السفير صلاح حليمة: هناك توافق شعبي تجاه دمج أو حل الدعم السريع 

 

السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق :

  • وضعنا أربعة مسارات لمعالجة الأزمة السودانية وإنهاء الحرب 

  • منبر جنيف لا يختلف كثيرا عن منبر جدة

  • مصر رعت الحوار السوداني – السوداني و كانت نتائجه جيدة

 

حاوره – محمد الفاتح :

 

* سعادة السفير كيف تنظر للحرب في السودان ؟ 

 

-هي حرب اضرت السودان ، اكثر من انها أفادت، أضرت بالشعب و الدولة، وأضرت الجوار و المجتمع الإقليمي و الدولي ، وهي حرب لن ينتصر فيها أي طرف ، ولا فائدة منها ، ولا أريد أن أقول إنها حرب (عبثية)، ليس لها هدف ، لأن القوات المسلحة تتحدث عن تمرد يجب حسمه ، والدعم السريع يقول أنه يريد التحول الديمقراطي ، وهذه الوسيلة لن تحقق الهدف ولو على المدى الطويل.

 

*إذن ما هو الحل ؟ 

 

-لابد من التوافق بين المجتمع السوداني و كافة مكوناته وأطيافه، من المجتمع المدني و السياسي و أطيافه المختلفة لإيجاد حل جذري ينهي هذه الأزمة.

 

*حدثنا عن دوركم في المجلس المصري للشؤون الخارجية لحل الأزمة السودانية ؟

 

-المبادرة التي طرحناها في المجلس، هي أن يكون هناك تمثيل كامل وشامل ومشاركة للشعب السوداني للتوصل إلى توافق بينهم في أربعة مسارات، هي مسار إيقاف الحرب، و مسارمعالجة الأوضاع الإنسانية، ومسار البناء والإعمار، ومسار التوافق السياسي ، هذه الشمولية يجب أن تكون بمشاركة الدول و المنظمات لوضع معالجة حقيقية للوضع في السودان ، بعد التشخيص، لأن هناك استقطاب حاد وانقسامات ، واستقطابات من دول و منظمات ، وتم طرح العديد من المبادرات، لكنها لم تحل الأزمة ، ومن هنا أتت فكرتنا و مبادرتنا على أن تكون بمشاركة الجميع من القوى السياسية عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول ، والمبادرة اخذت بالنجاحات التي تحققت في بعض المبادرات، وأولها النأي بالمؤسسة العسكرية من العمل السياسي، و هذه نقطة مهمة ، يجب التوافق عليها ،كما أن هناك توافق شعبي تجاه دمج أو حل الدعم السريع ، وهناك مبادئ أساسية لابد العمل بها، وهي أن يكون الحوار سوداني – سوداني ، من أجل المحافظة على سيادة الدولة السودانية ، و الحفاظ على مؤسساتها ، لان هناك توافق شعبي من كل أطياف المجتمع السوداني ، لذلك مبادرتنا تدعم ما خرجت به مفاوضات جدة.

 

*لماذا لم يحقق منبر جدة وقف الحرب رغم جولات التفاوض ؟ 

 

-لأن ليس هناك أليات للتنفيذ، و عندما نتحدث عن وقف إطلاق النار يتطلب ذلك وجود مراقبين لمتابعة الاتفاق حتى لا يحدث أي اختراق، وتنفيذ أي بنود تتعلق بقرار وقف إطلاق النار ، مثل خروج قوات الدعم السريع، من المنازل والأعيان المدنية ، لذلك مبادرتنا تحدثت عن وجود آليات ، وعدم دعم الأطراف بالسلاح من الدول الاقليمية ، ووقف العدائيات ووقف إطلاق النار، وربطه بمنبر جدة و مبادرة دول الجوار، وهي الأكثر حرصا لتحقيق الأمن.

 

*هل مبادرة المجلس يمكن أن تنجح وتحدث إختراق حقيقي؟ 

 

-المبادرة بها شمولية، ولدينا رؤية شاملة لمعالجة المسار الأمني و الإنساني ، وهناك بنود متفق عليها ، خاصة في مجال المساعدات و عقد مؤتمرات خارجية للجاليات السودانية و مشاركة مجتمعات دول الجوار مثل المجتمع المصري ومشاركة رجال الأعمال لمعالجة الأوضاع الإنسانية.

 

*وماذا عن المسار السياسي ؟ 

 

-لابد من ايجاد أفق سياسي ، لانه يسهل تحقيق وقف اطلاق النار ومعالجة الأوضاع الإنسانية ، ونحن هدفنا في المبادرة تكوين حكومة كفاءات غير حزبية، يتم التوافق عليها بين الأحزاب السياسية، وعدم تسيس المؤسسة العسكرية ، ونحن جلسنا مع كافة الاطراف السياسية التي اجتمعنا معها اتفقت معنا في هذا الأمر ، ثم وضع دستور دائم خلال الفترة الإنتقالية بمشاركة الشعب السوداني.

 

 *حدثنا كيفية البناء والاعمار ؟ 

 

-لابد من وجود رؤية شاملة من الدول الخارجية لمراقبة و متابعة وبتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف وفق توافق بين تلك الدول

 

مفاوضات جنيف هل هي اختطاف لمنبر جدة ؟

 

لا .. لأن الولايات المتحدة هي من دعت له وهي طرف أصيل في منبر جدة ، ومنبر جنيف لا يختلف كثيرا عن منبر جدة، لأنه يركز على وقف اطلاق النار، ومعالجة الأوضاع الإنسانية، وانا أشير إلى إننا في مبادرتنا في المجلس تحدثنا عن ضرورة اشارات أن يكون هناك دور للمجتمع المدني ، ووجود مسار سياسي لأنه المهم.

 

 

*مجلس شؤون الخارجية المصري هل له تنسيق مع أي دول ؟

 

-لا .. لكن هناك بعض الدول و المنظمات اتصلت بنا لمعرفة المبادرة، وهي مبادرة سودانية جاءت للمجلس المصري وكانت تحت رعاية المجلس المصري

 

*الشعب السوداني كان يأمل في دور أكبر من الجانب المصري ، خاصة قبل حدوث الأزمة ؟ 

 

-مصر بدأت بمبادرة دول الجوار ، وتهتم بما يدور في السودان ، واجتمع كبار المفكرين وأخرجوا المسارات المذكورة ، بغرض التوصل لاتفاق لإنهاء الأزمة ، وتصاعد الدور المصري في حل الأزمة ، وهناك تعدد في المبادرات و الاستقطابات، ومصر رعت الحوار السوداني – السوداني، و كانت نتائجه جيدة حيث تم الاتفاق على تكوين جيش وطني يعبر عن مكونات الشعب السوداني و غير مسيس، وحماية الشعب السوداني

 

* ماذا انت قائل عن اوضاع الوافدين السودانيين في مصر ؟

 

مصر تستضيف 10 مليون من الدول العربية، من بينها السودان، وهذا يتطلب بذل مزيد من الأعباء الخدمية والأمنية ، ولا بد للدولة ان تعمل على تقنين أوضاع هؤلاء ، وهناك مدارس سودانية و وفروع لجامعات فتحت في مصر، على أصحاب هذه المدارس والحامعات بعض المستلزمات والمتطلبات التي يجب الالتزام بها ، ومن ثم وضع التسهيلات لها، وشي طبيعي تظهر بعض الإشكالات المحدودة في هذا الأمر والتي ستتم معالجتها.

*في المقابل هناك شكاوى من السودانيين في تأخر إجراءات ومنح الإقامة للسودانيين ؟ 

 

-نعم سمعنا بهذه المشكلات ، و تم رفعها للجهات المعنية وهي على علم بها ، ولكن عندما تأتي من عدة أطراف يمكن أن تكون هناك معالجات أكبر، و نحن إستمعنا لكل المشكلات و التحديات التي تواجه الإخوة السودانيين.

 

*الرئيس السيسي ووزير الخارجية أيضاً تحدثوا بإيجابية عن هذه القضايا ؟

 

-نعم صحيح الحكومة المصرية تولي اهتمام كبير بهذا الجانب.

 

*إذن ما هو دور المجلس المصري في هذا الجانب ؟ 

– نحن نتحدث دائما عن هذه الموضوعات ، و ذهبنا لأبعد من ذلك، في البحث عن كيفية إيقاف هذه الحرب الدموية التي أضرت بالسودان

 

*هنالك عدد من منسوبي دول الجوار شاركوا في حرب السودان كيف لهذه القضية؟ 

 

لابد من العمل على دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وكل من أتى من الخارج يعود من حيث أتى

 

*هنالك بعض الصعوبات تواجه المواطنين السودانيين في الحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر؟ 

 

-السفير المصري بالسودان هاني صلاح يقوم بعمل كبير و يجري تواصل مع كافة المجتمع والحكومة المصرية و نحن لدينا تواصل معه عبر المجلس المصري من أجل تسهيل إجراءات الدخول.

 

*كلمة أخيرة ؟ 

 

-يجب أن يتوافق الشعب السوداني على كافة الجوانب التي تساهم في وقف الحرب ونبذ الخلاف، و لابد من ابتعاد القوى السياسية من استخدام القوات المسلحة ، وعلى الجيش النأي بنفسه في التعامل مع الأحزاب أو القوى السياسية ، والشعب السوداني لديه قدرات و امكانيات اذا توافقت كافة قطاعاته من أجل مصلحة الوطن ، والأحزاب تتنافس عبر صندوق الانتخابات ، التوافق بين المجتمع مهم من أجل المصلحة العام.