أمدرمان.. العيش على كنف المبادرات

 

تقرير – الهضيبي يسن:

من أكثر المسائل التي شكلت فارق على مستوى إيقاع الحرب بصورتها اليومية بمدينة أمدرمان غرب العاصمة الخرطوم، تلك المبادرات التي ظل يقودها مجموعة من الخيرين، ورجال الأعمال،والمتطوعين لتوفير إحتياجات المواطنين الذين تقطعت بهم السبل بسبب الحرب التي تجاوزت شهرها ال 20 حتى الآن.
أكثر المبادرات كانت ومازال تركز على توفير (الغذاء والدواء) والآن وبعد الاستقرارالذي باتت تشهده المدينة جاءت مبادرات للتعليم ودروس التقوية لطلاب الشهادة الثانوية.
ويقول مدير مجموعة (المهاجر) أحمد مهاجر منذ شهر يوليو الماضي وهو اتاريخ الذي فكرنا فيه للعودة للسودان مجددا من القاهرة وإعادة نشاط مدرسة مهاجر الثانوية, الكائن موقعها بالثورة الحارة 13 وفورالإعلان عن دروس لتعليم منهج المرحلة المتوسطة، والثانوية بصورة مجانية عن طريق مجموعة أساتذة تفاعلوا مع المبادرة بهدف إنقاذ التعليم الذي تأثر بفعل الحرب ومستقبل ابنائنا فكانت الاستجابة حيث نقوم الآن بتدريس مايفوق(800) طالب ضمن المرحلة المتوسطة، والثانوية بينما تلقينا دعم شعبي كبير من قبل أهالي هؤلاء الطلاب بالإضافة إلى حكومة ولاية الخرطوم مايجعلنا عازمون على المضي في مبادرتنا والمنافسة حول مقاعد الشهادة الثانوية في المساغين العلمي والادبي.

بدوره أكد مسؤول مبادرة (فكة ريق) عثمان الجندي إنهم خلال فترة العام ونصف الماضية ظلَوا يقومون على تقديم الوجبات الغذائية للمواطنين بأمدرمان،و أولئك النازحين الذين تاثروا بالحرب.

ويضيف الجندي أن تكية مبادرة فكة ريق ركزنا في بادي الأمر فيها على تقديم وجبه الإفطار لمرتاديها، ولكن مع مرور الوقت استطاعت تطويرعملها وزيادة حجم المتطوعين معها الذين هم في الأصل شباب يقطنون أحياء مدينة أمدرمان حتى إستطعنا الآن مضاعفة الجهد لتقديم وجبتين في اليوم.
تمويل المبادرة:
وأشار إلى أن تمويل المبادرة يتم عن طريق مجموعة من الخيرين، ورجال الأعمال بينما لم تقتصر المبادرة على توفير الوجبات الغذائية فقط بل امتدت لاستجلاب الأغطية للنازحين وسط مخيمات الإيواء، والمدارس كذلك توزيع مجموعة من الأدوية المنقذة للحياة، والآن نخطط لإطلاق مبادرة تهتم بالبيئة ونظافة الأحياء وإزالة المخلفات التي نتجت عن الحرب بترميم بعض المرافق الصحية من المستشفيات والمراكز.

ويقول مسؤول مبادرة (شبابنا) مؤمن ود زينب، إنهم ظلوا ضمن فريق مكون من 45 يعملون داخل مستشفى النو بأمدرمان لنحو عام كامل في تقديم الخدمة العلاجية للمرضى خاصة أولئك المواطنين الذين فقدوا ذويهم ولم يتمكنو من توفير الدواء.
ويوكد مؤمن بأن مبادرة شبابنا عندما بدأت كانت فكرة وسط مجموعة من الشباب حول كيفية مساعدة المواطنين الباحثين عن العلاج، وكانت ضربة البداية تكوين مجموعة على تطبيق الردود السريعة (واتساب) حيث قمنا بطرح الفكرة لينضم إلينا بعدها عدد من الأطباء الدين أبدوا التطوع وتفاعلوا مع الفكرة.
وأشار مسؤول مبادرة شبابنا إلى أنه في بدايات الحرب هنا في أمدرمان كانت معظم المرافق الصحية قد تعرضت للإتلاف مما إضطرها للخروج عن الخدمة، وهو مازاد حجم الضغط على مستشفى النو حيث توجهنا بعدها نحو إدارة المستشفى وقمنا بعرض الفكرة التي وجدت الترحيب, وقال من وقتها ونحن نقوم بتقديم خدمة علاجية للمواطنين بتوفيرالأدوية المنقذة للحياة، والنساء الحوامل فضلا عن إنقاذ الأشخاص الذين قد يتعرضون للإصابات نتيجة للقصف العشوائي الذي يستهدف المنازل، والأسواق.
وأشار إلى أنهم الآن يسعون لتجاوز العقبات، والتي قال أن أبرزها زيادة حجم تمويل الأدوية للمرضى بشكل راتب، أيضا التكفل بإقامة العمليات الجراحية، وتوفير بعض الأجهزة الطبية.
وأعلن عن الإنتهاء من الترتيب لبرنامج يقودة عده أطباء للعلاج النفسي، وهو أمر يستهدف أولئك المواطنين الذين تأثروا بالحرب وحدثت لهم صدمات لم يستطيعوا تحملها ويمرون الآن باضطرابات نفسية نتيجة تلك الصدمات التي تعرضوا لها
الرافعة الاجتماعية:
وبالمقابل وصف وزير الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم صديق فيني مجمل المبادرات التي تنتظم مدينة أمدرمان بأنها الرافعة الاجتماعية التي كانت بمثابة الفعل الذي انتشل المواطنين وعزز فكرة إعادتهم للحياة, موضحا ان حكومة ولاية الخرطوم تظل تولي الاهتمام البالغ لهذه المبادرة لما لها من أثر مباشر على حياة المواطنين، والدور الذي قامت به في الاستقرار بأمدرمان.
وقال هذا ما يجعلنا نعمل على تقديم المزيد من الدعم لها ووضع الخطط والبرامج التي تعزز شراكتنا مع القائمين على أمرها بحلول العام 2025 باعتبارة عام لإعادة إعمار مادمرته الحرب.