آخر الأخبار

أزمة الفاشر تشعل العالم ودعوات لمقاطعة ومساءلة أبو ظبي.. هل تنجح؟

 

تقرير: الطيب عباس

أثارت الجرائم المروعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين في مدينة الفاشر، ولا زالت غضبا عالميا، ظهر بوضوح في وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء، حيث تضامن فنانين عالميين وناشطون مع ضحايا المدنيين بمدينة الفاشر شمالي دارفور، وتصدر هاشتاج “أنقذوا الفاشر” منطقة الشرق الأوسط مصحوبا بدعوات لمقاطعة الإمارات الممول الرئيسي لعصابة حميدتي في السودان.

في بورتسودان، اتهمت الحكومة السودانية مجددا دولة الإمارات بالمشاركة في جريمة الفاشر وكل الجرائم التي ارتكبتها المليشيا في المدن السودانية التي احتلتها.
ودعا وزير الاعلام، خالد الإعيسر، في منبر وكالة السودان للأنباء، أمس الأربعاء، إلى محاسبة الإمارات بسبب تورطها في جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي حدثت في مدينة الفاشر خلال الأيام الثلاثة الماضية، من خلال دعمها المعروف والموثق لمليشيا حميدتي التي اجتاحت المدينة.

الدعم الإماراتي لعصابة حميدتي، لم يعد خافيا، حيث نشرت الغارديان البريطانية تقريرا مطولا، أشارت فيه إلى وصول أسلحة بريطانية لمليشيا سودانية متهمة بالإبادة الجماعية، وقالت الصحيفة البريطانية العريقة، إن ملفين لمجلس الأمن اطلعت عليهما الصحيفة كشفا أن أنظمة أسلحة صغيرة ومحركات بريطانية الصنع لمركبات مدرعة قد عُثر عليها في ساحات معارك استخدمتها مليشيات الدعم السريع السودانية، وهي ميليشيا متهمة بالإبادة الجماعية. وأشارت إلى أن هذه الأدلة تثير تساؤلات جديدة حول صادرات الأسلحة البريطانية إلى الإمارات العربية المتحدة التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تُسلح مليشيا الدعم السريع، بعد أن وافقت لندن على المزيد من تراخيص التصدير أواخر عام 2024 رغم تحذيرات الأمم المتحدة. وتقول الغارديان إن هذه النتائج تُعزز المخاوف بشأن دور بريطانيا في حرب أودت بحياة 150 ألف شخص وشردت 12 مليونًا.

بصورة أكثر تفصيلا، نشرت صحيفة وول ستريت تقريرا، مدعوما بأدلة، قالت فيه إن الإمارات العربية المتحدة زودت سرًا مليشيات الدعم السريع السودانية بأسلحة، بما في ذلك طائرات مسيرة صينية الصنع متطورة وانظمة دفاع جوي.
وحسب الصحيفة، تشمل شحنات الأسلحة، التي نُقلت عبر ليبيا والصومال وتشاد، طائرات مسيرة ومدفعية وأسلحة صغيرة، وقد أتاح هذا الدعم للمليشيات تجديد هجماتها في دارفور ومناطق أخرى، وأوضحت أن هذا ما يفسر رحلات الطيران الإماراتية منذ مدة بشكل كثيف إلى ليبيا وتشاد لتزويد الدعم السريع بالسلاح عن طريق الحدود، وقالت وول ستريت إن الإمارات تمتلك عدداً من طائرات النقل التي أسمتها “أسطول الظل” تعمل على نقل السلاح من الصين وشرق أوروبا إلى مناطق الصراع التي تؤججها الامارات وتنقل أيضاً عصابات مسلحة أجنبية كما حدث في ليبيا والسودان.

الحصار يضيق على أبو ظبي

أمام هذه التقارير الحديثة وغيرها، ومع الجرائم المروعة التي ارتكبتها المليشيا في الفاشر بالسلاح الإماراتي، يرى مراقبون أن الأوان قد آن لمجلس الأمني الدولي لاتخاذ موقف أكثر مقبولية بشأن “عربدة” أبو ظبي وتحديها لقرار المجلس نفسه الذي يحظر توريد السلاح لدارفور.

المطالبة بمعاقبة أبو ظبي لم تصدر من الحكومة السودانية فحسب، وإنما تعداها ليصل حتى الكونغرس الأمريكي نفسه، حيث هاجمت النائبة الهان عمر، الدور الإماراتي في تأجيج الحرب بالسودان، وقالت عمر في تغريدة على منصة “إكس” إن السودان يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم وإبادة جماعية وعشرات الآلاف قُتلوا، و12 مليون نزحوا من ديارهم، مشيرة إلى أن الصور التي تُظهر مليشيات الدعم السريع وهي تستولى على مدينة الفاشر مروّعة. ودعت إلهان إلى محاسبة الإمارات وغيرها من تجار السلاح الذين يزوّدون الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.

ليس بعيدا عن ذلك، انتقد رئيس المنظمة الدولية للاجئين، جريمي كونينديك، الدعم الإماراتي للمليشيات التي ترتكب إبادة في السودان، وقال جريمي، إن محاسبة الإمارات أمر بالغ الأهمية، فهي تتحمل مسؤولية ما يحدث في الفاشر، وما كان ذلك ليحدث لولا دعمها لمليشيا الدعم السريع.