الفولة نذر مواجهات بين الزيود والمثانين وأولاد عمران

- بطون (الفلايتة)…اتهامات ومواجهات مميتة
- المسيرية (الفلايتة) يدفعون فاتورة موالاة بعض قياداتهم لآل دقلو تصفيات واغتيالات
- ماذا يعني هلاك مسئولي استخبارات الدعم السريع ب(الفولة والمجلد)؟
- لماذا انضم ثلاثة من أبناء الناظر الراحل عجيل جودة للتمرد؟
تقرير – دكتور إبراهيم حسن ذوالنون:
تصاعدت نهاية الأسبوع الماضي المواجهات بين ناشطين في بطون قبيلة المسيرية الفلايتة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية هلاك المتمرد عثمان عجيل جودة الله مسئول استخبارات الدعم السريع بالفولة رئاسة قطاع ولاية غرب كردفان نجل ناظر المسيرية الفلايتة الأسبق الراحل عجيل جودة الله وشقيق وكيل ناظر المسيرية الفلايتة الحالي بشير عجيل جودة الله وشقيق مدير عام وزارة المالية والقوى العاملة بولاية غرب دارفور الأسبق عزالدين عجيل جودة الله .
ويتهم بعض الناشطين من منصتي والفيس بوك X
إطلعت (أصداء سودانية)على تغريداتهم, يتهمون الهالك عثمان عجيل جودة الله بأنه وراء اعتقال موسى عبدالمنعم موسى الشوين وإرساله لمعتقلات المليشيا بولاية جنوب دارفور حيث تمت تصفيته بمدينة نيالا بعد تعذيب لعدة أيام ليلحق بوالده الناظر عبدالمنعم موسى الشوين ناظر المسيرية الفلايتة الذي تمت تصفيته بمدينة نيالا قبله بعدة أيام بناءا على توجيه صادر من قائد ثاني التمرد عبدالرحيم دقلو الذي رفض علاج أبناء المسيرية الفلايتة من مصابي العمليات العسكرية بدولة الإمارات العربية المتحدة أسوة بابناء الماهرية حيث إعتبر دقلو هذا الحديث فيه خروج على توجيهات القيادة أثناء الحرب ووجه بتصفيته بواسطة فرقة التصفيات الخاصة بالمليشيا والتي قاصرة على الماهرية فقط, الأمر الذي أدى إلى مواجهة بين (الرزيقات) الماهرية والمسيرية الفلايتة والذين انضم لهم أبناء عمومتهم من المسيرية الحمر والزرق والعجايرة بكل خشوم بيوتهم وأبدوا استعداده لمنازلة الرزيقات في عقر ديارهم, وايضا انضم لهم المسيرية جبل في محليتي كأس وشطايا بولاية جنوب دارفور خاصة في مناطق القردود ابرم وشطايا وهبوبا وكايليك وأم لباسة وفي محليتي جبل مون وسربا بولاية غرب دارفور, مما أدى باستشعار ناظر عموم الرزيقات محمود موسى مادبو للخطر وأطلق تصريحات من مقره بمدينة الضعين حيث هدد مسيرية ولاية غرب كردفان ومسيرية جنوب كردفان والمسيرية جبل بولايتي جنوب دارفور وغرب دارفور قائلا لهم (الماهرية خط أحمر ونحن سندافع عن أبناءنا الماهرية وسنواجه المسيرية في كردفان ودارفور والماعاجبو يشم البعر ويشرب بول البقر).
وفي مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان وفورإنتشار خبر تصفية ناظر الفلايتة عبدالمنعم موسى الشوين ونجله الأكبر موسى حدثت حالة احتقان في خشوم بيوت الفلايتة الرئيسة (الزيود
وأولاد سرور المثانين السلامات الجبارات), حيث تم تبادل اتهامات بين أولاد سرور والماثنين الذين ينتمي إليهم المتمرد عثمان عجيل جودة الله المتهم باعتقال الأبن الأكبر للناظر عبدالمنعم الشوين (موسى)مما أدى لحدوث مواجهات مسلحة بين الطرفين, حاولت الإدارة المدنية والإدارات الأهلية احتواء التوتر وقررت خروج عثمان عجيل ومجموعته من مدينة الفولة عند التاسعة إلا إنه لقي حتفه عند الثامنة هو والمتمرد حامد عفيفي.
الصراعات القديمة المتجددة:
وأعادت المواجهات التي شهدتها مدينة الفولة بين بطون قبيلة المسيرية الفلايتة الصراعات القديمة المتجددة سلسلة المواجهات التاريخية القديمة المتجددة والتي في أساسها بسبب الأراض الزراعية والحدود الإدارية والجغرافية بين خشوم البيوت بالإضافة إلى الثأرات القديمة التي تشتهر بها المجموعات السكانية البدوية والتي عادة ما تتجدد صراعاتها بسبب عدم الوفاء بمواثيق المصطلحات والدايات والغرامات والكرامات المحددة في التشريعات العرفية المعمول بها في هذه المجتمعات وقد عانت بطون قبيلة المسيرية الفلايتة شأن كل المنظومة القبلية في كردفان ودار فور من مؤتمرات الصلح التي تتسم بالهشاشة.
ولعل أشهر تلك الصراعات التي شهدتها بطون المسيرية الفلايتة خلال العشر سنوات الماضية ذلك الصراع الشهير الذي تم في نوفمبر من العام 2014م والذي راح ضحيته وفق تقرير لجنة التحقيق والذي حصلت علي نسخه نتائجه وتوصياته
(أصداء سودانية) من الموقع الإلكتروني لرئيس لجنة التحقيق أكثر من150 قتيلا منهم63 من أولاد عمران كما أن هناك صراعات مميته بين الزيود والمثانين خلفت أعداد كبيرة من الضحايا, ولعل القاسم المشترك بين هذه الصراعات إن مصالحاتها تتسم بالهشاشة.
سؤال يحتاج إلى إجابة:
ثمة سؤال يحتاج إلى إجابة وهو تزامن اغتيال مسئول استخبارات الدعم السريع بمدينة الفولة التي تعتبر حاضرة المسيرية الفلايتة عثمان عجيل جودة الله ومسئول استخبارات الدعم السريع بمدينة المجلد والتي أيضا تمثل حاضرة للمسيرية الحمر وبعض الزرق مكي حرقان عليش على يد حارسه الشخصي وللاجابة على السؤال لابد التقرير ابتداءً أن ولوج الكثير من أبناء قبيلة المسيرية للدعم السريع كان نتيجة لمواقف انتهازية واحدة خاصة للذين قضوا سنوات طويلة ضمن المنظومة الحاكمة في نظام الانقاذ السابق وجأوا إلى الدعم الريع بدافعية كنز المزيد من الأموال والرواتب, فمثلا الهالك عثمان عجيل جودة الله كان يعمل في وزارة الطاقة والتعدين وتم انتدابه لإحدى شركات البترول التي تدفع لمنسوبيها بالدولار حيث يعمل العاملين فيها شهر بالحقل وشهر إجازة كما كان ضمن منسوبي جهاز الأمن الشعبي, أما شقيقه بشير عجيل جودة الله فكان عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان ووكيل تسويق المواد البترولية بغرب كردفان بمدن الفولة وابوزبد والاضية زكريا والمجلد وبابنوسة والميرم لأكثر من عشرين عاما وكان وكيلا حصريا بغرب كردفان للمواد البترولية الخاصة بالجهاز القضائي والنيابة العامة, اما شقيقه عزالدين عجيل جودة قد قفز من موظف صغير بالدرجة الثامنة إلى مدير عام وزارة المالية والقوى العاملة, أما مسئول الاستخبارات بالمجلس الهالك مكي حرقان عليش فقد كان قياديا بارزا بالمؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان حيث كان رئيس المكتب القيادي للمؤتمر بدوكدة شمال أبيي.
أما تزامن إغتيال مسئول الاستخبارات بالدعم السريع بالفولة والمجلد فلا يمكن أن يكون محض صدفة إنما يمكن قراءته في السياق التاريخي للصراعات القديمة التي تتجدد بين فترة وأخرى.
عموما نلخص إلى أن كل الصراعات التي شهدتها مليشيا الدعم السريع خاصة في ولاية غرب كردفان وولاية جنوب دارفور القاسم المشترك فيها هي المليشيا المتمردة نفسها لأنها تفتقد لكل مقومات إدارة التناقضات إذ من الواضح أن المليشيا الآن بلا قيادة تدرك ماهية القيادة وتفاصيلها.
فمن الواضح جدا ووفقا لتقارير خاصة ب(أصداء سودانية) فإن الدعم السريع بلا قيادة وبلا غرفة سيطرة مركزية تخطط وتوجه وتبين مسارات العمليات بكل تفاصيلها وفي محاورها، وقد يقول قائل إن قائد ثاني الدعم السريع المتمرد عبدالرحيم دقلو هو المسيطر على زمام الأمور داخل المليشيا ولكن واقع الحال يقول إن عبدالرحيم دقلو الآن حركته بلاهدف وبلا خطة وتعتريه مخاوف وتوجسات القادم المجهول, فالعمليات في محور الدبيبات بولاية جنوب كردفان وفي محاورغرب كردفان في ابوزبد والفولة والخوي والنهود رياح سفنها لن تأتي في صالحه برغم بعض التأخر التكتيكي من قبل الجيش في حسم هذه المحاور المهمة والتي تجعل الطريق إلى دارفور سالكا بعد اجتياز بعض تمركزات المليشيا في غبيش (جيربان) بولاية غرب كردفان وتواجد في بعض المتمردين في (الكومة) و(اللعيت جار النبي) و(الطويشة) والتي تعتبر مناطق استراتيجية لفك حصار مدينة الفاشر.
عبدالرحيم دقلو في نيالا ولاية جنوب دارفور حيث يتخذ من معسكر (دومايا) مقرا مؤقتا لتحركاته بالإضافة لمقر آخر في منطقة (دلال العنقرة) وفي بعض مناطق محلية (بليل) الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة نيالا على بعد 18 كليو متر, إلا أن دقلو مشغول بتداعيات أحداث نيالا التي تكاثرت خلال الأسابيع الماضية بشكل لافت على النحو الذي أوردته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقد يقول قائل إن المتمرد حميدتي بذات نفسه هو من يسيطر على زمام الأمر, ولكن واقع الحال يقول بغير ذلك فكل هم غرف السيطرة الإعلامية للميشيا المتمردة الأوحد اقناع الرأي العام العالمي والمحلي بأن القائد محمد حمدان دقلو ومن خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على قيد الحياة ولم يعد(دنيا نعيمكي زائل)أو على الأقل أنه في وضع صحي يمكنه من ممارسة أدوراه بكل طبيعي.