
جرائم المليشيا نسخة الفاشر
موقف
د.حسن محمد صالح
*السياسيون في المليشيا يتذاكون على العالمين بأن ما يحدث في الفاشر من جرائم يندى لها جبين الإنسانية قام بها ابو لؤلؤ وحده فهم يسوقون إلى أنها عمل فردي بعد أن لم يعد هناك مجال للإنكار وقد أصبح كل اعتداء على المدنيين العزل من الشيب والنساء والولدان على المكشوف بالصورة والصوت وثقه الجنجويد بأنفسهم .
*الجرائم ضد الإنسانية في الفاشر كانت تمارس في ذات التوقيت في مدينة بارا بشمال كردفان على يد المليشيا وكان الفاجر ابو لؤلؤ في الفاشر فمن قتل نساء وأطفال وشيوخ بارا شمال كردفان غير عناصر المليشيا الموجودة هناك ؟ يتباهى ابو لؤلؤ بأنه قتل تسعمائة من ضحاياه في الفاشر وحدها وينوي إتمام عدد القتلى إلى ألف قتيل .
*الإحصاءات الأولية تقول إن عدد القتلى على يد المليشيا في الفاشر تجاوز الألفي قتيل عند بوابة المدينة ( ضمن عمل ممنهج ومنظم من قبل مليشيا التمرد ) وليس ابو لؤلؤ وحده من قتل وسلب ونهب .
* وبعيدا عن بوابة الفاشر ظلت عناصر المليشيا المسلحة ومن على متن سيارات الدفع الرباعي تلاحق الفارين من المدينة وتقوم بقتل من يختبئ من المواطنين العزل داخل الحشائش أو في الوديان والخيران و يتم أخذ ما عندهم من هواتف أو نقود أو ملابس قليلة خرجوا بها من بيوتهم التي غادروها على عجل٠
*حسب التقارير الواردة من هناك قامت المليشيا المتمردة باختطاف الكوادر الطبية العاملة بالمدينة وطالبت بفدية مالية مقابل كل كادر طبي من الكوادر التي كانت تداوي جراح وآلام المواطنين بالفاشر .
*انتقل ذات الجرم للمواطنين الذين تلقى عليهم مليشيا آل دقلو الإرهابية ( القبض) في الطرقات وتجبرهم على مخاطبة ذويهم عبر فديوهات مسجلة أما أن ترسلوا لقوات الدعم السريع مبلغ خمسة عشر مليار جنيه أو تتم تصفيتي: يا اختي فلانة ويا امي وقد ظهر هذا الفيديو لعدد من الشباب تم وضعهم في صف جاثين على ركبهم ومن خلفهم مسلحين يصوبون البنادق إلى ظهورهم لإجبارهم على مطالبة اهلهم إرسال الأموال على عجل أو الاجهاز عليهم بالبنادق مباشرة وتصفيتهم على يد المليشيا المتمردة.
*مستشار حميدتي المجرم عبد المنعم الربيع ( عادة المستشار لا يقرر في أمر الا إذا وجد الضوء الأخضر من رئيسه ) هذا المستشار اللعين قال للأوباش اقتلوا الفلانقايات ولا تأخذكم بهم رحمة أو رأفة ولكن بشرط يتم القتل من غير تصوير بالكاميرا وبالفعل تم قتل أعداد مهولة من المدنيين العزل بعيدا عن التصوير أما بالرمي بالرصاص من بعيد (أثناء فرار الضحية) أو بالتدوين المدفعي أو بالمسيرات وما خفي أعظم وأظلم .
*الأدهى والأمر أن المستشار الربيع يمارس التحريض على العنف وقتل الأبرياء وهو في بريطانيا من غير ان تتم محاسبته أو تقديمه لمحاكمة وهذا يعني التواطؤ مع هذه المليشيا وأعوانها الذين يجوبون العواصم الغربية باسم المفاوضات كما هو الحال مع القوني حمدان شقيق المتمرد حميدتي الذي تفرض عليه الخزانة الأمريكية عقوبات اقتصادية مالية وتجارية ولكنه هذه الأيام مع مجرمين آخرين في العاصمة الأمريكية واشنطن عزيزا مكرما.
*ذرا للرماد في العيون يتحدث المتمرد عبد الرحيم دقلو قائد ثاني مليشيا ال دقلو المتمردة أمام المرتزقة في الفاشر عن معاملة المواطنين داخل مدينة الفاشر المعاملة الكريمة ودماء الأبرياء التي اراقتها المليشيا تسيل تحت أقدامه أنهارا. بعض المواطنين العزل وصلوا إلى (طويلة) بعد رحلة فرار من الموت سيرا على أقدام حافية وأجساد عارية .إحدى النساء تقول : انه تم قتل زوجها وابنها بالفاشر وتم نهب نقودها وهاتفها وهناك آلاف المواطنين في الفاشر لم يصلوا إلى طويلة وعلى الأرجح أنهم قتلوا .
*خيرا فعلت حكومة السودان وهي تأمر مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بمغادرة البلاد ويجب أن يشمل هذا الابعاد كافة منظمات الإغاثة الدولية التي تواطأت مع التمرد وهو يحاصر الفاشر ويمنع عن أهلها الماء والطعام والدواء وبعد احتلال المليشيا للمدينة تريد هذه المنظمات الأجنبية الدخول إلى الفاشر من أجل تقديم المعونات الإنسانية لعناصر التمرد بدلا عن المواطنين الذين لم يعد لهم وجود بعد عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والقتل على الهوية التي قامت بها المليشيا في فاشر السلطان .
*جريمة الفاشر ليست هي الحلقة الأخيرة في مسلسل جرائم مليشيا الدعم السريع في الهلالية وود النورة والتكينة والجموعية وصالحة وبارا والتي غض المجتمع الدولي الطرف عنها جميعا.
*الآن جعل مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا من إسقاط مدينة الفاشر بعد عامين من الحصار والتدوين والتجويع فرصة للتعبير عن احتفائه بسيطرة المليشيا على الفاشر وكل دارفور لتطبيق النموذج الليبي على السودان من خلال حكومة تأسيس ومن ثم الإجهاز على بقية السودان .
*ولكن هيهات فالمقاومة الشعبية المسلحة انطلقت والشعب أقسم على إعادة الفاشر وكل مدن السودان إلى حياض الوطن.