“وبائيات الخريف” تفاقم معاناة السودانيين

فاقم تفشي أمراض وبائية سريعة العدوى مع قرب حلول فصل الخريف، من معاناة السودانيين، الذين يعيشون تحت وطأة الحرب، التي تطحن البلاد منذ أكثر من عام.

وينتشر وباء الكوليرا، في شمالي وشرقي ، بصورة واسعة وسط السكان، خصوصًا النازحين، كما انتشر في الولاية الشمالية، أخيرًا، التهاب بكتيري يسمى محليًا بـ”أبو الصميق”، وهو يصيب الجسم ويخلف بثورًا تفرز مادة تشبه الصمغ العربي.

ويتزامن ذلك مع أمطار غزيرة تهطل على السودان، وخلفت سيولًا وفيضانات أغرقت كثيرًا من المناطق، ودمرت منشآت حيوية في شمالي وشرقي البلاد، وعزلت مدن الشمال عن بعضها بعضًا، وشلت جميع أنواع الحركة.

أخبار ذات علاقة

وأعلنت وزارة التربية والتعليم بالولاية الشمالية استمرار تعليق الدراسة لمختلف المراحل الدراسية لمدة أسبوع آخر، حفاظا على سلامة الطلبة بالولاية.

من جهتها، أعلنت غرفة طوارئ الخريف بوزارة الصحة السودانية، اليوم السبت، ارتفاع عدد الوفيات بمرض الكوليرا إلى 71، في حين بلغ عدد الإصابات 1696 إصابة، مشيرة إلى تسجيل 191 إصابة جديدة توفيت منها 3 حالات بولاية كسلا شرقي البلاد.

وقالت في بيان إن تقرير الوضع الوبائي للكوليرا أكد أن ولاية كسلا شرقي البلاد، تأتي في رأس قائمة الدولة الموبوءة بالكوليرا، تليها القضارف ثم نهر النيل.

وأظهر التقرير تأثر 11 ولاية بالأمطار والسيول في 56 محلية و540 منطقة، فيما تضررت أكثر من 38 ألف أسرة، وأكثر من 170 ألف فرد، منبهًا إلى تراكمي الإصابات، بسبب آثار الخريف لتصل إلى 505 إصابات، و173 وفاة، مؤكدًا أن معظمها في كردفان، في حين وصلت المنازل المنهارة كليا إلى 18665 منزلا، وجزئيا 14947 منزلا.

أبو الصميق
وفي الولاية الشمالية تفاجأ السكان بمرض غريب ينتشر وسطهم خصوصًا بين الأطفال، يصيب الجلد ببثور وتقرحات، تعارف محليًا على تسميته بـ”أبو الصميق”.

وأعلنت الوزارة بالولاية الشمالية في بيان، أن المرض سريع العدوى وهو عبارة عن التهاب جلد بكتيري، إذ سجلت الوزارة 260 حالة بالمرض منها 105 إصابات بمحلية دنقلا، و110 بمحلية البرقيق، فيما سجلت محلية دلقو 45 حالة.

وأوضح بيان الوزارة أن “المرض ظهر مع هطول الأمطار والسيول، التي اجتاحت الولاية الشمالية أخيرا، ويعد من الأمراض ذات الأعراض الواضحة، وتتمثل في الطفح الجلدي بالوجه أو الظهر أو اليدين والرجلين في الحالات البسيطة، وفي حال شدته تصاحبه حمى وتقرحات في الجلد وإفرازات”.

ونبهت الوزارة إلى ضرورة الوقاية من المرض من خلال عدم ملامسة الشخص المصاب أو الاحتكاك به مباشرة، إلى جانب عدم استخدام أغراضه الشخصية.

ليس مقلقًا
وقال استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، الدكتور فيصل بابتود، إن التهاب الجلد البكتيري مرض سريع العدوى والانتشار، لكنه ليس من الأمراض المقلقة.

وأضاف في تصريح صحفي أن “الأطفال وأصحاب الأعمار دون سن الـ15 عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وأن طرق انتشار العدوى تحدث عبر الملامسة أو الاحتكاك أو استخدام الأغراض الشخصية للشخص المصاب”، داعيًا إلى ضرورة زيارة أقرب وحدة صحية أو مستشفى لمقابلة اختصاصي التهاب الجلد البكتيري سريع العدوى والانتشار.

بروتوكول وقائي
واستعانت وزارة الصحة بخبراء ومختصين لأجل وضع البروتوكول الوقائي والعلاجي وكيفية مكافحة المرض.

وقال مدير عام الوزارة، ساتي حسن ساتي، إن الوزارة وضعت ترتيباتها اللازمة للعمل على مكافحة انتشار الوباء.

وبيّن أن فصل الخريف الذي شهد أمطارا غزيرة وسيولا هذا العام أدى إلى ظهور أمراض خطيرة، ما يتطلب توحيد الجهود وتكثيفها لمنع انتشارها والوقاية منها.