنه ، ونسأل الله أن ينصر جيشنا على الغزاة الذين يلبسون شخصية السوداني وهم ابعد ما يكونون منها .
وليس منا من لم يحترم صغيرنا ويوقر كبيرنا .
نصر من الله وفتح قريب.
+هل توقف الإنتاج أم ازداد؟
-لابد من أن يزداد الإنتاج بالتأكيد فالوضع يحتاج من كل أفراد المجتمع أن يقدموا ما بوسعهم في هذه الظروف، فالمقام مقام حرب وكل من يستطيع أن يقاوم من أجل وقف الدم السوداني يجب أن يعمل ذلك، ولا أعني بذلك بلا للحرب لان الوضع تخطي ذلك وافرز نوايا أصبحت واضحة في واقع الأمر الحالي ، ومنذ بداية الحرب وحتى الآن تم إنتاج ونشر عدد كبير من الأعمال الوطنيه والعروض الفنيه الوطنيه حول العالم أينما وجد الفنان السوداني وهي موجودة في السوشال ميديا بكثافه للذي يبحث عنها، وعلى المستوى الإنتاجي قام الفنانون بالإنتاج من نفسهم وهذا لعمري هو سلاحهم الذي يستخدمونه في الحرب اذا لم يكن في الميدان بالبندقيه فهو في الساحات بالكلمه والنغم.
بدأت بتقديم( باكر بتفرح يا وطن) قبل الحرب وتبعتها باغنيات وطنيه في شهر رمضان المنصرم ،وآخر عملين تم انتاجهم الان أوبريت (ده السودان) بمشاركة مع الفنانين جمال فرفور وريماز ميرغني وايلاف عبد العزيز.
وأوبريت آخر انتهينا من تسجيل الصوت وهذه الأيام نقوم بتصويره بمشاركة من فنانين شباب من ولايات السودان المختلفه ومشاركه فنانين مصريين ويحمل الأوبريت اسم (يا سودان).
ونواصل