آخر الأخبار

انتهاكات الجنجويد في الفاشر… اللعنات تلاحق قادة تأسيس

 

  • التعايشي يلوح بالاستقالة من منصب رئيس وزراء الحكومة الموازية
  • الجنرال الحلو هل أدرك أنه وقع في الشراك الذي نصبته له مليشيا ال دقلو ؟
  • هل بإمكان الهادي ادريس إدارة رئاسة الإقليم من فاشر السلطان أم أنها مجرد أضغاث احلام؟
  • الطاهر حجر يعض بنان الندم وسليمان صندل توارى خجلا ويبحث طريق العودة
  • الغرق الإعلامية للمليشيا تستميت من أجل بقاء تماسك(تأسيس)

تقرير – دكتور إبراهيم حسن ذو النون:

من الواضح جدا أن الحكومة الموازية بنيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور للحكومة السودانية الشرعية قد دخلت في مأزق السيطرة على مدينة الفاشر وماتبع ذلك من انتهاكات فظيعة للقانون الدولي الإنساني ولابسط حقوق الإنسان و التي نقلت للعالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الإعلام الرقمية، وفي تقديري أن هذا المازق لم تعرف المليشيا الذي وقعت فيه مجموعة الجبهة الثورية (عبدالعزيز ادم الحلو-الطاهر حجر-الهادي إدريس ) ويضاف إليها محمد حسن التعايشي رئيس مجلس وزراء حكومة تأسيس والذي أدرك منذ الوهلة الأولي لاستباحة قوات الدعم السريع المتمردة لمدينة الفاشر والتي حولتها إلى مذابح أقل ما توصف أنها تشابه ماحدث في رواندا في تسعينيات القرن الماضي والتي شهد عليها العالم وأدان ما حدث بأشد العبارات والتي انتهت بعد ذلك إلى معافاة دولة رواندا بعد تطبيقها لمبادئ العدالة الانتقالية باحترافية.
اللعنات تلاحق قيادات تأسيس :


ماحدث بمدينة الفاشر بعد استباحتها بواسطة قوات الدعم السريع المتمردة والمستودة بمجموعات من المرتزقة من دول عديدة والمدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة جعل لعنات كل السودانيين تلاحق قيادات مجموعة تأسيس والتي شكلت حكومة موازية قبل أشهر مضت، خاصة قيادات تأسيس الذين ضمتهم الجبهة الثورية سابقا واستخدمتهم المليشيا المتمردة ليكونوا جزءا منها برغم حالة التباين بينها وبين المليشيا (من حيث الأهداف والاجندة) إلا أن تطبيق سياسة الجزرة والعصا قد حسمت جدلية الانتماء لقوات الدعم السريع المتمردة لقادة هذه الحركات وقد ذاقوا (عصا الدعم السريع الباطشة) في السابق والتي كانت متحالفة مع الحكومة على أيام الانقاذ والتي بسبب مليشيا الجنجويد قد دخلت بند توقيف المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، أما الجزرة فقد اغدق عليها حميدتي الأموال وسخر لهم ولقواتهم السيارات (البوكس دبل كاب) وسيارات الدفع الرباعي.
الاستقالة الوشيكة:
محمد حسن التعايش رئيس وزراء حكومة تأسيس التي سمتها المليشيا بالحكومة الموازية للحكومة الشرعية يبدو أنه سيكون أكثر المتوجسين خيفة بسبب ما أحدثته قوات التمرد من انتهاكات صريحة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان حيث علق أحد ظرفاء مواقع التواصل الاجتماعي في تدوينة له على منصة فيس بوك بقوله (يا اخونا التعايشي طبعا تكون انتهاكات الجنجا في الفاشر قد أكلت معاه جنبه) وقد صدق صاحب ذلك الحديث، فقد ابدى عدد من أعضاء بارزين في حكومة تأسيس عن توجسهم من أن تطالهم العقوبات الدولية بعد الانتهاكات البشعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع المتمردة ضد المدنيين العزل بمدينة الفاشر التي دخلتها في الأيام القليلة الماضية، وقال محمد حسن التعايشي رئيس وزراء حكومة تأسيس وفقا لتقارير صحفية نشرت مساء الثلاثاء أول أمس أن هذه الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع داخل مدينة الفاشر ستجبره على الاستقالة حتى يتفادى سيف العقوبات الدولية، مشيرا إلي أن هناك مصالح كثيرة تربطه بأمريكا والدول الغربية وعدد من المنظمات الدولية في إشارة إلي خطوته التي اتخذها حيال تسليم الجنجويدي علي كوشيب المطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية، وكان التعايشي إبان عضويته للمجلس السيادي الانتقالي قد اقنع المتمرد علي كوشيب من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بل سهل له مهمة الوصول إلي مقر المحكمة بحكم موقعه السيادي وقتها وصداقته لوزير العدل الأسبق دكتور نصرالدين حسين عبدالباري إذ أنه كان مطلوبا لديها نتيجة انتهاكات ارتكبها ببعض مناطق دارفور في العام( 2004) حيث صدرت له مذكرة توقيف من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والآن تجري محاكمته أمامها ووجهت إليه 31تهمة من المنتظر أن تصدر الدائرة الجنائية بالمحكمة الجنائية الدولية حكمها في مواجهته خلال شهر نوفمبر المقبل.

الحلو يسحب قواته:


أما عبدالعزيز ادم الحلو نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة تأسيس فقد تنصل من مسؤوليته تجاه الانتهاكات التي ارتكبتها قوات تأسيس عند دخولها مدينة الفاشر حيث قال أن قواته لم تشارك في المعارك الأخيرة ونفذت انسحابات من مناطق وجبهات القتال وذلك لأن حركته تتحاشى الاصطدام بالمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وقد اتخذ هذا الموقف كتدبير احترازي للمحافظة على تلك العلاقات، والمعروف أن انضمام المتمرد عبدالعزيز الحلو قد أثار عاصفة احتجاجات داخل الحركة الشعبية وخارجها وكل مكونات جبال النوبة (النوبة وعرب المسيرية وعرب الحوازمة )وقد تفجرت الأوضاع داخل الحركة الشعبية مما جعل الاستخبارات بالمقر الرئيس للحركة (كاودا) تنشط كوادرها لعمليات لصد كل الحملات المضادة التي صاحبت انضمام الحلو وتماهيه مع التمرد، وفي داخل الحواضن الاجتماعية للمليشيا أبدت مجموعات السلامات والبني هلبة ومسيرية لقاوا بغرب كردفان اعتراضها على ذلك التعيين باعتبار أنها الأحق بالتمثيل في المجلس الرئاسي لتأسيس فيما ابدى قائد ثاني الدعم السريع المتمرد عبد الرحيم الكثير من الملاحظات حول ضعف مشاركة قوات الحلو في العمليات حيث اشارت بعض التقارير الصحفية إن العلاقة بين الرجلين ليست (سمن على عسل) نتيجة تلكؤ عبدالعزيز الحلو بالمشاركة، ويبدو أن الحلو قد أدرك الشراك الذي اوقعته فيه مليشيا آل دقلو.

أضغاث أحلام إدريس :
أما المتمرد الهادي إدريس عضو المجلس الرئاسي لحكومة تأسيس حاكم إقليم دارفور يبدو أنه نتيجة ما حدث بالفاشر من انتهاكات جسيمة وفظيعة لمواطني حاضرة الإقليم العزل والذين اذاقتهم المليشيا المتمردة مرارة الحصار بكل تفاصيله الفاجعة ثم الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون الأبرياء عند دخول القوات المتمردة الفاشر والسؤال الذي يفرض نفسه علي السيد الهادي إدريس هو هل بإمكانه إدارة شئون الإقليم بعد تفريغ مدينة الفاشر من سكانها ام أن الأمر أبعد ل(لحاكم الإقليم الصوري في الحكومة الصورية)مجرد أضغاث أحلام ؟ أما الطاهر حجر والذي أشارت تقارير صحفية إلى أن الكثيرين من أهل عشيرته الأقربين وعدد مواطني قبيلته قد مستهم المليشيا وبقصد وسبق إصرار وترصد وعلى أسس إثنية وعرقية بانتهاكاتها ويبدو أنه يكون قد عض بنان الندم خاصة وأنه لم يحظ نتيجة تماهيه مع المليشيا المتمردة إلا بفتات عضوية المجلس الرئاسي لتأسيس حيث كان يمني نفسه بمنصب النائب لحميدتي ولكن جاءت رياح (التأسيس ) بغير ما يهوى (حجر) أما سليمان صندل فقد خرج من المولد بدون حمص فوازرة الداخلية التي سمي وزيرا لها لا وجود حيث لا مقر معروف لحكومته التي شكلها فحال سليمان صندل أن أهله من سكان مدينة فاشر السلطان في احياء المعاصر والمعهد واولاد الريف والنصرات والثورات والدرجة قد وجدوا أنفسهم مجددا في مواجهة مع الجنجويد وكرروا لهم ما حدث في كرنوي وكفوت وكتم والصيانة وامبرو وحادثة دامرة ام سيالة 2004م إلا مثال حي لتكرار ما احدثوه الآن الفاشر، وقطعا سيكون هو الآخر قد عض بنان الندم لانه ترك رفاق السلاح وأهل العشيرة ومنفستو حركة العدل والمساواة وتماهى مع مليشيا لا أمان لها.

الغرف الإعلامية والمهمة العسيرة:


بعد أحداث الفاشر التي وثقها العالم كل انتهاكاتها الفظيعة والتي تجلت فيها جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري لسكان مدينة الفاشرا دخلت الغرف الإعلامية في (فتيل)كما يقولون ويبدو أنها سنقاتل في أكثر من جبهة وياسمين من أجل تأسيس والتي ماتت في مهدها وزادت انتهاكات المليشيا من مقومات فنائها فماذا تفعل ليس أمام الرأي العام فحسب بل قياداتها التي تنصلت من ما قامت به ففي البداية قالت القيادات أن قوات تأسيس قد حررت الفاشر ولما انتهكت انتهاكات فظيعة تغيرت البيانات ونسبت ما حدث لقوات الدعم السريع فخاف التعايشي علي علاقاته الدولية وقال إن استقالته ستكون وشيكة والحلو غالبا ما سياوئ إلى ركن شديد في جبال كاودا والهادي ادريس وحجر ربما أعلنا العودة مجددا لاتفاق جوبا ويجعلنا (توبة نصوحة) أما سليمان صندل الذي جعلته انتهاكات الفاشر يتوارى خجلا ربما رواده الحنين للعودة للحركة الأم (العدل والمساواة) وربما توسط أهل من أعيان الزغاوة لدى الدكتور جبريل ابراهيم والمهندس ابوبكر حامد نور ليعود لبيت الطاعة (حركة العدل والمساواة) وبلا شروط.