في السفر (٨)فوائد
خارج.الصورة _ عبدالعظيم صالح
سافروا وفي السفر (٧)فوائد..هكذا قال المثل الذي سارت به الركبان علي مر الدهور والأزمان،،،
في أيامنا هذه زادت الفوائد الي (٨) وهذا ما لم يخطر في بال أهل السودان حتى أدركهم هذا الزمان..فقد أجبرتهم الحرب اللعينه وهجمات الميليشيات المتمردة علي السفر والرحيل المر وفي بال المسافر(أنجاسعد فقد هلك سعيدا.)..إنتشرت جرائم الحرب في مدن وقري السودان ونجوعه القريبة والبعيدة فسادا قتلا وتشريدا وسلبا واغتصابا للحرائروسرقة ونهبا للممتلكات والمرافق العامه والخاصة والبيوت والمزارع والانعام في أعتداء لم تعرفه هذه الديار الآمنة والناس البسطاء والمسالمين بل لم تعرفه تاريخ البشرية القريب والبعيد ولم ترصده كتب التاريخ والمرويات عند التتار والمغول.
سافر الناس وغادروا الخرطوم ومدن الجزيرة مدني وسنار وسنجه والدندر والسوكي وغيرها من المناطق التي لم تسلم من الاعتداء او التهديد بالهجوم هنا وهناك. .
في ظل هذه الظروف وفي ظلال الحرب اللعينة أضحي السفر قطعة من جحيم ولحظات من العذاب والألم والمر
.. تري ذلك في الوجوه والملامح وفي حركة الناس والمركبات وفي الازدحام وفي ارتفاع تكلفة السفر وفي الجشع والاستغلال المؤسف من ضعاف النفوس وتجار الحروب والأزمات وفي بعد المسافات التي طالت وإستحكمت حلقاتها بسبب التفتيش والإجراءات المطلوبة والمعقدة في مثل هذه الأحوال التي تلقي أيضا بأعباء إضافية وأمنية للتحقيق والتدقيق والاشتباه فالمسافه التي كانت تستغرق( ٤ ) ساعات بين منطقه وأخري زادت الي يوم ونحوه تزيد اوتنقص ..وكل هذا يضاعف من وعثاء السفر ومشقته ومزيدا من فواتير (الضنك)التي يتوجب علي المسافر دفعها هذه الأيام..
نسمع كثير من حكايات ونري صورا ومشاهدا لا تحتاج لتأكيد المؤكد في العذاب الجديد الذي دخل قاموس الحياة اليومية السودانيه. .
الناس في بلدي يسمعون في ماضي الايام أشعار وأغاني السفر. .المفردات التي تحكي الشجن يظنونها تخص المسافر وحده..فالسفر لم يعد لمجموعه محدده بل أضحي حلم (الاماسي) للجميع..حمد الريح رحمه الله دعانا ذات يوم للرجوع(بلادك حلوه ارجع ليها دار الغربه ما بترحل)..الصورة لم تعد كما هي فناس توتي غادروها الي أرض وليست بالضرورة ذات زرع…حدثني صديقي ناجي من أبناء توتي عن رحلته الطويلة من الجزيرة توتي التي لم يغادرها قط طيلة حياته الي أمدرمان وكبوشية وعطبره ليختم مشوار السودان ببوكسي تهريب فارا وأسرته من جبروت (العمدة )الميليشي المرابط في مدخل الكوبري وتاركا وراءه حصاد العمر والبيت الكبير ورائحة الأجداد والاباء والحبوبات.قال الطيب صالح ذات يوم علي لسان مصطفي سعيد في موسم الهجرة الي الشمال .(جنبهما ما استطعت مشقة السفر)..إنقلبت الحكمة القديمه فالبقاء في الوطن أضحي مشقة ليس من بعدها مشقة واضحي السفر غاية تجاوزت الفوائد السبعه عند السودانيين لفرصة البحث عن (الحق في الحياة)