قطر و لؤلؤة الخاطر في الوجدان والخاطر
وطن النجوم _علي سلطان
*سيحفظ تاريخُ السودانِ وتاريخُ قطر والوطنِ العربي والإنساني مواقفَ عظيمةً خالدة مؤثرة لدولة قطر الشقيقة في دفاعها المخلص عن السودان إبان محنته هذه والحرب الجائرة الظالمة عليه من عدد من الدول الباغية الظالمة المستبدة التي انتهكت حدوده وقتلت أبناؤه واستحيت نساءه وكادت ان تستولى على أرضه.
*يسجل التاريخُ لقطر وأميرها وحكومتها وشعبها هذا الموقف الأخوي الإنساني الرائع تجاه السودان وشعبه.
*ولن ينسى السودانيون أبدا السيدة الفاضلة معالي لؤلؤة راشد محمد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية التي اكدت في اكثر من موقف شجاع وقوفها بكل قوة وتأييد مع شعب السودان.. وسيسجل التاريخ بأحرف من نور كلماتها عن السودان في نيويورك ممثلة لدولة قطر والتي قالت في مستهلها:
*أشكر جميع الدول والمنظمات الأممية القائمة على اجتماع اليوم الذي يكتسب أهميته من أهمية البلد الذي نناقش مأساته، السودان هذا البلد العزيز على قلوب جميع العرب، هذا البلد العريق والكبير الذي يطل على أحد أهم الممرات البحرية، والذي تمتد حدوده مع عدد من أكبر الدول الأفريقية مما يكسبه أهمية استراتيجية، كما يجعل آثار وتداعيات الحرب فيه كارثية على منطقة القرن الأفريقي برمتها والمنطقة العربية عموما.
*عندما اجتمعنا في نفس هذا المكان من العام الماضي كان يحدونا الأمل أننا لن نجتمع مجددا إلا وقد وضعت الحرب أوزارها وأننا ربما اجتمعنا لتداول خطط التنمية واعادة ترميم ما خلفته هذه الحرب الدامية ترميم الحجر وترميم البشر كذلك فما تخلفه هذه الحرب لا يقتصر على البني التحتية والمستشفيات والمدارس بل فقد وتهجير واعتداءات مفزعة تشيب لها الولدان.
*وأضافت قائلة: في الزيارة الاخيرة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية للسودان حذر من استهداف القطاع الصحي الذي يشارف على الانهيار، اذ اشار الى توقف 70 الى 80% من المرافق الصحية عن العمل.
*ويعتبر اللجوء في السودان أكبر مأساة لجوء قائمة اليوم على مستوى العالم، كما أن النظام التعليمي في السودان قد تعطل بالكامل مما يجعل هذه أكبر نسبة للأطفال خارج المدارس حيث تقارب ال 100% ولنا أن نتخيل أن هذا البلد الزراعي الذي يجري النيل فيه يتضور ابناؤه جوعا، فبحسب إحصائيات منظمة الغذاء العالمي هناك 14 مليون إنسان في السودان يعانون من الجوع الحاد كما أن 13 منطقة على حافة المجاعة، أما المرأة السودانية الكريمة العزيزة فتدفع اثمان مضاعفة بسبب اعتداءات مجموعات تحركها الاثمان
البخسه من المال مجموعات خارجة عن القانون والاخلاق والسلوك الانساني القويم.. إن للحرب في السودان مسارين سياسي وانساني ومن المهم المضي بفاعلية وسرعة شديدة في كليهما.
*وحذرت قائلة: إننا في دولة قطر نخشى أن يتحول ملف السودان الى مجرد ملف روتيني وأن يتم تحويل الأشقاء الكرام في السودان الى مجموعات من اللاجئين، فيتم اختزال التعامل مع هذا الملف المحوري في بعد واحد وهو المساعدات الإنسانية .
*واننا في هذا السياق نثمن عاليا الجهود السياسية المهمة التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية من خلال منبر جده ونجدد دعمنا له كما أننا نثمن عاليا الجهود التي تقوم عليها جمهورية مصر العربية في هذا الملف سواء على المستوى السياسي أو الإنساني فبين مصر والسودان جغرافيا وتاريخ وأواصل من الاخوه لا تحتاج منا بسطا أو شرحا.
*وأكدت على أهمية الإسهام في إعادة ملف السودان إلى الاجندة الدولية ووضعه في مكانه الصحيح على قائمة أولويات المجتمع الدولي.. وقالت:فإننا في دولة قطر نود التأكيد على مجموعة من المبادئ التي يفترض أن تُشكل الأسس التي تقوم عليها أية مقاربة دولية للملف السوداني، المبدأ الأول هو المحافظة على سيادة جمهورية السودان ووحدة وسلامة أراضيه، والمحافظة على مؤسساته الوطنية، المبدأ الثاني هو تحقيق مصلحة الشعب السوداني الشقيق والتي تبدأ بحقن دمائه واستعادة أمنه في وطنه، وتوفير احتياجاته والعمل على تحقيق تطلعات شعبه المشروعة في وطنه، المبدأ الثالث هو وقف التدخلات الخارجية التي اسهمت في إشعال فتيل هذه الأزمة ابتداء ولما تزل تُسهم في اشعال الحرائق بدل اطفائها.
وعن المسار الانساني.. قالت: فقد عقد مؤتمران للمانحين الأول في جنيف عام 2023 شاركت في تنظيمه كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والجمهورية الالمانيه، ونتجت عنه تعهدات بقيمه مليار دولار نتطلع الى أن تستكمل الدول ملياري يورو.. ايضا نتمنى أن تسارع الدول الى تفعيل هذه التعهدات الجديدة لا سيما الوفاء بها لدعم السودانيين في الداخل وفي دول اللجوء، أما المؤتمر الثاني فقد عُقد في باريس.
لقد بلغ مجموع مساهمات دولة قطر للسودان الشقيق منذ اندلاع الحرب 75 مليون دولار أمريكي من خلال صندوق قطرللتنمية، كما اسهمت الجمعيات غير الربحية في قطر مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري بما يتجاوز 21 مليون دولار اضافية.. ولیست هذه منة من أحد وإنما هو الواجب الذي تحتمه الإنسانية واواصر العروبة وقيم الإسلام الحنيف.
*واسمحوا لي في الختام ان اشارككم هذه المشاهد البسيطه التي وقفت عليها من خلال العمل على الملف الإنساني في السودان وفي غزه كذلك، فعندما زرت بورتسودان هذا العام وتجولت في المنطقه وزرت المستشفيات هناك لفتني أمر تعجبت منه واكبرته إذ لا يزال السودان رغم ظروف الحرب والتدمير للبنى التحتيه والمنازل ورغم نقص الغذاء والدواء يستضيف اعدادا كبيرة من اللاجئين الذين كانوا موجودين اصلا قبل الحرب احتضنهم السودان واهله قبل الحرب معززين مكرمين، واستمر هذا الكرم وطيب النفس حتى بعد الحرب، وأما فيما يرتبط بسياق غزه فقد قابلت اعدادا من اهل غزه الكرام عجل الله لهم بالفرج لافاجأ ان قبل الحرب احتضنهم السودان واهله قبل الحرب معززين مكرمين، واستمر هذا الكرم وطيب النفس حتى بعد الحرب، وأما فيما يرتبط بسياق غزه فقد قابلت اعدادا من أهل غزه الكرام عجل الله لهم بالفرج لافاجأ أن كثيرا من الاطباء هم خريجو السودان وأن السودان كان يستقبل الأشقاء العرب من شتى الاقطار، ويمنح المنح الدراسية ويعامل العربي معاملة السوداني في الدراسة والعلاج وغيرها من مناحي الحياة بكل شهامة واصالة ومحبة وبكل تواضع وهدوء وصمت.
*هذه الكلمات الطيبات الرصينات صدرت من الوزيرة القطرية الفاضلة والتي تعبر عنها شخصيا وتعبر عن موقف حكومة قطر وشعب قطر لا فرق..
*وليس غريبا ان ينفعل السودانيون بكلمة الوزيرة لؤلؤة الخاطر، ويحتفون بها.. ولم يكن غريبا ان يدبج شعراء السودان فيها القصائد المادحة الشاكرة، واذكر انها قصيدة الشاعر ابراهيم القريش التي صدح بها من بطحاء مكة المكرمة، فكانت بردا وسلاما على قلب كل سوداني تفاعل مع قطر وأميرها الهمام ووزيرتها الفاضلة الماجدة.