آخر الأخبار

الفاشر ونجوم (داري شمعتك تقيد)

شوف عين

معاوية محمد علي

 

 

*بينما أعلن عدد من نجوم العالم في كافة المجالات، تضامنهم مع أهل الفاشر، وبينما يصرخ عدد من نجوم مصر وعلى رأسهم احمد ماهر وضياء الميرغني ومحمد الصاوي، وبالصوت الجهير عسى يسمع العالم ويصحى ضميره النائم، بينما كل ذلك يحدث، صمت نجوم كبار (من عندينا)، ومشوا (على الحيط)، وكأنهم (صم بكم عمي)، لم يفتح الله عليهم بشطر كلمة، فلسان حالهم (لا نسمع، لا نرى، لا نتكلم).

*كثيرون هم، في الغناء والموسيقى، الأدب ،الشعر ،الإعلام ، التشكيل،المسرح والدراما، وحتى الرياضة، كانوا بالأمس يملأون الساحة ضجيجا، ويملأون مواقع التواصل الإجتماعي بالتصريحات وإعلانات الحفلات وتنظيم المعارض والأمسيات، لكنهم عندما جاء وقت حوبتهم، وجاء الوقت الحقيقي لنسمع أصواتهم، تواروا عن الأنظار وتعاملوا على طريقة (داري شمعتك تقيد).

*لم نكن نريد منهم إبداء أي وجهة نظر حول سقوط مدينة الفاشر، فذلك طبيعي ومفهوم ومعلوم في قاموس الحروب، التي يتقدم فيها طرف ويتأخر طرف، وينتصر طرف ويخسر طرف، فالحرب كر وفر، لكن نريد أن نسمع صوتهم في ما حدث لأهلنا في الفاشر من مجازر وانتهاك ومعاناة من ويلات الحرب،وقبلها معاناة الحصار الذي دام أكثر من عامين، كان زادهم فيها الصبر، وشرابهم فيها الإيمان بالوطن والأرض.

*كنا نريد من هؤلاء أن يسمعوا صوتهم للعالم، وأن يلفتوا أنظار الإنسانية إلي مواطنين عزل تتم تصفيتهم بغل غريب، ويتم إنتهاك حرماتهم وحقهم في الحياة بصورة هي الأبشع على مر التاريخ.

*لا نريد أن نذكر أسماء من تلك التي لاذت بالصمت، ولكنا نتساءل: مم يخاف هؤلاء؟ او إلى ماذا يهدفون من وراء هذا الصمت المريب، ألا يكفي بعضهم أن يتمشدق بلبانة الحياد التي يلوكونها على مدار اليوم!

ثم أي حياد في ما يحدث من مجازر وانتهاكات لم يتعرض لها شعب في العالم من قبل.

أي حياد وشيوخ ركع واطفال رضع ونساء لا حول لهن ولا قوة، يصب عليهم العذاب صبا، وتنكل بهم المليشيا تنكيلا.

*المؤلم أن بعض هؤلاء ما زال يحدث الناس عن مشروعاته، وعن أعماله الجديدة.

والمؤلم اكثر ان البعض في الرياضة يحدثنا عن شكوى تقدم بها البوليس الكيني ضد الهلال، وعن انسحاب الفريق من المشاركة في الدوري الرواندي، وفي الجانب الآخر يحدثوننا عن مباريات ودية للمريخ في ليبيا.

*هل نحن في (حلم ولا في علم)، فأي مشاريع وأي دوري، يستحق هذا الإهتمام على حساب الصمت عن أكبر مأساة إنسانية تعيشها البشرية، وعلى حساب وطن يتشظى.

إن التاريخ لا يرحم وان للشعب ذاكرة لا تنسى، فقد وضح ان كثيرا ممن كنا نطلق عليهم ألقاب النجوم، وضح أنهم نجوم من ورق، ونجوم من وهم، صدقناه وعشنا عليه اعواما طويلة.

*وشكرا لكل نجومنا الحقيقيين الذين يعون رسالة الإبداع، شكرا نجوم مصر، فالفن هو الإحساس بالآخر وهو هبة الوهاب لأصحاب الضمير الحي، ولا عزاء لجماعة (أضان الحامل طرشا).

والمكتوب في الجبين لابد تراه العين.