التفاصيل الكاملة لملحمة الفاشر (2):
- مصدر موثوق: حفتر شارك في الهجوم على الفاشر
- ضباط إستخبارات من الإمارات لعبوا دورا محوريا في إسقاط الفاشر
- مرتزقة من جنوب السودان وكينيا وتشاد وأثيوبيا وخبراء من كولمبيا شاركوا في الهجوم على الفاشر
- مروحيات قتالية محملة بأسلحة حديثة للمليشيا هبطت بقاعدة الزرق وأم دافوق قبل الهجوم على الفاشر
تحقيق ــ التاج عثمان:
ما حدث في الفاشر وصمود القوات المسلحة لأكثر من سنتين تحت الحصار والقصف المحموم ملحمة بطولية وسابقة لم تحدث من قبل في كل المعارك بالعالم ويجب أن تدرس بالكليات والأكاديميات العسكرية.. هكذا حدثني أحد قدامى المحاربين السودانيين والذي كان يحمل رتبة عسكرية رفيعة عما حدث.. (أصداء سودانية) تكشف على حلقات من خلال هذا التحقيق معلومات وحقائق لم تنشر من قبل حول ما حدث بمدينة الفاشر والبطولات الملحمية التي سطرها الجيش السوداني والقوات المشتركة المصاحبة له بالدم والبسالة والجسارة التي نالت إعجاب ودهشة كل العالم
أسرار تنشر لأول مرة:

تفاصيل جديدة تحصلت عليها (أصداء سودانية) من مصادرها، تشير:” المليشيا قبل دخولها الفاشر قامت بقصف مدفعي عنيف وكثيف على كافة أنحاء المدينة، إستهدف كل أحياء الفاشر، بعدها بدأ إقتحام المدينة عبر 5 محاور بعربات مصفحة ومركبات قتالية لإختراق دفاعات الجيش والذي سطر أفراده بكل رتبهم العسكرية بطولات نادرة وملاحم لا يمكن ان تمحى من ذاكرة التاريخ العسكري السوداني تعكس شجاعة وبسالة الجندي السوداني التي إشتهر بها في العالم أجمع، حتى تمكنت من السيطرة من مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، والتي إنسحبت من بعض مواقعها لأسباب تكتيكية مما سمح للمهاويش السيطرة الكاملة على الفاشر.
وحول الدور الذي لعبته القوات المشتركة في الدفاع عن الفاشر أوضح المصدر:القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح ساهمت بفعالية في الدفاع عن الفاشر من خلال التنسيق العسكري مع الجيش في العمليات العسكرية، والدفاع عن المواقع الإستراتيجية كمطار الفاشر والفرقة السادسة مشاة، بجانب التصدي لهجمات الدعم السريع المتكررة والتي وصلت إلى (225) هجوما، كما انها حاولت إختراق الحصار المليشي لتأمين وصول الإمدادات الغذائية والطبيبة للمدينة المحاصرة، والتعاون مع الحركات المسلحة الأخرى مثل حركة تحرير السودان، والعدل والمساواة للدفاع عن الفاشر.
ترسانة أسلحة:
المعلومات المؤكدة التي تحصلت عليها (أصداء سودانية) تشير إلى أن قوات الدعم السريع المتمردة استخدمت أسلحة حديثة عند هجومها الأخير لإسقاط الفاشر، منها مدافع ثقيلة كمدافع الهاونات الكبيرة عيار (160) ملم، و(240) ملم.. ومدافع الهاوتزر عيار (130) ملم.. وقاذفات صواريخ كاتيوشا عيار (132) ملم.. والقذائف شديدة الانفجار (إتش إي).. والمسيرات القتالية المزودة بقذائف وقنابل هاون عيار (120) ملم، وهي صربية الصنع.. بجانب الأسلحة الصغيرة والخفيفة مثل البنادق الهجومية والرشاشات.. كما إستخدمت الدروع والمدرعات، منها المدرعات المعروفة باسم (في إن 4).. ودبابات (تايب 96)، ومدرعات (بي تي ار).. وأسلحة مضادة للطائرات ومنها منظومة للدفاع الجوي المحمولة (اس ايه 7).. وكما ترون ان المليشيا إستخدمت ترسانة من الأسلحة الحديثة للهجوم الأخير على مدينة الفاشر والتي وصلتها ــ حسب المصادر ــ عبر الامارات.. وهي مجتمعة تسببت في إزهاق أرواح آلاف المدنيين الذين كانوا داخل المدينة بجانب تدميرها للمنازل والبنيات التحتية بالكامل.
مصدر موثوق أكد للصحيفة ان الدعم السريع بدأ مؤخرا إستخدام طائرات مروحية لنقل الإمداد العسكري وقادة المرتزقة، وذلك إستعدادا لإقتحام الفاشر، حيث ان الجيش السوداني استهدف من قبل شحنات الأسلحة الإستراتيجية المرسلة بالبر لمواقع المليشيا المتمردة.. وأضاف المصدر:
المروحيات ساعدت المليشيا في نقل الأسلحة والذخائر لتجمعاتهم بقواعدهم العسكرية بأم كدادة، والزرق، وأم دافوق، مما خلق مرونة أكثر في نقل إمدادات الأسلحة والذخيرة، خاصة بعد الضربات الجوية القوية التي شنها الجيش على مخازن إمدادات المليشيا بمطار نيالا.
ولكن من أين حصل الدعم السريع على الطائرات المروحية القتالية والأسلحة المتطورة؟.. يجيب: حصل عليها من ليبيا، بدليل انه خلال عام 2023 تم رصد طائرات (ام أي 24) الليبية في دارفور المحملة بالأسلحة المختلفة ومنها مسيرات صينية الصنع تم جلبها من ليبيا.
مشاركة حفتر والمرتزقة:

هل شاركت قوات حفتر في إسقاط الفاشر؟ سؤال ظل يتردد كثيرا من البعض لكن مصادرنا أشارت، بما لا يدع مجالا للشك، ان خليفه حفتر، وقواته ساعدوا الدعم السريع في سقوط الفاشر، حيث أرسل حفتر إمدادات عسكرية من ليبيا منها طائرات عسكرية ومدرعات وذخائر أرسلها للمليشيا عبر جبل (الرباح) بتشاد.. وهناك معلومات عن تنسيق عسكري جرى بين حفتر والدعم السريع منذ فترة رغم نفي حفتر ذلك.
سؤال هام طرحناه على بعض مصادرنا وهو: هل هناك مرتزقة شاركوا مع الدعم السريع في إسقاط الفاشر؟.. وإذا كان ذلك صحيحا فما هي جنسياتهم؟.. المصادر أكدت ان مجموعة كبيرة من المرتزقة الأجانب شاركوا في حصار وسقوط الفاشر من جنسيات مختلفة.. وحسب مصدر عسكري من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، فإن الدعم السريع إستعان بمرتزقة محترفين في المدفعية والمسيرات من جنوب السودان، واثيوبيا، وتشاد، وكينيا، وخبراء من كولمبيا من ضباط الجيش الكولمبي المتقاعدين، بجانب مليشيات عبد العزيز الحلو، شاركوا بأعداد كبيرة في الهجوم على الفاشر.
دور الإمارات:
وعن دور الإمارات الذي لعبته في الخفاء وساعد في سقوط الفاشر، أفاد نفس المصدر:الامارات او ما تطلقون عليه في الإعلام (دولة الشر)، ساهمت بفعالية مفرطة ومتناهية في إسقاط الفاشر بتقديمها دعما عسكريا مستمرا لقوات الدعم السريع شمل، طائرات مسيرة حديثة، وأسلحة متطورة، وذخائر ودعم لوجستي يتمثل في المواد الغذائية.. بجانب التنسيق الاستخباراتي بينها وبين الدعم السريع، مما ساعد في تحقيق التفوق العسكري في الفاشر لصالح الدعم السريع.. وشمل التنسيق الاستخباراتي بين الأمارات والدعم السريع قبل سقوط الفاشر، العمليات التالية:
ــ تبادل المعلومات الاستخباراتية عبر ضباط إستخبارات إماراتيين قدموا معلومات عن تحركات الجيش السوداني والقوات المتحالفة معها.
ــ توجيه الدعم العسكري حيث ساعدت الإمارات في توجيه الضربات الجوية والمسيرات على مواقع الجيش السوداني.
ــ المساهمة في تقديم جرعات تدريبية وتأهيلية لقوات الدعم السريع على إستخدام الأسلحة المتطورة والمسيرات.
ــ تمويل وشراء الأسلحة والذخائر للمليشيا.
كل هذا التنسيق الاستخباراتي بين الإمارات والدعم السريع ساهم بدرجة كبيرة ومؤثرة في تحقيق التفوق العسكري للدعم السريع والسيطرة على الفاشر.
الحلقة القادمة:
ــ تفاصيل مذبحة المرضى.
ــ إلى المجتمع الدولي الغافل.. أنقذوا أطفال الفاشر قبل فوات الآوان.
ــ شهود عيان فروا من الفاشر لطويلة يكشفون تفاصيل لمذابح مروعة ارتكبتها المليشيا.
ــ مصير مجهول لآلاف المواطنين الذين تحتجزهم المليشيا داخل الفاشر.
ــ ما يحدث الأن بالفاشر يستدعي تدخلا دوليا عاجلا.