قطاع التعليم … مواجهة التحديات

الحرب استهدفت المواطن

  •  آلاف الطلاب تحولوا في صفوف الدراسة إلى نازحين
  • قرار فتح المدارس واجهته تعقيدات أن الولايات الآمنة تم استخدام مدارسها دور إيواء
  • بعض الأسر فضلت عدم إلحاق أطفالها بالمدارس وإلحاقهم بالعمل للمساعدة في توفير سبل العيش

 

تقرير- عاكفة الشيخ بشير:
الحرب التي نشبت في الخامس عشر من أبريل من العام 2023 م في الخرطوم وسرعان ما إنتقلت إلى ولايات أخرى في السودان كان لها تأثيرها على كافة مناحي الحياة, ذلك لأن الدعم السريع استهدف فيها المواطن فطالت أيادي التخريب كل ما من شأنه أن يفيد المواطن بدءً من المؤسسات الطبية والعلاجية وإنتهاءً بالمدارس والجامعات, ويواجه الطلاب في المدارس والجامعات السودانية مصيرًا مجهولًا، إذ أثر ذلك بصورة مباشرة على سير العملية التعليمية.
إغلاق وفتح المدارس:
شلت الحرب حركة التعليم بصورة كاملة في كل المناطق التي امتدت لها, وأدت لتحول آلاف الطلاب في صفوف الدراسة والمراحل التعليمية المختلفة من طلاب لنازحين بعد أن كان كل منهم يعد نفسه حسب طموحاته وأحلامه وانقطع آلاف الطلاب فترة عن الدراسة, وأغلقت المدارس أبوابها في كثير من ولايات البلاد فترة من الزمن, إلى أن أصدر رئيس مجلس الوزراء المكلف قرارا بإعادة فتحها في أكتوبر 2023 م.
وعقدت ورش عمل بمصر لمناقشة قضايا التعليم العام والعالي في ظل ظروف الحرب الماثلة حاليا, وبرزت الحلول الفردية ونزحت أسر عديدة للولايات الآمنة طلبا لتعليم أبنائها بجانب البحث عن الأمان وقررت أسر الذهاب للخارج من أجل التعليم, وظل يراود بعض الأسر الإحساس بالتقصير في حق الأبناء بعد أن كانت ظروفهم قبل الحرب تمكنهم من توفير القدر المطلوب للتعليم وعجزوا عن ذلك بعد الحرب.
وأصبح أمر الاستمرار في الدراسة يخضع لمستوى وقرارات الأسرة, ففي مقدور البعض الهجرة للخارج لتعليم أبنائهم والبعض نزح للولايات وكل يتم إلحاقه للدراسة وفق المتوفر ولا يتوفر للبعض أي فرص في أماكن نزوحهم ، بينما أضطرت بعض الأسر لعدم إلحاق أطفالها بالمدارس لإلحاقهم بالعمل للمساعدة في توفير سبل العيش أو لتفادي الإلتزام بتكاليف تعليمهم.
تعقيدات القرار:
واجه قرار فتح المدارس تعقيدات عدة حيث أن الولايات الآمنة تم استخدام مدارسها دور إيواء للفارين من الحرب لهذه الولايات ، وأدى نزوح المعلمين والطلاب بصورة غير متوازنة ـ حيث نزح كل حيث شاء ـ وهو ما أدى لتعقيدات عدة, وتم تأجيل امتحان الشهادة في العام 2023 م , وتم مؤخرا تحديد الخامس والعشرين من ديسمبر القادم موعدا لها
وكان تناوب التلاميذ على المدرسة ثلاثة أيام في الأسبوع من الحلول التي تم تطبيقها ، ثم برزت بعد ذلك مشكلة السيول والفيضانات التي أدت لتوقف الدراسة في عدد من الولايات لفترة.
اللجوء من أجل التعليم:
قررت العديد من الأسر اللجوء خارج البلاد من أجل تعليم الأبناء ويعاني الأطفال الذين لجأوا لدول مختلفة مشاكل اللجوء والنقلة المفاجئة للعيش من بيئة لبيئة أخرى ونظام دراسة آخر والاجتهاد في التعايش مع مجتمع جديد إلا أنهم أفضل حظا من غيرهم من الأطفال لتمكنهم من مواصلة الدراسة, وعجزت بعض الأسر التي لجأت لدول خارجية عن الإيفاء بمتطلبات تعليم أبناءها خاصة وأن جل هذه الأسر فقد عائلها مصدر الرزق ونفذت مدخراتها وتعرضت مملكاتها للنهب, ويراود بعض الأسر الإحساس بالتقصير في حق الأبناء بعد أن كانوا قبل الحرب قادرين على توفير أبسط المقومات لتلقي التعليم.
معالجة الإشكاليات:
كل هذه المؤثرات تشير إلى أنه إذا لم تتم معالجة هذه الإشكاليات القائمة فإنها ستؤدي إلى إنهيار التعليم, وتلاحظ عند فتح المدارس جزئيا بعض مؤثرات الحرب التي انعكست في ضعف التحصيل، وكثرة الغياب، والميل للعنف الذي استخدم فيه الأطفال الأسلحة البيضاء في بعض الأحيان في مقابل بعض الحالات التي ظهر فيها انكسار الطلاب واحساسهم بحدوث تغيرات في الحياة وروتينها الذي اعتادوه بجانب بعض السلبيات التي يعاني منها التلاميذ الذين لجأوا مع أسرهم لدورالإيواء واكتظاظ الدور بالأسر, وفي يونيو الماضي تم عقد امتحان شهادة الأساس بعدد من الولايات وبمراكز خارجية.
تحذيرات من عودة الأمية:
حذرت الجهات المختصة من (عودة الأمية) بين الأطفال في الفصول الأولى، ومن تسرب طلاب الفصول المتقدمة الذين يعملون في مهن مختلفة لمساعدة الأهل لتحمل تكاليف المعيشة ووجود دفعتان من الأطفال في سن التمدرس, واعتبر البعض إن قرار فتح المدارس قرارا خطيرا يهدد العملية التعليمية بكاملها، ويقسم البلاد إلى مناطق تعليم ومناطق جهل ، هذا بجانب إرتباط الشهادة السودانية بالقومية وقد تم تأجيلها ثم تقرر إقامتها ، كما إن العملية التعليمية لا تقبل التجزئة وبالضرورة وضع خطط واضحة، تشارك فيها الجهات المختصة بالتعليم في أثناء الحرب لوضع خطط وسياسات وفق الواقع الراهن وبمعالجات مدروسة.
مشكلة السودانيين في مصر:
استوعبت مصر أعدادا من السودانيين الذين لجأوا إليها ، وكل الأسر التي معها أطفال في عمر المدارس جاءت بأمل استمرار دراستهم في المدارس السودانية في المدن المختلفة بمصر ضمانا لإستمرار التلاميذ في الدراسة بالمنهج السوداني, وتم في 30 يونيو من العام الحالي 2024 م تم إغلاق عدد كبير من المدارس السودانية بما فيها مدرسة الصداقة التابعة للسفارة ، وتم إجراء اتصالات وتواصل على أعلى المستويات لبحث الأسباب والدوافع ودار جدل كثيف حول إغلاقها وحسمت المستشارية الثقافية السودانية بمصر الجدل وأصدرت بيانا بالقاهرة حددت فيه النقاط التالية
* تواصل المستشارية الثقافية عملها في مراجعة مدى استيفاء المدراس السودانية بالقاهرة بالشروط الواردة من وزارة الخارجية المصرية والتي تتمثل في الثماني نقاط المشار إليها من قبل، حيث واصلت نشاطها عبر سلسلة من الزيارات والاجتماعات التي ابتدرتها للتأكد من سير عملية تقنين الأوضاع خاصة فيما يتعلق بالمباني والبيئة المدرسية.
* ستستمر المستشارية الثقافية في تنفيذ برنامجها المحدد ومواصلة عمل اللجنة المشكلة من قبل السفارة لزيارة المدراس للتأكد من الإجراءات المشار إليها ومدى استيفاء المدراس السودانية للشروط والضوابط المحددة والمشار إليها أعلاه سيما المتعلقة بالبنية التحتية المطلوبة
* تجدد المستشارية الثقافية التأكيد على أن برنامج عملها وزياراتها واجتماعاتها تشمل كافة المدارس السودانية الحاصلة على موافقات من وزارتي التربية والتعليم والخارجية بالبلاد، وليست حصراً على مدارس بعينها.