إنطلاق الدورة (38) للإتحاد الافريقي لرؤساء الدول وقادة الحكومات

الغزواني وفكي يودعان وحديث الآمال لرئيس وزراء اثيوبيا

  • ابومازن يقدم مرافعة فلسطين ويتمسك بحل الدولتين

أديس ابابا – أحمد عمر خوجلي 

انطلقت أمس السبت فعاليات القمة الافريقية العادية رقم (38) بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وذلك بحضور روساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد، الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش, ضيف شرف القمة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن, القمة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها منذ طيبة الذكر منظمة الأمم الافريقية فهي ملتقى علاقات عامة ونوايا حسنة عابر للحدود والقارات وبازار للأقوال والبروتوكول، لكن الأثرعلى الأرض ربما يحتاج إلى انقلاب كبير وإلى سنوات طويلة
غياب أم تغييب؟:
غابت عن هذه القمة (6) دول هي السودان، بوركينافاسو، مالي، النيجر، الجابون وغينيا، وذلك لأسباب تتعلق بتدخلات جيوش تلك الدول بعد اضطرابات سياسية، والإطاحة بحكومات بعضها انتقالي والآخرعسكري والآخر مدني,لكن الشاهد في الأمر أن السودان وبسبب الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع وما أفرزته من آثار إنسانية صعبة انعكست على المواطنين بعد الإنتهاكات الواسعة للمليشيا وتدميرها لبنى تحتية العامة ونهب ممتلكات المواطنين ، برغم ذلك ظل حاضرا على الدوام وسط دعوات لايقاف الحرب أو تذكير الكارثة الإنسانية أو من خلال مبادرات عبر عنها مؤتمر دعم السودان أمس الأول الجمعة ,
كلمة دولة المقر:


رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد رحب في كلمته برؤساء الدول وكبار قيادات الاتحاد الافريقي وقال اجتماع الاتحاد الافريقي ينعقد في ظل تطورات متسارعة يشهدها العالم وتحديات تجعل القارة الافريقية في مفترق طرق مما يطرح تساؤلات كبيرة تستوجب أن يكون العمل الجماعي هو المخرج عبر تضميد الجراح ووقف المظالم التاريخية واستغلال الموراد والمقدرات الافريقية ، ودعا أحمد إلى إطلاق مبادرات واقعية ملموسة من أجل الرفاه والسلام وجعل التطور والتنوع هو ثراء عبر مناهج علمية اقتصادية ومعاصرة ومواكبة تتفاعل مع نهضة الذكاء الاصطناعي واجتراح حلول في اطار السياقات الخاصة ، وقدم رئيس الوزراء الاثيوبي في كلمته أمام القمة لمحات عن أثيوبيا ومساعي حكومته في النهوض الاقتصادي والصناعي والعلمي وحجم التطورات في الإنتاج ورفع الناتج المحلي, وختم كلمته بالمطالبة بضرورة وضع برنامج ينهض بافريقيا يقوم على السلام والعدالة والكرامة الإنسانية
موسى فكي يتحدث:
رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي المنتهية ولايته موسى فكي الذي قضى دورتين استمرتا لثماني سنوات، قدم الشكر للقادة الافارقة ولموظفي المفوضية, وقدم نعيا للرئيس التشادي الراحل إدريس دبي ، وسرد مراحل ولمحات من سيرته داخل الاتحاد الأفريقي وجهوده في التطوير والتحديث والإصلاح, حيث أكد وقوفه خلال هذه الفترة على تحولات عميقة كتدهور الوضع الأمني واندلاع العديد من الصراعات في عدد من الدول ثم جائحة كرونا، والديون والحرب الروسية الأوكرانية, وظهور تعددية الاستقطاب لدول القارة ، وعن حرب غزة قال فكي إنها مواصلة لحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية ومن حق السلام والحياة ووصف ذلك بالعار الإنساني، وأكد صمود الشعب الفلسطيني.
أهمية الشراكة:
الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بدأ حديثه في الاجتماع بالتأكيد على أهمية الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وقال إن افريقيا موعودة بمستقبل مفعم بالأمل استنادا على الإمكانيات البشرية والمادية سيما الشباب، وندد بالدور الاستعماري في استنزاف موارد القارة والهيمنة على قرارها، وأكد عدم وجود مبرر لحرمان افريقيا من مقعدين دائمين في مجلس الأمن.
وقف سفك الدماء:

 

وجدد غوتيريش حديثه عن مرور السودان بأكبر أزمة انسانية واصفا اياه بالممزق مضيفا القول ( ونحن نقترب من شهر رمضان حان الوقت لوقف سفك الدماء ), كما دعا للعمل على

وقف ايصال السلاح, وأشار ايضا إلى المساعي لإحلال السلام في الكنغو الديموقراطية محملا منظمة (إم 23) مسئولية العدوان.

أما عن غزة فقد أشارالأمين العام إلى ترحيب الأمم المتحدة بجهود جميع الأطراف لوقف القتال وبدء عملية سلام تعتمد على خيار وحل الدولتين.
ابو مازن يتمسك:
ألقى محمود عباس ابو مازن كلمة أمام القمة قال فيها إن دعوات انتزاع شعبنا من أرضه وتهجيره، هدفها إلهاء العالم عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتدمير في غزة, وأن المكان الوحيد الذي يجب أن يعود إليه مليون ونصف المليون لاجئ فلسطيني هو مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها عام 1948 تنفيذا للقرار الأممي 194
ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة، قبل تفشي قوى التطرف التي تعمل على دفن حل الدولتين, وقال الرئيس الفلسطيني إن تحقيق الأمن والاستقرار في الدوليين يتطلب من الجميع المشاركة الفاعلة في تحالف عالمي ودعم المؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في الأمم المتحدة في منتصف يونيو القادم.
صلابة إرادتنا:
قال رئيس الجمهورية الموريتانية رئيس الدورة المنتهية للاتحاد الافريقي محمد ود الشيخ الغزواني إنه استلم رئاسة الاتحاد الإفريقي في ظرف دولي وقاري بالغ الحساسية والصعوبة، لكنه في الوقت ذاته صادف إعتماد خطة الاتحاد العشرية الثانية في سياق تنفيذ أجندة 2063، والتي قال إنها تمثل الإطار العام للخطط التنموية متوسطة المدى للدول الأعضاء، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، ومختلف أجهزة الاتحاد الافريقي
واضاف إن اعتماد هذه الخطة العشرية دلالة جلية على صلابة إرادتنا المشتركة في تحقيق تطلعات شعوبنا إلى قيام إفريقيا التي نريدها جميعا، مهما كثرت العوائق، ومهما عظمت التحديات، ولفت تصاعد الأزمات المتنوعة في العالم، وتتسع فيه فضاءات التنازع، وتتكاثر بؤرالتوتر بشكل هز علاقات الدول بعضها ببعض كما هز القيم والمبادئ التي تأسس عليها النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
هدف تحقيق السلام :
وحذر الغزواني من تأثير الأزمات السلبي العميق على الجهود الإنمائية لإفريقيا ، التي تعاني أصلا تحديات جسيمة من قبيل الفقر والبطالة وضعف المنظومات الصحية والتعليمية، وهشاشة البنية الاقتصادية عموما، ناهيك عن الآثار المدمرة للتغيرات المناخية وتفشي الإرهاب والنزاعات المسلحة، التي تنسف الأمن والاستقرار، وتفكك الأنسجة الاجتماعية، وتلحق بالغ الضرر بالظروف المعيشية للسكان
وكشف عن إقامة الاجتماع التشاوري الثالث لتعزيز تنسيق مبادرة جهود السلام في السودان، واستقبال الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان يومي 13 و14 يناير 2025 في نواكشوط، للتداول معه حول ضرورة وقف أعمال العنف في السودان وصون سلامة شعبه وحوزته الترابية
وعلى الرغم من جهود الاتحاد والمجموعات الإقليمية وآحاد الدول الأعضاء، لا يزال قيام السلام الشامل والمستديم بقارتنا هدفا ينتظر التحقق