السودانيون في دول اللجوء.. أوضاع معقدة
يعاني ملايين اللاجئين السودانيين في مراكز الإيواء في ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، من نقص حاد في الخدمات الأساسية بمراكز الإيواء في تلك الدول.وأشارت العديد من المنظمات العاملة في المجال الإنساني إلى التدهور المريع للأوضاع الإنسانية لملايين اللاجئين السودانيين بمراكز اللجوء في تلك دول الجوار، الذين يفتقدون للكثير من الاحتياجات الأساسية في توفير الغذاء والدواء.
تدخلات فورية
وقالت منظمة (مشاد) في تقرير لها تداوله العديد من الوسائط الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي إن الأوضاع التي يعيشها هؤلاء اللاجئين، تتطلب إجراء تدخلات فورية لإنقاذ حياتهم، والنظر لمعاناتهم بعين الاعتبار من قبل الدولة المستضيفة والسلطات السودانية، والعمل على سد النقص الحاد في الغذاء ومياه الشرب والخدمات العلاجية الضرورية وغيرها من الخدمات الأخرى، وحذرت المنظمة من أن انعدام تلك الخدمات يشكل كارثة إنسانية تحدق باللاجئين.
وشددت المنظمة على “أهمية إيجاد آليات حلول من شأنها تسهيل وصول المساعدات للاجئين بمخيمات اللجوء، وتوفيق أوضاعهم في الدول المستضيفة، بما يمكن حصولهم على الخدمات دون عناء، والتمتع بالحقوق التي كفلتها لهم المواثيق الأممية والدولية الإنسانية.
ناشدت المنظمة، المفوضيات والمنظمات بالوقوف مع اللاجئين السودانيين، ومنحهم الاهتمام الخاص لوضعهم الحرج، وذلك بمواصلة جهودهم في تسريع عملية تقديم المساعدات الإغاثية وتوفير الاحتياجات الأساسية.
إدانة الانتهاكات:
وجددت دعوتها للهيئات الحقوقية والجهات العدلية الدولية والإقليمية والوطنية، بتكثيف تحركاتها تجاه إدانة مليشيات الدعم السريع وملاحقتها جنائيًا للانتهاكات، التي ارتكبتها بحق السودانيين وعملت على تهجيرهم وتشريدهم من أوطانهم.
في دولة اثيوبيا
في دولة إثيوبيا أشارت العديد من التقارير إلى مقتل اثنين من اللاجئين ووقوع ست حالات اغـتصاب لفتيات خلال الفترة الماضية في معسكر (كومر) بجانب عمليات نهب واختطاف للاجئين مع عدم توفر الماء والرعاية الصحية،
وحسب احصائيات الأمم المتحدة فإن أكثر من 8 مليون فروا من منازلهم بسبب الحرب من بينهم 1,8 مليون لاجئي في دول الجوار، وأكدت المفوضية السامية للاجئين إن أكثر من 100 ألف شخص عبروا الحدود إلى إثيوبيا من السودان، منذ اندلاع الحرب من بينهم نحو من 47 ألف لاجئ وطالب لجوء. بينما تقدر الجالية السودانية في اثيوبيا عدد السودانيين الذين دخلوا إلى اثيوبيا بعد اندلاع الحرب ومازالوا فيها حتى الآن بنحو 60 ألف شخص.
معسكرات
وتستضيف السلطات الإثيوبية اللاجئين السودانيين في معسكري (كومر) و(ولالا) ومعسكر للعبور في منطقة المتمة الحدودية بإقليم الأمهرا المجاور لولاية القضارف، بجانب معسكر استقبال ومعسكر ثابت رابع في إقليم (قمز بني شنقول) الاثيوبي المجاور لإقليم النيل الأزرق.
وأشارت المفوضية إلى وجود 27 الف لاجئ وطالب لجوء سوداني في إقليم الأمهرا و20 الف لاجئ في إقليم قمز بني شنقول.
الحصول على الطعام
وقال لاجئ من مركز استقبال وعبور اللاجئين في مدينة المتمة الاثيوبية في افدات له نقلتها العديد من المواقع الاخبارية إن مئات اللاجئين يعانون في الحصول على الطعام والماء والإيواء إلى حين ترحيلهم للمعسكرات الثابتة
خلل أمني
فيما قالت لاجئة أخرى تحدثت لراديو دبنقا من معسكر كومر، إن المعسكر يقع في إقليم الأمهرا ويبعد 70 كيلو متراً من الحدود السودانية الإثيوبية، وإن معظم سكان المنطقة المستضيفة يحملون الأسلحة مما أدى لتزايد الانتهاكات،
وأشارت إلى أن المعسكر يستضيف نحو 8 لاف لاجئ من بينهم حوالي أربعة آلاف سوداني. ويقع على بعد 70 كيلو متر من الحدود السودان، واكدت وقوع عدد من الانتهاكات وحوادث إطلاق النار في المسكر خلال الفترة الماضية أدت لمقتل اثنين من اللاجئين من بينهم سوداني خلال الفترة الماضية، بجانب توالي الاعتداءات مثل عمليات الاختطاف،ولفتت لاغـتصاب فتاتين ، بجانب أربعة فتيات خلال الفترة الماضية مشيرة إلى تدوين بلاغات لدى السلطات
وأكدت إن اللاجئين لا يستطيعون الخروج من المعسكر لمسافة تبعد 4 كيلومترات بسبب الوضع الأمني، واشارت إلى وقوع هجمات مسلحة متكررة للمعسكر بغرض السرقة والنهب بسبب ضعف تأمين المعسكر وعدم وجود سور خارجي. وقالت إن السلطات لم تستطع معالجة الخلل الأمني.
مياه غير صالحة
وبشأن الخدمات أكدت اللاجئة لراديو دبنقا عن عدم توفر الماء بمعسكر كومر وإنهم يضطرون للحفر في الأودية والخيران للحصول على الماء ولكنها غير صالحة للشرب، وقالت إنهم كانوا يعتمدون خلال فصل الخريف على مياه الأودية ولكنها نضبت الآن مما أدى لتفاقم المعاناة.
تردي صحي
وأشارت العديد من التقارير إلى تردي الوضع الصحي في معسكر كومر وعدم توفر الرعاية الصحية حتى للحوامل أو الأطفال حديثي الولادة ، ونوهت إلى وجود قابلة متطوعة بالمعسكر ولكن لا تتوفر لها المعينات الأساسية مثل المعدات المتمثلة في الشاش والإبر والخيوط ، و تفشي الكوليرا في المعسكر خلال الأشهر الماضية بسبب تردي بيئة المعسكر وعدم توفر المراحيض المناسبة.
في مصر
وفي مصر يعاني اللاجئين من بطء إجراءات توفيق أوضاعهم ، إذ تشهد عديد من المنظمات المختصة في شؤون اللاجئين، وأبرزها مفوضية اللاجئين، تكدسًا وازدحامًا كبيرين للاجئين بغرض الحصول على بطاقة التسجيل، وفي الوقت ذاته يعيش اللاجئين أوضاعا صعبة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وايجار الشقق في ظل عدم وجود دخل لمقابلة تلك الاعباء حيث يعتمد كثير منهم على الاعانات التي تردهم من أهلهم في دول الاغتراب، ويحصل قليل منهم خاصة الذين دخلوا في الشهور الأولى من الحرب الي مصر عبر المعابر، يحصلون على إعانة شهرية من منظمة الغذاء العالمي نحو ٤٥٠ جنيه مصري للفرد ارتفعت خلال الشهرين الماضيين إلى محو ٧٠٠ جنيه، ويعاني أصحاب الأمراض المزمنة من توفير تكاليف العلاج خاصة مرضى الفشل الكلوي، وتحصل فئة من هؤلاء على بعض العلاجات التي ظلت توفرها لهم منظمة إسناد للسودانيين المتأثرين بالحرب.
في جنوب السودان
شكا اللاجئون السودانيين بمعسكر (قرم) غربي جوبا عاصمة جنوب السودان من تدهور الأوضاع والصعوبات التي تواجههم داخل المعسكر، حيث يفتقدون الخدمات الأساسية، ويواجه أصحاب الأمراض المزمنة معاناة كبيرة ولا يجدون العلاج، وان بعض المرضى يتم تحويلهم إلى مستشفى جوبا لكنهم يواجهون صعوبات في تلقي العلاج.
وفيما يلي الوضع المعيشي أشارت بعض التقارير إلى ان الأسر تعاني في الحصول على الغذاء، و أن المنظمات تصرف مبلغ 8 دولارات في الشهر لكل شخص، تكفي لقيمة وجبة واحدة فقط، اضافة الى ان هناك اشخاص تم تسجيلهم وتسلم بعضهم بطاقات لكنهم لم يصرفوا أي إعانات.
في أوغندا
استقبلت أوغندا عددا من اللاجئين السودانيين، بعد وصول حوالي 20 ألف شخص منذ بداية الحرب في أبريل من العام الماضي ٣ آلاف منهم في معسكرات اللجوء، بحسب آخر إحصائية، وتستضيف أوغندا أكثر من 1.4 مليون لاجئ- يعيش أكثر من 80,000 منهم ويعملون في كمبالا.
ويواجه أغلب اللاجئين ظروفا اقتصادية سيئة خاصة في المناطق الحضرية في ظل توقف الدعم من المنظمات الأممية، مما اضطر عددا من اللاجئين للبقاء في المخيمات ومعسكرات اللجوء التي تفتقر أغلبها لأبسط مقومات الحياة.