لآلي خطتها أقلامهم (2)

صمت الكلام

فائزة إدريس

*الجريمة والعقاب(للكاتب الروسي) فيودور دوستويفسكي

في أحد أحياء سانت بطرسبرغ المظلمة، عاش شاب يُدعى راسكولنيكوف. كان طالباً سابقاً يعاني من الفقر المدقع، وقد تراكمت عليه الديون بشكل لا يُحتمل. في خضم اليأس، راودته فكرة جريئة: لماذا لا يقوم بقتل مرابية تسيطر على حياته وتستغل ضعفه؟.

*بعد فترة من التفكير العميق، قرر راسكولنيكوف تنفيذ خطته. اقترب من المرابية، واستغل فرصة انفرادها. في لحظة من جنون الفكرة، قام بفعلته، ولكن ما إن عادت له عواطفه، حتى شعر بالندم والرعب.

*تجول راسكولنيكوف في شوارع المدينة، وقد غمرته مشاعر متناقضة من الفخر والخوف. كان يدرك أن الجريمة التي ارتكبها لن تمر دون عواقب. بدأت تظهر له علامات الاضطراب النفسي، حيث تاه بين الواقع الأوهام.

*في تلك الأثناء، قابل سونيا، فتاة تعيش في ظروف قاسية، لكنها تحمل قلباً طيباً, كانت سونيا رمز الأمل في عالمه المظلم، وبدأت تساعده على مواجهة مشاعره, من خلال حديثهما، بدأ راسكولنيكوف يدرك أن الهروب من الجريمة لن يجلب له السلام

ومع مرور الوقت، قرر الاعتراف بجريمته ومواجهة عواقب أفعاله. كانت تلك الخطوة هي بداية رحلته نحو الفداء والتوبة في السجن، وجد راسكولنيكوف نفسه وسط معاناة الآخرين، وتعلم أن الحب والتسامح يمكن أن يحررا الروح.

*في النهاية، لم تكن الجريمة مجرد فعل مادي، بل كانت تجربة عميقة لروح الإنسان، تعلم من خلالها راسكولنيكوف قيمة الحياة والندم

نهاية المداد:

كَعُصفُورةٍ في كفِّ طفلٍ يُهِينُها

تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ

فلا الطفل ذو عقلٍ يرِقُّ لِحالِها

ولا الطّيرُ مَطلُوقُ الجنَاحَينِ فيذهبُ

          (قيس بن الملوح)