رئيس حركة العدل والمساواة لـ(أصداء سودانية): “الأفضل أن نتفاوض مع الإماراتيين”
- لا أعتقد أن هناك سببا يجعلنا (نترك الفيل ونطعن في ضلو) الأفضل أن نتفاوض مع الإماراتيين لهذا السبب
- لم أنتقد شخص عبر وسائل الإعلام وهذا ليس منهجي
- الفاشر مشروع كبير للحفاظ على وحدة البلاد لذلك يدافع عنها الجميع
- الفساد في الأجهزة الحكومية موجود مثل أي مجتمع بدرجات متفاوتة
- المنع يدفع البعض للبحث عن طرق أخرى والأفضل أن ياتيك وتأخذ منه الرسوم
- كان علينا أن نستفيد من الحرب ونقوم بتغييرسلوكنا وسودان ما بعد الحرب يجب أن يكون مختلف
حاوره – محمد الفاتح – أحمد عمر خوجلي:
*هناك فوضى في استيراد السلع والسودان غير محتاج في مثل هذه الأيام لسلع كمالية كالحلويات والالعاب وغيرها، ألم تحددوا قائمة بالضروريات فقط ، وفي ذات الوقت هناك تجار لديهم علاقات واسعة مع الحكومة يمكن أن يتجاوزا حتى الموجهات ولا نريد أن نقول هناك فساد ؟
-منع استيراد بعض السلع لا يمكن أن لا يكون عبر تحديد قائمة تشمل تلك السلع الممنوع استيرادها، لأن ذلك يدخلنا كحكومة في مشاكل مع مؤسسات دولية أو اقليمية لدينا معها اتفاقيات كدولة مثل الكوميسا وغيرها ، لكن المنع يمكت أن يكون بعدة طرق أخرى غير المنع المباشر, من هذه الطرق مثلا يمكن أن نعمل على رفع قيمة رسوم الجمارك على تلك السلع غير الضرورية أو ما نسميها بالسلع الكمالية, وعندما نرفع قيمة الرسوم الجمركية يجد التاجر انه غير ميّال لإستيراد مثل هذه السلع لاتفاع كلفتها، ونحن كحكومة يمكن أن نستفيد من هذه الأموال ونوظفها في دعم الفقراء وغير ذلك من البنود ذات الأولوية، هذه طريقة والطريقة الثانية أن لا يتم توفير العملات الصعبة لمن يرغبون في استيراد مثل هذه السلع.
-لا يستطيع ، لأننا مانعين الاستيراد بـ (النل فاليو ) يعني الاستيراد لا يكون إلا عبر تحويل الأموال عبر النظام المصرفي وفتح إعتمادات أو دافع للأموال مقدما عبر النظام المصرفي, ويجب التأكد من اكتمال مثل هذه المستندات وإذا لم يتوفر ذلك نقوم بإتمام عملية الجمارك.
*لكن يمكن أيضا أن تكون هناك دورب ملتوية وتحايل؟
-الفساد في الأجهزة الحكومية موجود ، ولا يغيب وهو موجود في أي مجتمع وبدرجات متفاوتة, وهناك من يجد جهة أو شخص في تلك الأجهزة يقوم بتمرير كميات من البضائع له وغالبا ما تكون بأحجام صغيرة ، ولو وضح أنها بحجم وكميات كبيرة فيكون هناك تساؤلات ومحاسبة طلب مستنداتها التي تم بها إكمال الإجراءات ، ولابد من القول أن المنع يدفع البعض للبحث عن طرق أخرى مثل التهريب وغيرها فالافضل أيضا أن ياتيك وتأخذ منه الرسوم.
*نعود مرة أخرى إلى الاختلافات في وجهات النظر بين مكونات القوى المساندة للجيش بكل فصائلها وطوائفها واتجاهاتها ، وصلت هذه الخلافات إلى حد تبادل الرسائل عبر التسريبات الصحفية ونقل الأخبار ، فصارت أشبه بالدانات والمقذوفات غير العشوائية ، لكنها أضحت لعبة خطرة في زمن صعب ؟
-اؤكد لك أنني لا أذكر انني فعلت مثل ذلك ولم انتقد أحدا أصلا أو هاجمته عبر وسائل الإعلام ، قد يكون لديّ رأي أو وجهة نظر، لكن في العادة هذا ليس منهجي وغير متابع التلاسن الذي يتحدث عنه الناس بالحجم المزعج وهو غير ذلك ، لكن في نهاية الأمر هذه هي السياسة السودانية ولا شي قد تغير، ونحن كان علينا أن نستفيد من الحرب ونقوم بتغيير سلوكنا جميعا, ومفروض سودان ما بعد الحرب يكون مختلف عن سودان ما قبل الحرب, لكن الإنسان لا يتغير بهذه السرعة وبين عشية وضحاها يكون شخص تاني ، لكن نحن لا زلنا نفس البذرة القديمة، فالناس يعبرون عن أنفسهم بصور مختلفة.
*هناك آراء لكثيرين تشير بأن جبريل إبراهيم كان ينبغي أن يلعب دورا أكبر مما هو الآن في لملمة شعث السياسة السودانية والساسة السودانيين ؟
-أولا الملف الذي أمسك به الآن – المالية – هو ملف مزعج وهو يستغرق وقت كثير وسفر أكثر، الأمر الثاني هو إننا مشغولين تماما بالمعركة العسكرية وصد عدوان مليشيا الدعم السريع ، فلديك جيوش في كل الميادين ويحتاجون للأكل والتسليح والتشوين، وكذلك الاصابات والشهداء وغير ذلك من المشاغل هذا هم أساسي الآن بالنسبة لنا، وهناك قوم إذا شعروا بك تقدمت يمكن أن يرفضوا وهذا من قبيل المنافسة السياسية ، لذلك لا داعي لأن يكون الشخص سببا في أي خلاف، اتركهم يتفقوا إذا كان هناك إمكانية لذلك ، ولكن نحن في كل الفعاليات والمناسبات التي نحضرها بين القوى المتعددة ، نهتم بتقريب وجهات النظر، وكذلك يجب ألا ننسى معنى الآية الكريمة (لو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة) والناس لا يزالوا مختلفين ، فالخلاف موجود.
*لابد أن نسألك عن سر صمود الفاشر هذا الصمود الاسطوري ، فهذه تجربة إذا أعملت في العديد من المدن السودانية وتم تطبيقها ربما لم تسقط في أيدي المليشيا ؟
-الفاشر اجتمعت فيها مجموعة عناصر، بداية أن غالب المواطنين نزحوا من المدن الرئيسية في درافور إلى الفاشر وبعدها وجدوا أن الفاشر هي الملاذ الوحيد فلابد من أن يصمدوا ، صادف الأمر أن مقر القوة المشتركة ورئاستها في الفاشروأفراد وجنود المشتركة يحترفون القتال بنفس الأسلوب الذي تقابل به المليشيا ، ولا ننسى أن التكوين الاجتماعي له أثره ودوره ، وأنا أعتقد أن الجيش استعاد جزء من عافيته مع بداية الحرب في الفاشر, فالطيران الذي كان يضرب مواقع مهمة بعيدة في درافور لم يكن موجودا, فهناك عدد من الطيارات ضربت في محلها ، والآن هناك طائرات ودعم للقوات المسلحة صنع فارق كبير، الاسناد الجوي والاسقاط المستمر ساعد كثيرا على الصمود الرئيس في موضوع الفاشر وأعضاء هيئة القيادة وقفوا وقفة قوية جدا، وهناك أمر مهم نحن عندما قررنا الدخول إلى هذه الحرب، مع تهديدات الفاشر شعرنا أنهم يريدون إعلان دولتهم, وفي حقيقة الأمر نحن غير مستعدين بقبول الانفصال وكفاية ما حدث للجنوب, الفاشر مشروع كبير للحفاظ على وحدة البلاد ولذلك الجميع على استعداد أن يدافعوا حتى الموت عن الفاشر.
*دكتور جبريل رئيس حركة العدل والمساواة ، يقال إنك قاسي جدا أمام القيادات التي تخرج من الحركة ثم تحاول العودة الآن إلى كنف الحركة ، كما هو الحال مع صندل وتقد لسان وغيرهم ؟
-المعلومة غير صحيحة ، أريد شخص يقول لي أنت منعت فلان الفلاني من العودة مرة أخرى إلى صفوف الحركة ، فكل من خرج من الحركة وأخذ مالها وسلاحها وخرج, كلهم عادوا مافي زول حاول يرجع رفضنا رجعوه، لكن إذا هناك زول انخرط والتحق مع التمرد ودعمه واصطف مع هذه المليشيا التي تقتل في الأبرياء صباح ومساء وارتكبوا كل الموبقات سيجد مشقة كبيرة في العودة مرة أخرى, خاصة لو هؤلاء الذين منحتهم كل الثقة وكل التفويض لدرجة البعض اشتكى من الحظوة التي يجدونها ، وكما يقولون(ظلم ذوى القربى أشد مضاضة من وقع السهام المهند) ، وأعتقد أنهم لن يأتوا راجعين ، لأن من يأتي بعد خروجهم الذي خروجوه ، إذا عادوا سيعودون إلى آخرالصف وليس إلى المكان القيادي الذي كانوا فيه قبل الخروج, (زول سلك مشى يقبل يجي راجع جندي).
*لديك رؤية وفلسفة لتفاهم سياسي مع دولة الإمارات ؟
-أنا لا أعتقد أن هناك سببا لـ (نترك الفيل ونطعن في ضلو) ونحن عندما نفاوض الإماراتيين باعتبار إنهم أعداءنا ، ويخبرونا لماذا يقتلون الشعب السوداني ويدمرون بلده ،وما الذي يريدون تحقيقه من هذا العدوان أو من السلام بعد أن عجزوا عن الوصول إليه بالحرب ، ونسلم الإمارات كل الملفات التي تثبت أنهم وراء هذه الحرب ، وبعدها ناتي لمرحلة دفع التعويض منها لإعادة الإعمار.