البرهان وعبد الحي…. معركة الرصاص الطائش

تنسيقية (تقدم) استخدمت (التراشقات) سلماً لتمرير أجندتها

تقرير- الطيب عباس:
حملت اليومين الماضيين أخبارا عن تراشقا لفظيا بين رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان والداعية المعروف عبد الحي يوسف.
وكان يوسف يتحدث لجمعا من شيوخ عرب عن الوضع في السودان، حمل فيه البرهان مسؤولية تمدد مليشيا الدعم السريع ، وبعد يوم رد رئيس مجلس السيادة على الاتهامات، واصفا عبد الحي يوسف ب(الضلالي).
التراشقات هذه كانت مادة دسمة، وسلما حاولت عبره تنسيقية (تقدم) الصعود لتمرير أجندة ظلت تلوكها باستمرار، وهي تردد فرية أن المعركة الحالية بين الدعم السريع والحركة الإسلامية.
رصاص طائش:
وصف مراقبون التصريحات والتصريحات المضادة بالأمر المؤسف، مشيرين إلى أن السودان في غنى حاليا عن إطلاق رصاص طائش بعيدا عن العدو الحقيقي الذي ينتظر الخلافات ليتسلق .
وتأسف الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد، على ما وصل إليه الحال بين البرهان وأحد أبرز العلماء المساندين لمعركة الكرامة، وأقترح عبد الماجد لإنهاء هذه الأزمة أن يقوم رئيس مجلس السيادة بدعوة عبد الحي يوسف لزيارة بورتسودان ليطلعه عما غاب عنه ويدير معه حوارا لله والوطن، أو أن يبادر شيخ عبد الحي لزيارة البرهان والجلوس اإليه لتوضيح خلفيات وحقيقة موقف يوسف الداعم للجيش السوداني.
انقسام ولوم:

انقسمت منصات التواصل الاجتماعي بالسودان بين مؤيد لهذا الطرف ومساند للطرف الأخر، لكنهم اتفقوا بشكل كامل على أن التراشق بين الرجلين هو معركة في غير معترك، لكون عبد الحي يوسف أحد أبرز المشايخ الداعمين للجيش السوداني، ذلك بخلاف أن لديه ثلاثة من الأبناء يقاتلون في صفوف القوات المسلحة، اثنان منهم في المدرعات حتى الآن.
تصريحات فردية:
وبخلاف ما ظل يروج له قادة تنسيقية (تقدم)، حول وجود خلاف بين الإسلاميين وقيادة الجيش، يرى مراقبون أن تصريحات عبد الحي يوسف فردية، بحكم أن الرجل لا علاقة له بالحركة الإسلامية التي سارعت لإصدار بيان نفت فيه أي علاقة للشيخ عبد الحي يوسف بالحركة الإسلامية، وهو أمر معلوم بالضرورة، ما يشير بحسب مراقبين، أن تصريحات عبد الحي يوسف لم تكن ضمن الرسائل الموجهة للإعلام، وإنما تم تسريب ما قاله عبر مقطع فيديو دون علم الشيخ، وبالتالي فهو أشبه بأحاديث الجلسات الخاصة التي لا تبنى على رؤية أو تستند على حجة ويقال فيها كلما يخطر ببال.
المراقبون نفوا أيضا أن يكون هناك أي دور لهذا الحديث على موقف المتطوعين المساندين للجيش في معركة الكرامة، من الزاوية نفسها، حيث يقف عبد الحي وحيدا بلا حزب سياسي أو جماعة دينية معروفة, ذلك بخلاف أن شباب الإسلاميين المتطوعين في الجيش اتخذوا قرارا فرديا بالمشاركة في معركة الكرامة في صف القوات المسلحة وليس قرارا تنظيميا، وبناءً على ذلك يرى مراقبون أن تصريحات عبد الحي يوسف في أفضل الأحوال هي غضب شخصي يراد منه حث البرهان على أخذ العصاة من طرفها لا من المنتصف، مؤكدين أن الحديث المتداول من أن تصريحات عبد الحي يوسف مؤشرات لمفاصلة جديدة بين البرهان والإسلاميين مجرد تهئيوات لأن البرهان وعبد الحي كلاهما ليسو ضمن عضوية الحركة الإسلامية، فالبرهان ليس البشير ولا عبد الحي هو الترابي.
بيان مرتقب:
وفي وقت سابق كشفت مصادر للصحيفة، أن عبد الحي يوسف كان سيصدر بيانا توضيحيا حول تصريحاته المسيئة لرئيس مجلس السيادة، أمس الأحد، وأوضحت المصادر، أن مكتب عبد الحي أرجأ البيان بسبب رد رئيس مجلس السيادة، ما يتطلب معه تغيير وضعية البيان أو إلغائه بالكامل.
من المؤكد، أن تصريحات عبد الحي يوسف ورد رئيس مجلس السيادة سيتلاشى تحت ضجيج معركة الكرامة، ويخبؤ مع الأيام بفعل تسارع الأحداث، دون أن تكون تنسيقية (تقدم) قد استثمرت فيه بالشكل المناسب، يحدث ذلك، لأن كلا من البرهان وعبد الحي يوسف سيدركان أن الرصاص الذي استننفداه في هذه المعركة كان طائشا ولم يصب أبدا أيا من العدو المشترك، العدو الذي ظل البرهان يحاربه على مدار 20 شهرا، وعبد الحي يوسف يحاربه بالكلمة والمساندة وبأبنائه الثلاثة.