إرتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية  النيل الأبيض…(غول ) الأسعار يفتك بالولاية 

ربك – فيصل أحمد خير

 

فرضت الحرب الدائرة في السودان التي أشعلتها مليشيا الدعم السريع المتمردة واقعاً جديداً لم يعهده السودانيون من قبل، وحاولت تلك المليشيا تثبيت هذا الواقع المؤلم وسط المجتمع السوداني بكل فئاته وشرائحه ولكن هل نجحوا في ذلك؟.

والإجابة باعتقادي أنهم باءوا بخسران مبين فالسودانيين معروفين عبر التاريخ بالجسارة ونكران الذات عندما يتعلق الأمر بالوطن ومقدراته وهذا ما تجلى بصورة ناصعة في عديد المواجهات التي تمت بين قوات المليشيا وبين المواطن الأعزل ناهيك عن القوات المسلحة الباسلة برغم أن المليشيا تضم في صفوفها أعداداً غير قليلة من المرتزقة الأجانب من تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وأثيوبيا وليبيا إلا أنهم جميعاً فشلوا في تحقيق أحلامهم المريضة.

والمعلوم أن عدد من الولايات تأثرت بهذه الحرب وفي مقدمتها الخرطوم وولايات دارفور والجزيرة وسنار وكان نتيجة لذلك موجات من النزوح من تلك الولايات إلى الولايات الآمنة والتي من بينها ولاية النيل الأبيض، ويعيش المواطنين في الولاية بطمأنينة كاملة ولا يكدر صفوهم إلا الغلاء الفاحش الذي ضرب الأسواق خاصة في جانب السلع التموينية الضرورية ولعل السبب المباشر لذلك الغلاء هو اغلاق طريق سنار بورتسودان والذي كان يمثل الشريان للولاية ،ورغم ذلك فقد لجأ التجار إلى وسيلة جديدة لتوريد البضائع عن طريق منطقة الدبة في الولاية الشمالية مروراً بالطريق الصحراوي غرب النيل بما فيه من مخاطر وطول المسافة وأحياناً وجود متفلتين من عصابات المليشيا إضافة إلى الرسوم المرتفعة جداً التي تفرض على البضائع وهذا الطريق تستغرق الرحلة فيه ما بين ثلاثة أو أربعة أيام حتى تصل الشاحنات إلى كوستي ومنها لبقية مدن الولاية الأخرى ونظراً لإرتفاع قيمة الشحن وطول المسافة والتعرض للجبايات على طول الطريق فإن ذلك ينعكس على زيادة مهولة في الأسعار بحيث يصبح المواطن غير قادر على توفير إحتياجاته من السلع الضرورية ناهيك عن الكماليات وأصبحت زيادة الأسعار هي الشغل الشاغل للتجار حتى تلك البضائع التي لا تستورد من خارج الولاية.

 

أسعار السلع:

 

وإذ أخذنا مثالاً لأسعار السلع الضرورية والتي لابد من توفيرها في كل منزل فإننا سنرى عجباً فمثلاً يبلغ سعر جوال السكر زنة 50 كيلو 240 ألف جنيه ، أما “جركانة ” الزيت سعة 36 رطل فيبلغ سعرها 90 ألف جنيه ،ويصل سعر ملوة البصل إلى 8 ألف جنيه ،اما اللحمة فيبلغ كيلو الضأن 12 ألف جنيه ،بينما يبلغ سعر كيلو العجالي 8 ألف جنيه ،وابلغ تجار “أصداء سودانية” ان سعر جوال الفول المصري يبلغ 500 ألف جنيه بينما يبلغ سعر طلب الفول في مطاعم الولاية 3 ألف جنيه ،أما جوال العدس والأرز فيبلغ سعرهما 105 ألف جنيه ،ويبلغ سعر ملوة دقيق “الكسرة” 7500 جنيه،اما جوال دقيق القمح سعة 25 كيلو فيبلغ سعره 95 ألف جنيه .

وذكر مواطنون لـ(أصداء سودانية) أن سعر رطل الحليب يبلغ ألف جنيه ،بينما يبلغ سعر طبق البيض 9 ألف جنيه ،و12 ألف جنيه سعر رطل البن ،بينما يبلغ سعر رطل الشاي 2 ألف جنيه ،ويبلغ سعر كيس الشعيرية 2 ألف جنيه.

أما في جانب الخضروات تتوفر بكميات كبيرة وبأسعار معقولة ولا تشكل هاجساً للمواطن إذ أن كيس السلطة لا يتجاوز 1.000 ألف جنيه أو 2.000 ألف جنيه على أبعد تقدير.

 

الوافدون:

 

بخصوص الوافدين إلى الولاية منذ إندلاع الحرب فقد استقبلت الولاية أعداداً كبيرة من النازحين توزعوا على مدن الولاية المختلفة وقد قامت حكومة الولاية بإستضافتهم في دور الإيواء مثل المدارس وتبذل الحكومة والمنظمات المختلفة جهود لإيجاد مواقع بديلة لهم حتى يتم إستئناف الدراسة وقد بلغ عدد الوافدين إلى الولاية ما بين 4 – 5 مليون وافد .

 

الجانب الأمني :

 

وإذا عرَّجنا إلى الجانب الأمني في الولاية فقد قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على عدد غير قليل من الخلايا النائمة والمتعاونين مع المليشيا مما خلق حالة من الوضع الأمني المستقر بكل مناطق الولاية.

 

نقص الوقود:

 

تعيش الولاية الآن نقصاً حاداً في الوقود بشقيه البنزين والجازولين حيث يتراوح سعر جالون البنزين في السوق الأسود بين 40 و 60 ألف جينه مما إنعكس على تسعيرة المواصلات في المدينة ، مما دعا الكثيرين إلى الإعتماد على أرجلهم للسوق جيئة وذهاباً وبلغت تذكرة الراكب من كوستي إلى ربك وبالعكس 2.000 ألف جنيه وحتى البصات السياحية تنقل الركاب ما بين كوستي وربك بقيمة 3.000 ألف جنيه للراكب ومشوار الركشة داخل مدينة كوستي لا يقل عن 5.000 ألف جنيه..

 

الوضع الصحي :

 

اما الجانب الصحي بالولاية أستطيع أن أقول أنه يسير بطريقة لا غبار عليها بل هناك تطور ملحوظ في جانب الأجهزة والمعدات الحديثة ففي مستشفى الشرطة بربك تم إنشاء قسم أمراض المخ والأعصاب وقسم جراحة الفك والوجه وفي المستشفى العسكري بكوستي تم إنشاء قسم جراحة العظام والعمود الفقري مع الإشارة إلى أن عدد مقدر من الإختصاصيين حتى في التخصصات النادرة قد وفدوا من الخرطوم ومؤخراً تم انفراج كبير في جانب توفير الأدوية بكل أنواعها ومن الملاحظات أن إدارة التأمين الصحي وقد وفرت كميات مقدرة من الأدوية خاصة أدوية السكر والضغط وأصبح ميسوراً لكل مريض الحصول على الكمية التي تكفيه بكل سهولة ويسر ولكن وعلى الجانب الآخر هناك بطء شديد في جانب صحة البيئة خاصة وأن خريف هذا العام جاءت أمطاره غزيرة لذلك لم نلحظ تكثيفاً لخدمات صحة البيئة.

وبعد تلك ملامح موجزة عن الأحوال المختلفة في النيل الأبيض مع الإشارة إلى أن هناك بشريات قريبة تلوح في الأفق ومن شأنها أن تحد كثيراً من المعاناة.